الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٣ صباحاً

المؤتمر..لم يفهم الدرس..!

عاصم السادة
السبت ، ٠٦ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥١ صباحاً
يبدو أن المؤتمر الشعبي العام لم يفهم الدرس بعد ولم يستوعب ما حدث العام الماضي من أزمة سياسية كادت تطيح به كحزب سياسي حكم اليمن 33 عاماً حيث لا يزال متمسك بالعقلية القديمة سياسياً واستقطابياً وكذا في تعامله الحزبي السياسي والتعاطي مع متغيرات المرحلة ألراهنه التي تمر بها بلادنا لاسيما وانه يواجه موجات عاصفة من خصومه التي تحاول النيل منه بأي طريقة بل طمسه من على الخارطة السياسية وإحراق سجله الوطني.

ومع كل هذه التحديات العصيبة التي يمر بها حزب المؤتمر الشعبي العام نجد انه غير مكترث لما تحاك ضده من تحالفات ومؤامرات داخلية خبيثة لإسقاطه وجعله حزب متفكك ومنهار فاقداً للأسس التنظيمية والقاعدة الشعبية التي يتمتع بها الآن وهو بذلك حتماً سيفقد السيطرة فجاءه وسيصحو على حزب ليس فيه سوى المقرات الخاوية على عروشها وصور الزعيم وأعلام الحصان معلقة على الجدران في حال استمر على هذا الوضع الذي من شأنه لا يؤسس لمرحلة جديدة تعيد للمؤتمر ألقه السياسي والتنظيمي المستمد من ميثاقه الوطني الذي أسس من اجله لا من اجل المصالح المادية والشخصية.!

وبرغم الحديث المتكرر من قادة المؤتمر الشعبي العام فيما يخص إعادة هيكلة الحزب وترتيب أوراقه وتحويله من حزب جماهيري إلى حزب سياسي منظم نجد انه لم يظهر من ذلك العمل شيء حتى اللحظة سوى زيارات متعددة لمنزل رئيس المؤتمر للوقوف على الأطلال والبكاء على رسم دارس .!

شخصياً..لا أجد أن المؤتمر سيحقق نقلة حزبية سياسية تنظيمية نوعية خلال المرحلة القادمة لطالما وانه مازال يتدثر بثياب قديمة رثه لا تتناسب مع العصرية الحديثة بالإضافة إلى تحفظه لبعض الأشخاص الذين يسيئوا للمؤتمر أكثر من أن يخدموه وضرهم أكثر من نفعهم لاسيما في كيانه التنظيمي داخل اللجنة الدائمة والتي يتطلب منها العمل الدءوب خارج مكاتبها في الشارع اليمني وليس المكتبي حيث أن هناك أشخاص بعدد أصابع اليد الواحدة انتهازيين غير واقعيين عملياً هدفهم من البقاء في الحزب المادة ليس إلا..؟!

إن ما يحتاجه المؤتمر الشعبي العام اليوم وخاصة خلال هذه المرحلة هو الالتفات إلى كوادره الشبابية ذوي الكفاءات وهم كثر وإعطائهم الفرصة في مواصلة بناء هيكل هذا الحزب باعتباره اكبر الأحزاب السياسية على الساحة الوطنية فضلاً عن إصلاح ما أفسده الدهر.

ولا يخفى أن الاستقطابات السياسية التي مازال يمارسها "المؤتمر" من خارج إطاره الحزبي وتهميش كوادره منهم مؤتمريين بالفطرة لم ولن يؤسس حزب متماسك ومترابط قوي بل سيظل مهدد بالانقسام والتفرخ في أي وقت ولعل ما حدث العام الماضي من استقالات وانشقاقات جراء الأزمة السياسية خير دليل على ذلك.

وهنا لابد من الإشارة إلى الحاشية المحيطة برئيس المؤتمر والتي تهتم فقط بظهور "الزعيم" إعلامياً وتحجبه عن واقع الحزب في الوقت الذي يحتاج إلى إعادة ترتيب أورقه وتنظيمه وتجسيده برؤية سياسية وطنية متجددة خالية من الرتابة المعهودة للحزب لاسيما وان رئيس المؤتمر بات متفرغاً لهكذا عمل..ناهيك عن إغفالهم للقاعدة الشعبية باعتبارها عماد الحزب ومصدر قوته وباكورته التي يتكئ عليها في مضمار سباقه السياسي خاصة وان اليمن مقبلة بعد سنتين على انتخابات رئاسية وبرلمانية يجب التنبه لهما قبل مداهمة الوقت.

على كل حال إذا لم يتدارك المؤتمر الشعبي العام الفرصة في تموضعه وتجذير مكانته الحزبية والسياسية بصورة صحيحة ولائقة تتواءم مع تطورات المرحلة الراهنة والمستقبلية بحيث يخلق مسار سياسي جديد ومتجدد يحتذي به الآخرين ويكون السباق والمتفرد بهكذا سلوكيات وممارسات فأن العاقبة ستكون وخيمة وكارثية على الحزب.
والله من وراء القصد.