الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٨ مساءً

تعز بين مطرقة قيران وسندان العوبلي

عيسى القدسي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
المتابع لما يجري في حالمة اليمن يرى أن ساكني مدينة تعز تغيرت مواعيد صحوهم ونومهم وكأنه قد حل عليهم شهر رمضان وكل ذالك بفعل أصوات القذائف التي تشنها عليهم عصابات قيران والعبدلي التي تبدأ بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر . وهنا نسأل ما الذي نرويه لأطفالنا حين توقض قذائف العصابات مضاجعهم وتصحيهم من نومهم مفزوعين؟؟؟
وهنا تحضرني بعض الأبيات الرائعة لـ د/عبدالعزيز المقالح تصف واقع ابناء تعز فيقول:
(قد شربنا من الخوف
حتى ارتوينا ،
وأكلنا من الرعب
حتى شبعنا ،
متى يا بلادي سيأتي الأمانْ ؟
ذَبـُلتْ في انتظار المسرات أحلامُنا
هَرِمتْ في المتاهات أيامُنا
شاخ أبناءُ أبنائنا
-تحت قصف المخاوف-
شابوا قُبيل الأوانْ !) .
منذ أن عين قيران حاكما عسكريا على مدينة تعز وعين العبدلي نائبا له باشروا بارتكاب أبشع الجرائم في حق أبناء الحالمة بدء من المجازر التي ارتكبت بحقهم أمام مدرسة الشعب و أمام مبنى المحافظة في أسبوع رعب عاشته تعز وأبناء تعز, بعد أن ظل أبناء تعز أسبوعا كاملا يتنفسون الغازات السامة التي ترشها عليهم عصابات صالح تنفس أبناء تعز الأوكسجين ولكن ذالك لم يعجب قيران والعبدلي فعمدوا إلى ارتكاب مجزرة من أبشع المجازر في تاريخ اليمن الحديث إن لم تكن الأبشع"محرقة ساحة الحرية" التي ارتكبها قيران والعبدلي . ما يقارب عشرة ألوية شاركت في ليلة الغدر الأسود والذي بدأت عصابات قيران تعد له العدة من أيام سبقت تلك المجزرة حين ظل طيلة الأيام التي سبقت المجزرة يستقدم الأسلحة والألوية والبلاطجة من محافظات أخرى واستمر اقتحام الساحة من عصر يوم الأحد 29/5/2011م حتى فجر يوم الاثنين 30/5/2011م . والأحداث التي رافقت تلك المجزرة البشعة والتي لا يزال بعض من ذوي الاحتياجات الخاصة مفقودين إلى يومنا هذا ولم يعرف احد مصيرهم البعض يعتقد أنهم قد احرقوا في تلك الليلة المخيفة وجرفوا بجرافات عصابات قيران في حين يرى البعض أن عصابات قيران اختطفتهم ورمت بهم في غيابات الجب , وكانت تلك الليلة المجزرة دليل على حقد تلك العصابات الإجرامية على هذه المدينة وعلى أبناءها الأحرار الأبطال الذين سطروا ورسموا أروع لوحة للنضال السلمي ضد نظام قمعي ديكتاتوري عنصري والذين تصدروا منابر الساحات لمناهضة النظام القمعي. أراد قيران أن ينهي ويجهض الثورة من منبع الثورة ولم يكن يضع في حسبانه أن أبناء المدينة قد عاهدوا الله والوطن أنهم مستمرون في نضالهم السلمي حتى رحيل آخر فرد في النظام الهمجي الذي ظل جاثما على شعب اليمن لأكثر من ثلاثة عقود, وعلى العكس مما كان يتوقع تحولت تعز بعد تلك المحرقة إلى ساحات للحرية وانضم الكثير من الضباط الأحرار إلى ثورة الشباب السلمية وهبوا لنجدة اخوانهم في الساحات وحمايتهم من ظلم الطغاة العابثين بمقدرات البلد , بعد ان خسر النظام الديكتاتوري كل رهاناته في العاصمة صنعاء أراد أن يوهم نفسه وأنصاره بالنصر فاتجه إلى مدينة السلم والسلام كونهم لا يعرفون العنف ولا يستخدمون العنف حتى في رد الظلم عن أنفسهم ولكنهم قد" كبروا" عن سياسة العنف , شباب تعز وبصدور عارية واجهوا رصاص وقذائف ونيران قيران والعبدلي والعصابات التابعة لهم القادمين من خارج محافظة تعز, وشكل انضمام الضباط الأحرار والمدافعين عن مدينتهم وكرامتهم صفعة قوية لقيران . و أمام إصرار الشباب على إنهاء النظام القمعي واجتثاثه من جذوره عرف انه لن يستطيع انجاز أي نصر في هذه المدينة الرائعة فقرر أن يستخدم العقاب الجماعي على أبناء المحافظة بقصف المنازل بشكل عشوائي وإطلاق الرصاص الحي على المواطنين دون التفريق بين صغير أو كبير . ولكن أبناء تعز قرروا أن يبدأ سقوط نظام علي صالح من مدينتهم "يا علي عطف فرشك .. من تعز يسقط عرشك".
- هل الطب السعودي قد نجح في معالجة الصوفي حتى يعود ليرى الجراح ويسمع الهتافات التي يهتف بها أبناء مدينته أم أن السعوديين أعادوا إغلاق أذنيه وعينيه حين شعروا انه بدء يحاول الرؤية والسماع ؟؟؟