الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٦ مساءً

أعرني انتباهك لحظة

صديق صلاهم
السبت ، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
من سافر منا إلى أوروبا أكاد أجزم أنه قد اندهش لما رآه من انتظام في حياة الأوروبيين وكيف تسير أمورهم مثل الساعة السويسرية ....لكنه في - الجانب الآخر- رأى مظاهر التفسخ والتعري وضياع معنى الحشمة والحياء وعايش طغيان الحياة المادية على معظم شؤونهم.

أما من يعيش منا في الدول العربية والإسلامية عموماً فيعاني من ضياع النظام والانتظام والاحترام في حياتنا وغياب مراعاة أبسط القواعد الأخلاقية التي يحث عليها دين الإسلام.

فأين تكمن المشكلة ؟! هل الخطأ فينا أم في الأوروبيين؟!

الإجابة عن هذا السؤال ببساطة شديدة هي كالتالي:-

المواطن الأوروبي رسم له أجداده طريقا ظاهرها النظام واحترام الحقوق والقانون مع ممارسة الحرية إلى أقصى حدودها فيما يخص الجسد والشهوة....أما باطن هذه الطريق فهو التحلل من كل القيم الأخلاقية معتمدا على فلسفة تم الاتفاق عليها بين الكنيسة والإمبراطور والتي تقوم على اعطاء من لايملك لمن لايستحق !!!! فقد أعطتهم صك الغفران من كل الذنوب والأمان من مكر الله على اعتبار أن المسيح – على نبينا وعليه الصلاة والسلام - قد افتدى أتباعه جميعا بنفسه عندما تم صلبه أو هكذا تقول قناعتهم التي على أساسها استقامت معيشتهم.

حسنا....هذا بالنسبة للأوروبيين ...فماذا عن ( المتمسلمين )؟؟!!

نحن – العرب والقاطنين في البلدان ( الإسلامية ) ضيع أجدادنا ونحن من بعدهم حقوقنا فصرنا أتباعا لأعدائنا نمضي خلف خططهم حذو القذة بالقذة ( أوكما وصفنا رسولنا عليه الصلاة والسلام )، وزيادة على ذلك نتمسك بشعار الدين والقومية...فكأننا نقول إن هذه هي تعاليم الإسلام....!!! فتركنا كل معاني الأدب والأخلاق والإحترام وحاول كل منا أن يشبع غرائزه بكل الطرق والأوجه...( ولانعمم لأن الخير في أمة الإسلام إلى قيام الساعة كما بشرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام )، ولكن الشائع أن العيب والحرام بل وكل مواد القانون الصريحة وغير الصريحة تطبق فقط عندما يختص الموضوع بحقوق القادر على تنفيذها منا ولكنها تستباح جميعها عندما يكون الحق للغير أيا كان منا –

وفي هذا السياق.... فهل لأحد أن يشرح لنا مالذي استفادته الدول العربية بمجملها من البعثات الدبلوماسية –على كثرتها-لدى الدول الأوروبية سوى تشدق الكثير منهم بالكلام ونقل المظاهر الفاسدة لحياة الأوروبيين على أنها تطور وتقدم...

ألم يكن الأحرى بهذه البعثات أن تنقل لحكوماتها ولنا شيئا من النظام والالتزام بالقانون والرقي الحضاري بحياة الفرد والمجتمع بعيدا عن الإسفاف والخلاعة؟؟!!!

ألايمكن أن نجمع بين النظام والقانون والرقي الحضاري وبين تعاليم الدين الحنيف؟؟؟!!!!!!

ألايمكن أن يأتي اليوم الذي يكون فيه للعرب وللمسلمين طريقتهم النابعة من تعاليم دينهم والتي تفرض لهم على غيرهم الهيبة دون الولوج في طريق الخزي والعار الذي رسمه لنا عدونا؟!!!!!!!!