الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٣ مساءً

حكومة إف إم

محمد علي الشهاري
الاثنين ، ٢٢ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
احترت وتملكتني الشفقة في نفس الوقت وانا اتابع نتائج اجتماع مجلس الوزراء والقرارات "الهامة" التي خرج بها في اجتماعه الاسبوعي .

كنت اتوقع ان يتطرق الاجتماع ولو من باب اسقاط الواجب للعديد من القضايا الهامة التي تهم المواطن اليمني المسكين التي طحنته مكائن الآمال العريضة والوعود الرنانه التي رسمتها حكومة باسندوه منذ عام تقريباً ولم يتحقق منها سوى شيء يسير وهذا الشيء اليسير لم يلمسه سوى البعض اليسير من الناس.

من يقرأ الخبر الذي نشرته وكالة الانباء اليمنية سبأ وتناولته وسائل الاعلام الرسمية عن الاجتماع يعرف حينها ان حكومتنا الجليلة تغرد في وادي ونحن المواطنين نسمع تغريدها في وادي آخر ولكن بألحان اخرى.

ذهب معظم اجتماع الحكومة لمناقشة اذاعات الـ"إف ام" اليمنية وضرورة ان تقوم وزارة الاعلام وضع الضوابط لها ، وبمعنى اكثر وضوحاً وعلى بلاطه انه يجب عليك ياوزارة الاعلام استحداث قانون او مواد في القانون الحالي للاعلام او خلق أي مصيبة لفرمله إذاعة الـ "اف ام " التي يملكها قائد الحرس الجمهوري احمد علي صالح وشريكه سعد صبره.

يقال ان الجماعة لم يرق لهم برامج الاذاعة وماتتناوله من برامج تحمل طابع الخفه والتنوع خارجه عن نمط الرتابه والتكرار ، فأوعزوا الى باسندوه وجماعتهم في المجلس بضرورة ان يتم وضع ضوابط لهذه الاذاعة التي تحضى بمتابعة كبيرة من شريحة الشباب وكان الاحرى بالمجلس ومن باب اولى ان يلزم وزارة الاعلام بضرورة اعادة صياغة بنود قانون الاعلام الحالي الذي يعتبر وصمة عار في جبين الحريات الاعلامية اليمنية ليتلائم وينسجم مع المتغيرات الاعلامية الحالية خاصة ان القانون الحالي وضع قبل عشرين عام وكان الاحرى كذلك بالحكومة ان تنافش الوضع الحالي للاعلام الحكومي الذي لايشاهدونه ولايسمعونه ولا يقرأونه والا لكانوا حسوا بالمعاناه واليأس الذي يعيشها هذا القطاع الهام الغارق حالياً في اوحال الفساد واليأس والمهدد بعضه بالتوقف .

الاهم من كل ذلك ولان اعضاء حكومتنا الرشيدة من الفريقين المبجلين لايتابعون الاعلام اليمني فهم منصرفون نحو قنوات عربية اخرى تتلائم وحاجاتهم اثناء تناول القات وبعده فكان الاحرى بهم ان يحولوا مناقشاتهم في المجلس العتيق لمناقشة قضايا اكثر اهمية واكثر الحاحاً من مناقشة مسألة اذاعات الـ إف إم وترك مسائل الاعلام فهو يسير بالبركة ويغرد خارج السرب كالعادة.

كنت اتمنى مثلي مثل المواطنين العاديين ان يتم مسائله وزير الداخلية عن سبب الانفلات الامني في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات وعودة المظاهر المسلحة وانتشار المسلحين والمرافقين بكثرة .

كنت اتمنى ان يتم مسائلة وزير الداخلية عن ماذا عملت وزارته في مسألة الاغتيالات التي انتشرت مؤخراً وآخر ضحاياها ضابط عراقي قتل غدراً بجوار الشارع الذي يقع فيه مبنى الامن القومي.

كنت اتمنى ان يتم مسائلة وزيري الداخلية والعدل عن الاجراءات التي تم اتخاذها امام قضايا الاغتصاب التي هزت الشارع اليمني مؤخراً وهي التي ظهرت للعلن في وسائل الاعلام وما خفي كان اعظم.

كنت اتمنى ان يتم الزام كل وزير بالنزول الى المساجد الشعبية اثناء صلاة المغرب وسماع انات ومشاكل المواطنين عقب كل صلاة فهذا يقوم يتسول قيمة خبز وماء لأولادة وذاك يبحث عن قيمة ايجار لمنزله وهذا يتسول قيمة الدواء له او لامه المقعدة في البيت او المرقدة في المستشفى وهذا شاب في كامل قواه الجسمانية والعقلية يتسول ويقولها صراحة انه في صحة جيدة ولكنه لم يجد عمل ليسد به جوعه وجوع اسرة كبيرة تنتظره في المنزل .

كنت اتمنى ان يتم مسائلة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل عن الاجراءات التي اتخذتها وزارتها حيال اطفال الشوارع والمتسولات في الجولات ومايتعرضون له من مخاطر عديده ليس اقلها التحرش الجنسي .

كنت اتمنى ان يتم مسائلة وزير الكهرباء حول تهم الفساد التي كشفتها مؤخراً صحيفة الاولى وكذلك التحقيق حول الهجوم بالاسلحة التي تعرضت له صحيفتي الاولى والشارع .

كنت اتمنى ان يتم مسائلة وزير التربية والتعليم حول ماتم كشفه مؤخراً من سياسة الاقصاء لمعظم مدراء مدارس العاصمة وتعيين مدراء مدارس ينتمون لحزب الوزير واغفال تعيين مدراء من بقية الاحزاب مع انه يجب ان يتم التعيين من خارج الماكنة الحزبية اذا اردنا النهوض بالعملية التربوية والتعليمية.

كنت اتمنى ان يلزم باسندوه اولاده "وزرائه" بعدم التصريح لوسائل الاعلام خلال فترة العامين وخاصة تلك التصاريح التي على شاكله " نحن نملك خطط طموحه للنهوض ، ونحن نملك برامج طويلة الامد وقصيرة الامد ونحن نملك معالجات و....الخ وفي الاخير يطلع كله خرط للإستهلاك والاستعراض الاعلامي ودغدغة مشاعر المواطنين فقط.

كنت اتمنى ان يتم مسائلة كل وزير عن ماذا تحقق من برنامج وزارته خاصة ان العام الاول للحكومة شارف على الانتهاء دون ان يحقق بعضهم أي شيء حتى على مستوى وزارته فما بالكم على مستوى الوطن.

كنت اتمنى والاماني كثرة ولكن تبقى الامنية الاهم والاغلى هي الا يتم استخدام السياسة لتوجيه الوزراء لتحقيق اجندات حزبية بعيدة كل البعد عن هموم المواطن العادي بينما تتركون انتم كسياسيين هؤلاء المواطنين تطحنهم الدنيا وتطحنهم ايضاً استعراضاتكم الاعلامية التي لاترحم .