السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٨ صباحاً

حين تمرغ أمريكا أنف السيادة في التراب الدكنْ

طلال الحذيفي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
ستعود أوطاني إلى أوطانها *** إن عاد إنسانٌ بها الإنسانُ

هكذا يختم أحمد مطر ملحمتهُ في رثاء الرسام الفلسطيني ناجي العلي رحمهُ الله. وهو صادقاً لأن هناكَ أرواحاً احتلتْ على حين غفلة حتى من أصحابها. حتى أصبحا في رهان مستعمرٍ وطني من نوع أخر.

فلا يخفى على كل مطلع أن الدول العربية تقع مكرهة تحت التبعية الإقتصادية والعسكرية والقانونية لأمريكا والغرب عموماً لِمَا كان للدور الغربي من بناء المؤسسات الإستعمارية الكبرى من دور في ذلكَ كالبنك الدولي وهيئة الأمم المتنافرة إن صح التعبير وحلف النيتو وقد نتج ذلك عن الاستعمار الذي أغرق أنيابهُ في تخلف العرب والمسلمين وبقى قائماً إلى هذه اللحظة ومن هنا أي زعيم لا ترضى عنهُ أمريكا وأوربا واليد المطوعة لها "آل سعود" لا يستقر لهُ مقام إن لم يكن متحالفاً مع شعبهِ يؤثر ويتأثر بهِ ولا يريدانِ إلا زعيماً ينفذ بنود الإستعمار والهيمنة الأمريكية والصهيونية والسعودية على العرب والمسلميين وتذهب مع ذلك كذبة المساواة ومبدأ السيادة ومبدأ حق تقرير المصير وإلا ما معنى هذه الوصاية؟ وإذا كان نظام صالح سيادياً كيف سمح لأمريكا بإقامة الآلات الخادمة لها داخل المؤسسة العسكرية مهمتها قتل اليمني وهتك عرضة وكرامته وشرفهِ وابتزاز ثرواتهِ وتأميم ممراتهِ وهي اليوم أمريكا تدعم لوصول النجلِ لينجلَ كما نجل أبيه ويوصل الناس إلى حالة النهاية التي بدأها أبيه ليقول: ومَن شابه أبهُ فما ظلم.

وبهذه الطريق لم تنل اليمن خيراً ولم يرَ اليمني النور. والمخرجُ من هذا :الاتجاه إلى الشعب ِ وأخذه على خيارات قوية تنجز لهُ ما أراد وإذا تباطء اللقاء المشترك أو داهن في مبادئ الثورة فإنهُ سيقضى على نفسهِ وسيدخل في موت سريري هي في مقدمتهِ الآن ولا يمكن لهُ بعد التحكم بمسير الأحداث ولو كان الخيار الوطني ممنهجاً منذ البداية وبصرامة لا تقبل الوقوف إنما تقفزُ إلى الأمام قفزة الأسدِ لأن الوقوف في وجهِ الريحاح يقلب العربة غالباً لكان الأمر قد حسمَ ولما ظهر الثائر في ساحة الحرية بصنعاء ينحر الأثوار وينهش لحمها دونَ أن تحقق الثورة حتى هدفها الأول وإن كان الرئيس رحلَ إلا أن نظامهُ لم يسقط.