الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٨ مساءً

بطاقتان تؤهل جامعة صنعاء الى بلوغ المؤسسية والمواطنة!

د. علي مهيوب العسلي
الخميس ، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
غدا الخميس العشرين من شهر سبتمبر الثورة بعد اكثر من عام ونصف من انطلاق الثورة الشبابية الشعبية ، الزمن :الساعة العاشرة صباحا، المكان قاعة الشهيد ياسر عرفات ،الحدث :حدث تاريخي لم يحصل من ذي قبل ، فممارسة اعضاء هيئة التدريس لهذا التأهل التاريخي لنيل لقب المواطنة والمتمثلة بجناحي الحرية الاجتماعية والسياسية!

فقد بدء اعضاء هيئة التدريس بالتمتع بالبطاقة الاولى بطاقة الحقوق عندما اشرفت نقابة اعضاء هيئة التدريس على سحب القرعة ومنح عضو هيئة التدريس رقم القطعة التي ستؤول اليه استوى اعضاء هيئة التدريس جميعهم وبمشاربهم المختلفة .المزايدون والمرجفون والمتعصبون والمتويزرون والغالبية العظمى المتغيرون الصادقون، ولأول مرة يشعر الجميع بالمساواة وعدم المجاملة حيث اصطف الجميع في صفوف وفي انتظار لممد طويلة حتى يصل دورهم وبقناعة كاملة قلما شاهدناها في السابق!

هذه البطاقة الخضراء الاولى التي تم استلامها ومازال هذا المشهد مستمر ومثير للأعجاب!! و يا ليت الاخرين ينحون نفس المنحى أو على الاقل أُثير فيهم حب الاستطلاع ليأتوا ويشاهدون هذا الحراك الجميل ،الشيء غير الجميل هذه الايام في الجامعة هو الفضائح العديدة التي يمارسها القائم بأعمال الجامعة ومن لف لفه وهو يتخبط ويتخذ قرارات لا يعملها الا جاهل ،فلقد استبان جهله وتخلفه وانعدام حسن الادارة لديه ، اذ ونحن نمارس لعبة السحب الجميلة تراه يمارس غواية إبراز نفسه انه راجل وصاحب قرار فيقيل افضل عميد انتخبه زملاءه بإرادتهم الحرة دون دعم من حزب أو قبيلة الا حب زملائه وثقتهم به فكان نعم العميد !

أتعرفون من هو ذلك العميد ،انه الاستاذ الدكتور امين قحطان الذي يمر على انتخابه سوى ثلاثة اشهر انجز فيها مالم ينجزه العميد الذي سبقه والجاثم على صدر الكلية لسنوات طوال ،فضبط الكلية ، ووضع خطط الاقسام صلب اولوياته ، وادار عملية القبول لهذه السنة بكفاءة عالية دون وساطات وأومر من قبل من كان هذا ما ازعج القائم بالأعمال فاتخذ قرارا بإقالته ،وبمجرد سماع الخبر هب المئات للاستنكار والشجب ومن كل الكليات ، ان هذا التضامن افتقدناه كثيرا منذ زمن طويل ،لان من يتعاقب على رئاسة الجامعة الا المتسلحين بثقافة الكراهية وافتعال الازمات وادارتها بما يشغل الناس عن الدفاع عن حقوقهم!

نعم هناك قرارات اخرى اتخذها القائم بالأعمال المكلف من وزير التعليم لإدارة الجامعة حتى يتسنى تعيين رئيس جديد بحسب المتبع في العهد السابق ! ؛ من هذه القرارات المرتجلة توقيف دفع اشتراك الاعضاء للنقابة بحجة انها غير شرعية ،فأسل القراء الكرام عن سخافة هذا القرار فهل استشار اعضاء هيئة التدريس بهذا التوقيف ،حيث ان الانتماء للعمل النقابي طوعي وهم الذين يدفعون اشتراكاتهم الى النقابة وبرغبتهم الجامحة لكي تنجز الهيئة الادارية مثل هذا الفعل الذي نعيشه الان ، ومن قراراته المرتجلة المحاولة المستميتة بتحويل الهيئة الادارية الى المحاكم التي جوبه برفضها لانعدام حجية الشكوى وكذلك الاسراف في استخدام الاعلام الذي اتضح انه لا يجيده على الاطلاق حيث وظفه في التحريض على اعضاء هيئة التدريس والتفريط بالحق وهو الذي يفترض انه يحافظ على اموال وممتلكات الجامعة ،اذ اشار انه غير مسؤول عن أي حدث جنائي قد يتعرض له اعضاء هيئة التدريس من قبل القبائل مالكة الاراضي حسب زعمه جراء اخذهم كروت التمليك من النقابة، وبذلك فهو يتحمل جرم ارتكابه هذا التحريض وسيحاسب على ذلك ،لكني اسجل هنا اعجابي لقبائل مذبح بعد تحريضه لها حيث مارست ارقى الاعمال المدنية في
التعبير وبوسائل حضارية يفتقدها هذا الاستاذ الجامعي!

الكرت الاخضر الثاني هو ما سيتم يوم غد عندما يتدافعون اعضاء هيئة التدريس للإدلاء بأصواتهم لمن يرغبون ودون وصاية من احد فقد شب عضو هيئة التدريس عن الطوق واصبح عصيا على كل انواع الاذلال والتلقين ،فأتمنى من الجميع ان يهبوا الى قاعة ياسر عرفات كما هبوا لممارسة الحق الاول لتكتمل الصورة المؤسسية التي ينتظرها شعبنا ان تتحقق في كافة مؤسسات الدولة وبهذا ستكون جامعة صنعاء قدوة يحتذى بها من بقية جامعاتنا اليمنية ولتوصل الرسالة الحضارية التي لم توصلها القوى السياسية كما ينبغي!

اختم بالقول الى الذين يتشدقون بالقانون وان النقابة ستمارس خرقا للقانون يشيب لها الولدان على تعبير بعض من ينتسبون الى الجامعة ، بل بعضهم مارس مزيدة لم يزاود بها ازلام النظام السابق لا في الماضي ولا في الحاضر عندما كتب في صفحته انه حزين وسيعلق التدريس من يوم السبت وكيف بعد الان يستطيع ان يقابل طلابه وهو يعلمهم المبادئ والقانون ، ما هذا الكلام يا دكتوري العزيز؟! ، ومن يا ترى السبب الم تعلم ان النقابة قد سعت ومن فترة مبكرة لتدارك هذا الاشتباه عندما اتفقت مع رئاسة الوزراء على ترشيح قيادة مؤقتة مهمتها فقط تصريف اعمال الجامعة والاشراف على تعديل القانون الذي تنادي به لان القانون الحالي كما تعلم هو جزء من الفساد ولا يلبي رغبتي ورغبتك ،وحسب ما اتى الى مسامعي ان القرار كان قد وقع من قبل رئيس الوزراء في منتصف رمضان واودع في مكتب الرئيس ولم يرى النور حتى قررت الجمعية العمومية للتدخل لتحافظ على ما تبقى من جامعتها فمن المسؤول انه رئيس الجمهورية اليس كذلك يامن تتغنى بالقانون .فنحن جميعا نريد دولة القانون ولكي نزيل اللغط الحاصل فإنني اناشد الجمعية العمومية لأعضاء هيئة التدريس في مؤتمرها يوم غد ان تقوم بالانتخاب لرئيس جامعة ون
وابه وتسمي من تنتخبهم بالهيئة الموقتة لإنقاذ الجامعة ،وبهذا العمل فإننا نزيل اللغط عن من يهوى التغني بالقانون ، فالقانون دائما يأتي لحل المشاكل فاذا لم يحل المشاكل فلا فائدة من القانون ،فالجمعية العمومية تقابل مجلس الامناء في القانون الحالي والرئيس لأنه اهمل هذه القضية فعليه ان يصدر قرارا بالهيئة المؤقتة التي اقترحتها وتحل المشكلة ويعدل القانون !

في الختام بوركت الارادة التي تحقق المنجزات وتحقق تطلعات الناس بالانتقال الى المؤسسية التي مارستها الجمعية العمومية لأعضاء هيئة التدريس بكل اقتدار بعد تأهلها بكرتين اخضرين فقط!