الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٣ مساءً

الجمهورية الثالثة،، إلى أين ؟؟

خالد وليد الفضول
الخميس ، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
خمسون عاماً مرت على إنطلاق شرارة ثورة سبتمبر التي أشعلها مجموعة من الأحرار الذين ثاروا ضد تخلف طاغية ذلك الزمان ، ذلك الإمام المستبد ولكل زمان أمام وما أكثرهم .

أن الطغاة عبر العصور قد حكموا شعوبهم إما بنظام ملكي أو بنظام جمهوملكي ، وكانت نهاية كل إمام طاغي ثورة تسقط حكمة البائد وتقتلع نظامه من جذوره . لقد عاشت اليمن ذلك آنذاك انحطاطاً فكرياً وإجتماعياً وسياسياً ، كانت اليمن قابعة في عصور الظلام في نفس الوقت الذي كان فيه الغرب في عصر النهضة .

في يوم الخميس 26سبتمبر 1962م قامت ثورة 26 سبتمبر من أجل قيام نظام جمهوري عادل يكفل الحقوق والحريات لجميع أبناء الشعب اليمني الذي عانى من ويلات الإمامة ، قامت من أجل بناء جيش وطني قوي يضمن حماية أمن واستقرار البلاد والعباد وكثيرة هي الأهداف .

ولدت الجمهورية الأولى بعد مخاض عسير وحروب مع الملكيين ومن معهم من مؤيدين سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي وحتى إعلان إنتصار الجمهورية الأولى عام 1970م .

لقد سارت الجمهورية الأولى في خطاها لتقابل تصفيات سياسية لأبرز رجالها قتل الغشمي والحمدي .

ثم أعلنت الجمهورية الثانية ممثلة في دولة الوحدة المباركة بين شطري اليمن وكثيرة هي الأزمات التي كانت تصنع لإفشال جمهوريتنا ، بدأت الجمهورية الثانية متزامنة مع توقيع اتفاقية الوحدة في 22 مايو 1990م بتزعم نظام فاسد سخر كل إمكانيات الدولة للتمديد والتوريث، لقد نادى بالتعددية وأنفرد بالسلطة وأدعى الديمقراطية وكرس الدكتاتورية و الكلبتوقراطية (أي حكم اللصوص)، حتى طفح الكيل لدى أبناء شعبنا اليمني وخرجوا إلى ساحات الحرية والكرامة يهتفون لرحيل منظومة فساد متكاملة ظلت تحكم لمدة ثلاثة عقود ، وبعد مخاض عسير سقط النظام بفضل ثورة شباب ساحات التغير شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي تفجرت لتكمل مسار ثورتي أكتوبر وسبتمبر .

تأتي الذكرى الخمسون لثورة سبتمبر لترافق ثورة الشباب ثورة فبراير التي خرجت لتحمل نفس المبادئ والأهداف ، وكان الهدف المشترك هو التخلص من نظام الأسرة الحاكمة الذي سخرت كل ثروات البلاد لمصالحها الشخصية ، فهاهي ذكرى الثورة السبتمبرية تواكب ثورة الشباب مُعلنةً الجمهورية الثالثة .

لقد كان شارل ديجول قائد الجمهورية الفرنسية الخامسة ، لقد نتج عن الجمهورية الخامسة في فرنسا دستور جديد ساعد على الوصول بفرنسا إلى حالة الإستقرار السياسي ، وها هو قائد الجمهورية اليمنية الثالثة الأخ المشير/ عبد ربة منصور هادي رئيس الجمهورية الذي جاء إلى السلطة وبتوافق شعبي و دعم دولي لكي يسير بنا نحو تحقيق بقية أهداف ثوراتنا سبتمبر وأكتوبر وثورة الشباب ، فهل ستسير جمهوريتنا الثالثة على نفس المنوال التي سارت عليه الجمهورية الخامسة ، أم إن ثوراتنا ستستمر في عدم إكمال الأهداف التي قامت من أجلها؟؟؟

من يعتقد أن نجم الثورة قد أفل فإما أن يكون خائناً ، أو جباناً ، فالثورة قوية كالفولاذ ، صلبة كالصخر، شامخة كالجبال ، عميقة كحبنا الشديد للوطن , لذلك يجب علينا كمواطنين أن نعمل جاهدين على أكمال أهداف ثوراتنا ، فكم هي التضحيات التي قدمت من أجل هذه إنجاح هذه الثورات ، فروح الثورات باقية طالما هنالك رغبة مقاومة الاستبداد وحكم الفساد، فالشباب هم ورثة الثورات وقادتها ، يجب علينا أن لا ننسى شهداء ثوراتنا سبتمبر وأكتوبر وأخرها ثورة الشباب، الله أكبر المجد للوطن ، والخلود للشهداء.