الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٥ مساءً

الدكتاتورية درجات

عادل محمد ثابت
الاربعاء ، ٠٣ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
كان لزاماً علي أن أمسك قلمي وأن أبدأ بالكتابة خصوصاً وعالمنا العربي ويمننا خاصةً وبإلاخص يمر في منعطف خطر وتاريخي وسأبدأ شارحاً من المحيط العربي إلى أن أصل بالقارئ اللبيب إلى وضعنا اليمني و التي لا بد من الخوض فيها ، ولا أرى مانعاً إن طفنا بالقارئ اللبيب عالمياً وكلها تراكمات لأن بني البشر واحد وأن اختلفت الطبائع و الغرائز والثقافات ، فكلنا يمشي على اثنتين وكلنا يتنفس الأكسجين فدكتاتورية الجنرال فرانكو أهون وأرحم من دكتاتورية هتلر وستالين ودكتاتورية كاسترو أهون وأرحم من دكتاتورية ماوسي تونج ودكتاتورية تيتو أهون وأرحم من دكتاتورية عبد الناصر و النميري ودكتاتورية مبارك وبن علي أهون وأرحم من دكتاتورية صدام وبشار و القذافي و البشير ودكتاتورية صالح أهون وأرحم من دكتاتورية مبارك وبن علي ، أي أن الدكتاتورية واحدة ولكن تختلف درجاتها ، فمبارك سجن المنافس له أيمن نور أربع سنوات ولم يفعلها صالح بشملان وأشياء كثيرة مثل حرية الصحافة وغيرها ...................

ويحار المواطن اليمني بسبب الاستقطاب الحاد هذه الأيام فأيهما أرحم وأفضل علي صالح

أو علي محسن ، ورأي الشخصي محسن أرحم وأهون من صالح رغم أني تضررت من محسن بسبب قطعة أرض حاول أحد قادته أخذها ولم ينصفني ، ولكن كسياسي ومثقف أرى تعينات محسن موزعة إلى أكبر قدر من مساحة اليمن وعكس ذلك تماماً في صالح بل الأخير يسعى للتوريث وهذا فارق جوهري فصالح يسعى بكل طاقاته اختزال الدولة والمؤتمر به وأبنائه وهذا لا ينطبق على محسن وما اجتماع المؤتمر الأخير دون أي مبرر سوى لخطاب يلقيه صالح ويهاجم ويثبت أنه رقم صعب وأنه موجود وهذا عار على المؤتمر أن يجتمع ستة ألآلف عضو دون مبرر لانتخاب أمين عام أو لجنة عامة أو لجنة دائمة وكأنه اجتماع ستة ألآلف من القطيع لأجل الزعيم يلقي خطبة يرضي بها غروره ومرضه وهذا مؤسف للمؤتمر وأعضائه ولصالح الذي لا نتمنى له أفعالاً كهذا ، بل أنصحه أن ترك السلطة هو وأبنه ليس النهاية تماماً كما يعتقد بل قد ننتخب يوماً ما أحمد علي رئيساً للوزراء أو رئيساً لدولة عندما تتبدل الظروف و المصالح والأرقام وهذا هو سنة التاريخ ، التاريخ الذي أراه غائباً عن صالح تماماً وأقول له أتمنى أن تسعى للحفاظ على تاريخ لك مشرف وهذا قد يعيد أبنائك إلى السلطة بطريقة سلمية وديمقراطية مائة في المائة في المستقبل المنظور ،
وهذا ما تحلم به ولكن ليس على الطريقة الحالية بل وأقول أنه من مصلحتك ومصلحة حزبك وأبنائك الاختفاء تماماً عن الساحة السياسية ولو لفترة مؤقتة و التاريخ مليء بالعبر ، فكم من سجين سياسي أعيد انتخابه رئيساً للبلادو الشواهد كثيرة وبديمقراطية مائة في المائة ........... اليوم الناس في أفغانستان يترحمون على نجيب الله وبالأمس كان ينظر له دكتاتور و عميل ، اليوم الناس يتندرون على الملك فاروق وكان بالأمس خائناً وعميل ، اليوم الناس يعيدون علم السنوسي وقد خرجت الناس تهتف إبليس لا إدريس ، وكذلك ينطبق القول على إيران اليوم الناس في إيران يتندمون على الشاه لأن وضع حقوق الإنسان أيام الشاة أفضل من أيام المللاي هذه الأيام و أؤكد و في القريب جداً سنرى شعب إيران العظيم يحول أسم شارع الإسلامبولي إلى إسم شارع السادات لأنه أوى ذلك العظيم أي ( الشاه ) فهل سيدرك ذلك صالح ؟

لقد شاهدت وسمعت أبي وأمي وهم يتندمون على فترة حكم الانجليز لعدن ولما شاهدوه من حكم الجبهة القومية و الحزب الاشتراكي ، واليوم الناس يتندمون على فترة حكم الحزب الاشتراكي مما لمسوه من فساد وعنصرية صالح .

لقد كتبت وأنا أرد في موقع الكتروني على المتوكل وأتوجه فيه بالتحية لصالح ولعلي محسن وخاصة إذا قارنا صالح ببشار ، فأرجو أرجو أن يفهم إن التاريخ هو الأبقى وكلنا في يمننا نتذكر عبد الفتاح إسماعيل و القاضي الإرياني رحمة الله عليهم فأرجو أن يحافظ صالح على حزب مثل المؤتمر المليء بالكوادر المرنة والكفوءه وأنه مؤسس ذلك الحزب ويكفيه شرفاً .

بالأمس تحالف صالح مع الإصلاح ضد الاشتراكي و اليوم يتحالف الإصلاح و الاشتراكي ضد صالح ، ولكن لايفوتني التنويه أن تحالف محسن مع الإخوان المسلمين وهو حزب ديني معادي لقيم الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة ، شيء مخيف على محسن و اليمن ودليل قولي هذا تحالف الأشقاء في المملكة العربية السعودية مع الإخوان طيلة ستين عاماً و اليوم يتندمون على هذا التحالف لما لمسوه من سلوك الإخوان في الإردن وفلسطين ومصر .

وما خطاب مرسي في الجمعية العامة برفض التدخل الأجنبي لحل القضية السورية دليل لتقارب الإخوان مع إيران على حساب المصالح العربية و الخليجية خاصة ، فهل هذه تجربة وعاها صالح ومحسن وكذلك الإصلاح و اليمن ؟ أتمنى ذلك .....

إن تحالف صالح مع الحوثيين سيجلب لصالح و للمؤتمر نهاية محتومة لا مفر منها كون الحوثيين يتحالفون مع إيران و الاستقطاب في هذه الفترة شديد جداً بين إيران ودول الخليج ولكن يجب أن يعرف الكل وخاصة أعضاء المؤتمر وصالح والحوثيين والمواطن اليمني أن ربع اقتصاد العالم يقع تحت يد دول الخليج الست ، وهذا الاقتصاد الهائل لن تستطيع إيران أن تقاومه ومن لا يعتبر عليه أن يتذكر أن هذه الدول كان لها الدور الأكبر و المحوري في فكفكت الاتحاد السوفيتي إلى ستة عشر دولة وهو ينتج من الإبرة إلى الصاروخ وثروة زراعية وأنهار وغاز بل لا أبالغ أن قلت كل الثروات الطبيعية لديه وانتصرت دول الخليج فما بالك بإيران وعلى الجميع أن يعرف أن من يقف ضد هذه الدول ومصالحها سوف يخسر ، قد يكون لإيران مصالح وهذا لا عيب ولكن العيب أن إيران تمذهب صراع المصالح وهذا مقتل إيران وكذلك من لف لفها من الشيعة و الحوثي أحدها ، بل على عبد الملك الحوثي وشيعة البحرين ولبنان و السعودية أن يسألوا أنفسهم كيف سيكون مصيرهم وهم قد تخلوا عن عروبتهم ومالوا لإيران بدل عن قوميتهم التي هم جزء منها ومحيط أيضاً يخالف مذهبهم ومعتقدهم و أؤكد أن إيران خاسر لا محالة وصدام خير عبرة عندما وا
جه العالم وهذا ما تفعله مللاي إيران ونجاد .........

بل وأزيد ولست مبالغاً بأن إيران ومن يحالفها لا يفقهون السياسة وهذا دائماً طبع الدكتاتور وإلا كيف نفهم وقوفهم مع بشار الأسد ضد شعب يتوق للحرية ويحاولون مخادعة الناس بتشبيه ما يحدث في سوريا بما يحدث في البحرين و الفرق كبير ، لقد وجدت أفضل ديمقراطية في السبعينات في ثلاث دول عربية هي البحرين و الكويت و الأردن ، وبدل من تطوير هذه الديمقراطية إلى الأمام يريدوها العودة إلى الوراء ....

أذكرهم بأن كوريا لم تكن ديمقراطية و اليابان جوارها دكتاتورية أي ما اقصده هنا عامل الزمن فحينما تتحول إيران إلى الديمقراطية حتماً ستتحول معها المنطقة كامل و من ضمنها البحرين ، فلا داعي لكل ما يحدث في البحرين والذي لا يخدم التطور و الديمقراطية وعلى حركة الوفاق أن تعرف ذلك جيداً فأمير البحرين أرحم وأفضل ديمقراطية وإنسانية وقابل للتطور من النظام الإيراني ....

وفي السلام ختام ...؛