الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٤ صباحاً

أساتذة الجامعة وثعابين الرئيس

سمير الشرجبي
الاثنين ، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
تعيش جامعة صنعاء هذه الايام تطورات متسارعة معلنتاً عن مخاض عسير وميلاد جديد لهذا الصرح العلمي الذي تأمر عليه الجهلاء والفاسدين من تربعوا على سلطة بلادي قسراً وعدواناً طوال ثلاثة عقود ماضية.

قطع الارض تسلم الى أعضاء هيئة التدريس بشكل حضاري وشفاف (حتى وإن كانت الى اليوم على الورق) وإنتخابات المؤتمرات النقابية في الكليات قد بدأت مع إنتخابات مندوبيهم الى المؤتمر العام للنقابة تجسيداً للروح الديموقراطية العالية التي يتمتع بها أعضاء هيئة التدريس في الجامعة .

حقوقنا التي كانت في الماضي أحلاماً تتحقق وستتحقق كل يوم مع تقدمنا نحو التغيير والامساك بزمام المبادرة في التغيير فوالله عيباً ان يحرم عضو هيئة التدريس من سكن يأويه وتأمين صحي يطببه وكادر يضمن له حقوقه وقانون إنتخابا قياداته تمنحه القدرة على إتخاذ القرار وتنفيذه لاخراج الجامعة من المستنقع التي تعيشها وعاشته على مدى ثلاثة عقود.

شخصياً لست متشائما ولا حزيناً من التطورات التي تعيشها الجامعة والصدام بين علماء اليمن وجهلائها حتى وإن حملوا شهائد عليا لانهم تابعين ومنقادين ومنفذين لمخططات الديكتاتورية المنهارة التي تحاول ان تعيق عجلة التغيير التي تحركة ولن تتوقف.

يكفينا أن نشعر بالامل حين لم نرى مع رئيسا الجامعة (المكلف والمخلوع) اياً من أعضاء هيئة التدريس من المنتسبين لحزب المؤتمر الشعبي العام الذين بالتاكيد خجلوا ان يصطفوا مع التخلف ضد الجهل وتركوهما محاطيين ببلاطجة أغلبهم لا ينتمون لموضفي الجامعة ولا الى طلابها .

وهنا نؤكد للجميع انه لم تكن اي صدامات بين أعضاء هيئة التدريس مع بعضهم كم تناقلت بعض المواقع الاخبارية واتحداهم ان يثبتوا واقعة واحدة أو إسماء أساتذة جامعة إشتبكوا مع بعضهم في ذلك اليوم .

كما أن مواجهات يوم الخميس ليس لها علاقة بالارض التي حصل عليها أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء وهي حقهم في إمتلاك قطعة ارض بسيطة وقف النظام السابق امام حصولهم عليها طوال اكثر من عشرون عاماً خوفاً في خطة دنيئة لتركيع هولاء العلماء وتطويعهم لصالحه لانه كان يدرك والمبصريين اخبروه مراراً في ان نهايته ستاتي من هذه القلعة فعمد على محاربتها بطلابها وعلمائها وتسليمها الى أجهل من فيها لقيادتها نهباً وسلباً وتجهيل.

الافاعي التي زرعها النظام السابق في فترة العقود الثلاثة خرجت اليوم من جحورها تنتفض وتتباكى على القانون وعلى التعليم وعلى الارض المقدسة.

الثعابين تنتفض على قانون الجامعات المسروق وصمتت حين قرر النظام السابق إلغاء الانتخابات وسيلة لاختيار ممثلي أعضاء هيئة التدريس في الجامعات وإحلال التنصيب الامني على رأس هذه المؤسسة بديلاً.

الثعابين إنتفضت ضد تسليم قطعة الارض الصغيرة الى عضو هيئة التدريس في الجامعة مع العلم أن هذه الارض ليست داخل الحرم الجامعي بل هي في الجزء الغربي من كلية الطب جامعة صنعاء والتي تم توزيعها على أعضاء هيئة التدريس (بعد أن تم إحتساب حاجات الجامعة المختلفة إبتداء بالمستشفى الجامعي وكليات الصيدلة والتمريض ومساكن التمريض وكذا تم تجنيب خمس الف لبنة تم توزيعها وبيعها لما عرف بحمعية الحبيشي في زمن العهد البائد ) بحجة ان الارض منفعة عامة ولا يحق لعلماء اليمن ان يبنوا عليها مسكناً ياويهم وابنائهم من سياط الايجارات المتسارعة في الارتفاع يوماُ بعد يوم والتي فيها يدفعون حوالي نصف رواتبهم والنصف الاخر لا يكفي مصاريف العشر الاواخر من رمضان.

الثعابين إنتفضت تتباكي على الارض المقدسة وهم من نهب الاراضي اليمنية في البر والبحر والجبال والصحاري.

الثعابين إنتفضت وهم من قتلوا الجامعة بسلوكهم العدواني الذي إلتهموا بها الجزء الاكبر من أرض جامعة صنعاء لتتحول الى معسكرات ومرافق وبقع لمن هب ودب ببصائر كتبها الزعيم والشيخ والفندم شراء للذمم بعد أن تم شرائها للوطن في منتصف السبعينات من قبل حكومة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي لتكون صرح علمياً نتعلم فيها وننطلق منها لنبني اليمن التي حلم الرئيس الشهيد بها والتي شاركناه حلمه فيها حينها.

الثعابين إنتفضت ورئيسها المكلف ورفيقه المخلوع يتباكون على العلم ويريد ان يحولوا ارض أعضاء هيئة التدريس الصغيرة الى جامعات عدة ومعاهد شتى ومراكز جمه.

الثعابين وقيادتها في رئاسة الجامعة تريد بكل الوسائل ان تقف ضد أحلام الاساتذة البسيطة التي هي في الاصل حقوق متناسيتاً مئات الالاف من الامتار التي نهبها المتنفذون في صنعاء وعدن والحديدة وفي كل جزء من وطني والاوضح ما إقتطعه رئيسهم السابق ليقيم فيها وعائلته والمقربين على ارض دار الرئاسة ضلماً وعدوانا والتي يحق لنا اليوم ان نطالب فعلاً ان يتحول دار الرئاسة الى صرح علمي وطني بدلاً من بقائه ساحة للحرب القادمة بين الشرعية الثورية وبقايا النظام السابق.

الثعابين انتفضت وانقض بلاطجتها ليفترسون خيرة علماء اليمن من أعضاء هيئة التدريس حينما تداعوا الى الحضور الى قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات لانتخاب قيادة جديدة للجامعة كما ارادوا كحق طبيعي حتى وإن سلمنا جدلاً بغياب قانون لهذه الانتخابات التي تم عرقلة إصداره حتى الان غياب (وزير التعليم العالي المؤتمري ) فالجامعة صرح له حرمته والجامعة بدون أساتذتها تصبح دار للايتام.

الجامعة بدون ألاساتذة لا قيمة لها......ولن يستطيع أحد مهما عضمت قدرته وملك من قوة أن ياتي بديلاُ عنهم من الصين كما رددها بلاطجة الرئيسان (أقصد هنا رئيس الجامعة المعين والمخلوع) يومها.

المعادلة الطبيعية للجامعة هي أساتذة اولاً وصرح لاستيعاب الطلاب ودارسون يتعلمون في قاعات الجامعة ومعاملها..وغير ذلك فهم مكملين إدرايين يخضعون لارادة العملية التعليمية وإحتياجاتها .

هذه المعادلة كانت في الماضي مقلوبة......كنا نحن أعضاء هيئة التدريس والدارسين في الجامعات في خدمة إدارة الجامعة وموضفيها......

كان الهدف ان نكون هنا ليقتات هولاء من عرق جبيننا وعلمنا.

لقد إخترنا طريقنا....لن نترك الجامعة بعد اليوم لقمة سائغة يلتهمها هولاء..

وليعلم ابنائنا الطلاب أن قرار الاضراب الشامل ليس الى صدورهم مصوباً بل لاعداء الوطن والتغيير.

إن إصلاح إدارة الجامعة وإعادة هيكلتها والتوصيف الوضيفي للموضفين فيها وإعطائهم دورهم في خدمة العملية التعليمية وتوفير كل الامكانات والضروف لتحقيقها هو هدف أقسمنا ان لا نتراجع عنه وحينها سينعكس ذلك إيجاباً على أبنائنا وعلى المجتمع.

من الجامعات ستكون شرارة التطوير والتقدم العملي في موطني كما كانت الجامعة هي التي أطلق ابنائها شرارة الثورة ضد النظام السابق واطاحوا به.

في الاخير أقول ما قاله قبلي كثيرون......تستطيع ان تنصب جاهلاً رئيساً او وزيراً ولكن حتماً ستعجز ان تجعل من الجاهل عالماً.