الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٣ مساءً

الأقراط ،،،، والطماط ( 10 ) والأخيرة

عباس القاضي
الأحد ، ٠٧ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
ها ، حاج تذكرت أسئلتي أم أكررها ؟ قالها محمود ، متلهفا ،، بعد أن رد أنفاسه ،، ابتسم الحاج محسن قائلا : لم أنس أبدا ،، فيما يتعلق بالمحل ،، هاتفت مفلح ،، بعد ظهر اليوم ،، فكان رده أفضل مما نتوقع ،، تصور أنه عرض علينا المحل الذي بجانبه أيضا ،، لتفتحهم على بعض فيكون معرضا محترما ،، وقد اتفقنا على أن يسلمني المفاتيح بعد المغرب ،، وسأدفع له إيجار شهر من عندي والحساب بيننا ،، والمطاعم والبوفيهات ؟،، سأل محمود بعيون جاحظة ،، خمسة مطاعم ومثلهم بوفيهات ،، هذا إلى الآن ،،،بالإضافة إلى المطاعم التابعة لي ،، رد الحاج بصوت تملأه الثقة .
يحك محمود كفيه ببعضهما وكأنه يرى أمامه الطماط وهن يلمعن نظافة ، ويدهشن ترتيبا ،، وهنا بدءا بترتيب ديكور المعرض بالرؤية التي يراها محمود ،، وذلك بالبحث عن منجرة نوعية لتقوم بهذه التجهيزات ،، بحيث يبدأ العمل من يوم غد .
أخرج الحاج محسن مذكرته ليأخذ رقم صاحب المنجرة الذي يتعامل معه ،، طالبا منه الحضور للمطعم للتفاهم على كل شيء .

وحتى يصل صاحب المنجرة تكلما بكلام يشبه الخيال ،، لكن بتعاونهما وإصرارهما جعلاهما واقعا مشاهدا للعيان بالفعل بإذن الله .

محمود بعد خمس سنوات ،، أصبح التاجر الوحيد للطماط في الجمهورية ،، فقد فتح فروعا في كل المحافظات وتعاقد مع مكاتب نقل لإيصالها إليهم واكتفى بشراء وسائل نقل للعاصمة ،،، كما أنه وهو ينهي عامه الخامس قد استكمل دراسة وتمويل إنشاء مصنع لتعليب الطماط ( صلصة ) بعد أن قام في عامه الثالث بإنشاء ثلاجات مركزية لحفظ الطماط وتوفيرها طوال العام بسعر مناسب ،، وما كان ليقوم بهذا لولا تشجيع مرشد له في عامه الثاني بأن يقوم باستيعاب التوسع في وكالته لهذه السلعة ،، الأمر الذي جعل محمود وكيلا يشتري من المزارع مباشرة ،، ويقوم بتغطية احتياجاتهم ليكون البيع حصرا عليه ،،، مع احتفاظه بعلاقة جيدة مع مرشد ،،حتى سلم له بقية الوكالة ،، عندما رأى نفسه عاجزا عن العمل بسبب المرض العضال الذي ألم به .

عادوا من التحليق في الخيال ليهبطوا في حضرة الزمان والمكان والموقف .

ليتساءل الحاج ،،، ما هو الاسم المقترح للمعرض ؟ رد محمود على الفور " الأقراط لبيع الطماط " استغرب الحاج من هذا الاسم ،، قائلا له : ما هي فلسفتك لهذه التسمية ،،،يا محمود ،، رد محمود : لقد حاولت في كل السلع وفشلت ،، وعندما كانت السلعة طماطا نجحت ،،، أما الأقراط : فقد بعت كل ما أملك فلم أفلح ،، فلما كان دور الأقراط كان فيها التوفيق والنجاح ،،، فضحك الحاج محسن حتى كاد أن يستلقي على ظهره .
هاهو النجار يدخل ،،يلتفت يمينا ،، يسارا وجدهما ،،،سلم عليهما قولا ومصافحة ،، تكلموا واتفقوا على كل شيء بالطريقة الفريدة التي طلبها محمود.

غادر النجار ،، بعدها استأذن محمود ليذهب لسوق الجملة ليرتب عمل الغد مر على المكان ذاك الذي انساح فيه الطماط ،، وهو هارب من البلدية ،، فوجد ذلك الذي ضحك عليه نائما ،، وقف فوق رأسه تكلمه نفسه ،، هذه فرصتك يا محمود " ادعس أبوه " اشف غليلك ،، لكنه نظر إليه فأشفق عليه ،، فهو ينام بلا فراش ولا لحاف ،، واضعا حذاءه تحت رأسه .

ناداه صوت الخير في نفسه ،، لا تفزعه ،، انتظر حتى يصحوا من النوم ،، قد يكون في حاجة إليك.

أخذ محمود قطعة من كرتون تالف وجلس عند رأسه ،، لم تمض نصف ساعة إلا وبسام ينظر إليه ،، لكنه ما زال ممتدا ،، فزع بسام وهبّ أن يقوم للهرب ،، لكن محمود أمسكه من تلابيب قميصه من الخلف وهزه هزة قوية قائلا له : هارب مني ؟ كم ستهرب ؟،، رد عليه بسام " أنا عند الله وعندك " ،، ثم رق صوت محمود : " سعليك " أنا سامحتك ،،، عندها بكى بسام بحرقة ثم شكى له حالته ،، فقال له محمود : " لا عليك " ستكون أول العاملين لدي ،، وسأقوم بشراء الأقراط لزوجتك التي فرطت بها وكانت سبب خلافكما ،، ليعود إليك ابنك ،، ويجتمع الشمل من جديد ،،، سأغنيك يا بسام من فضل الله .