الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٢ مساءً

ذكرى منسية .. مَرت بهدوء !

أحمد مصطفى الغر
الاثنين ، ٠١ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ صباحاً
في يوم 29 سبتمبر من عام الالفية 2000 ، اندلعت الإنتفاضة الفلسطينية الثانية والتى ما زالت مستمرة حتى الآن، تأتى ذكرها هذا العام وتمر علينا فى هدوء ، حيث ينشغل قادة فلسطين بصراعات داخلية من جهة ، و قضايا دولية تخص وجود فلسطين فى الامم المتحدة ولبها بأن تصبح دولة عضو فى المنظمة الدولية من جهة اخرى .

هى ذكرى لإنتفاضة راح ضحيتها ما يقارب 4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريح. ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات إسرائيلية منها عملية الدرع الواقي وأمطار الصيف ، أربعٌ وستون عاماً مروا من حياة فلسطين وما زال حق الشعب الفلسطيني العادل والطبيعي والتاريخي في أن يقيم دولته ذات السيادة ينتظر التنفيذ ، بل ينتظر قبول الطرف الاسرائيلى أن يتفاوض بشأنه ، فإسرائيل هى من تحدد مع من ستتفاوض و أين وعلى أى شئ و تضع شروطها المسبقة للمفاوضات و الطريقة التى ستدار بها ، و غالبا ما تنتهى المفاوضات ـ ان تمت ـ الى اللاشئ !

اندلعت الانتفاضة الثانية بسبب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق"شارون" إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه ، الأمر الذي دفع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له ببسالة ، فكان من نتائج الزيارة اندلاع أول اعمال مقاومة في هذه الانتفاضة ، واعتبر الفلسطينيون تلك الزيارة مؤشرا آخر جديداً يدل على اطماع اسرائيل بالأماكن المقدسة الإسلامية والتاريخية ، أطماع فى تصورى أنها لا تقف عند هذا الحد وإنما تشمل فلسطين بأكملها و أجزاء من دول عربية أخرى ، وبينما تتصارع القوى الفلسطينية فى الداخل على من يحكم ومن يفرض سيادته تضيع الارض تدريجياص وتثبت إسرائيل أقدامها اكثر فأكثر على كل شبر إغتصبته من الأراضى العربية الفلسطينية .

بنما تمر ذكرى الانتفاضة الثانية فى هدوء ، يملؤ قاعات الامم المتحدة ضجيج الخطابات و الشعارات و تكتسى الصحف بأخبار وصور و تصريحات من يشاركون فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وسواء كنت مع أو ضد الاعتراف الدولي بفلسطين وعضوية الأمم المتحدة ، فعلى الأقل ان حدث فإن هذا يدل على أن القضية قد باتت تكتسب يوما تلو آخر زخماً ليتذكر العالم فلسطين بعد أن غابت عن واجهة الاحداث مؤخراً فى خضم أحداث الربيع العربى و ثوراته ، البعض يرى أن تلك الخطوة تقرب الفلسطينيين من الحرية وترسخ الحل على أساس الدولتين وهي الصيغة التي يتفق المجتمع الدولي على أنها السبيل للسلام في المنطقة ، و ان كنت لا أرى أن السلام سيتحقق بهذا الشكل مع العدو الاسرائيلى ، فإسرائيل إحترمت السلام مع مصر لأنها كانت فى حاجة إليه و ليس إحتراماً للمواثيق والمعاهدات ، فكثيراً ما أخلت بعهودها من قبل ، و بنو صهيون يحتاجون الأرض والتوسع أكثر و يعتقدون أن السلام سيفرضه السلاح لاحقا !