الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٢ مساءً

خواطر ثورية

أنور سعيد
الجمعة ، ١٩ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً

لم أعد أحتمل كل هذا الغباء، يبدو أن الحماقة فيهم أصل وجذر بل هي شجرة العائلة وهم أغصانها وإلا كيف يمكن تفسير كل هذه الحماقات التي تنهال على رؤوسنا ليل نهار.

قال ثوار قال

اليوم أصبحت الثورة موضة عند اليمنيين، من يفشل في دراسته يول وجهه شطر الساحة، من ينتكس في حياته العاطفية يجد في الساحة متنفسا ومرتعا له ولأمثاله، من يفقد وظيفته لأي سبب لا يكون الفساد أحداها يركب حمار فشله وينطلق إلى الساحة، من يبحث عن مقيل للسهرة يشتري قاته ويتوجه إلى لوكندة الثورة فهي لحسن الحظ مجانية على مدى 24 ساعة يوميا.

إلا أن كل هؤلاء كوم ومن جاءنا من جبال صعدة كوم آخر، فبعد أن سأموا أعمالهم الصبيانية هناك وتكدست جثث ضحاياهم في صعدة وحجة والجوف ودماج، ركبوا ناقاتهم وانطلقوا إلى ساحات صنعاء وتعز ليشاركوا الناس الثورة.
أي غباء هذا؟... أتراه الجهل؟

كيف نسمح للقاتل أن يشارك الناس الثورة التي قامت أصلا ضد القتلة؟ كيف حسبوها؟ أي ألة حاسبة قبلت أرقامهم؟ الأدهى كيف سمحوا – من سمحوا لهم – أن ينصبوا خيام الثورة ويطلقوا على أنفسهم ثوار؟

تبا لهم ...قال ثوار قال ...وكأننا عميان

اختلط الحابل بالنابل وصرنا نتوق لأيام عفاش وقد قالها لنا فيما مضى وهو الماكر يعرف أن الغباء والجهل أصل فيهم ولا أمل في تقويمهم أو حتى مجرد المحاولة، كان يعرف – الماكر - أنه من السهل استدراجهم وبأبسط الطرق كيف لا وهم من باعوا الوطن بحفنة من المال فتراهم الآن "حبايب" بعد أن خاضوا حروب كر وفر وكان كل منهم يفحم الآخر.

ومسلسل الحماقات هذا لا ينتهي، ولا أرى أن عفاش سيتوقف عن عبثه عما قريب، فكما قضى ثلاثة عقود في حكم اليمن يبدو أنه سيمضي ثلاثة عقود أخرى في جلب المصائب لهذا البلد، بعدها تكون كافة الأوراق اللعينة قد اختلطت ببعضها ولن يكون هناك مجال للتمييز بين الصالح والطالح وإن كنت أعتقد أنه لا حاجة لتلك المدة فنتائج ألاعيبه قد بدأت تؤتي ثمارها في الوقت الراهن.

أهاكذا أردتها يا ابو أحمد؟

إما أحكمكم أو أهدم المعبد على رؤوسكم

دعونا منه فقد احترق ...وسيحترق مرة أخرى إن شاء الله بالنار التي يلعبها بيده

مع كل ما يجري في اليمن تحاول الأطراف الدولية بكل طاقاتها أن يكون لها بصمة واضحة في بلد أهم ما يميزه هو موقعه الجغرافي، فترى المجتمع الدولي يراقب عن كثب حيث أن الممر البحري لا يمكن أن يقع ألعوبة بيد أحد، والسعودية تغدق بالأموال لعل وعسى أن ترى بصيص نور وتنفرج الأزمة لحديقتها الخلفية وعمقها الاستراتيجي التي لم تشعر بمدى عمقه سوى الآن، وقطر تزاحم وإيران تفشل هناك وتجدد فشلها هنا والأخيرة هذه هي معادلة الفشل والأس التربيعي والتكعيبي للغباء فسياساتها باليمن لا تدل على أي نوع من الذكاء وإلا كيف يمكن تفسير كل هذه الحماقات التي تنهال على رؤوسنا ليل نهار.