الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٢ صباحاً

برز الثعلب يوماً

شوقي القاضي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
لست من هواة إطلاق التُّهَم ، لأن ديني أولاً يحرِّمُها، ولأن قيمي ونفسي تأباها ثانياً ، وثالثاً: لأني عانيتُ منها ولازلت ظلماً وزوراً .. ولكني أجدني مضطراً للتنبيه لحقيقة وحتمية تلازم مسيرة الثورة .. وهي:

حتمية وجود الطابور الخامس أو ما نسميهم بالمندسين في صفوف الثوَّار وساحات الثورة ، وهذه حقيقة وليست تهمة لأحد ، فلا يمكن أن يتخلى الأمن القومي العائلي التابع للنظام ، والذي يقع على قمة هرمه ابن أخ الرئيس ـ وكذلك جيش المخبرين في الأجهزة الأخرى ـ عن دوره وطبيعة عمله وسلاحه في المعركة ، .. ويتلخص دوره ، ومخططه وجهده لحرف مسار الثورة وإخماد جذوتها ، ومن ثَمَّ إفشالها والانقضاض عليها لا سمح الله من خلال:

(1) تضخيم أخطاء الثوَّار والتشنيع باجتهادات مكونات الثورة [وفي مقدمتها اللقاء المشترك وعلى وجه الخصوص الإصلاح] لإضعاف زخم الثورة وصرف المعركة عن جرائم النظام.

(2) بث روح الفُرقة بين مكونات الثورة [خاصة بين المستقلين والأحزاب أو بين فرقاء العمل السياسي سابقاً] والتحريش بينها وإشعال العداء والخصومة بين صفوفها.

(3) جر مساقات الثورة إلى ما لا يخدم الثورة وانتصارها بوسائل باتت مكشوفة لو التزم الجميع العمل بروح الفريق الواحد وبالتخطيط وتخلوا عن العشوائية التي تُرْفَض على مستوى إقامة دورة تدريبية فكيف الحال بانتصار ثورة تغييرية وإقامة نظام مدني.

(4) المبالغة في النقد الهدَّام لخلخلة الصفوف وبث اليأس والإحباط ومن ثَمَّ التقهقر والارتداد .. ولا أقصد النقد البَنَّاء ، ولو كان عنيفاً ، فحرقة الثورة والحرص على انتصارها يدفع البعض ـ خاصة العاطفيين ومحدودي التجربة ـ إلى رفع الصوت والقلم ولا غضاضة في ذلك ولا عيب فلقد قالها صحابي جليل في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" أوجعتني يا رسول الله "!

(5) إشغال الشباب بحروب هامشية وصرفهم عن الثورة وانتصارها.

تنبيه (1):
قد يقع الأبرياء في فخ هؤلاء الثعالب وخدمة أهدافهم ، ومع تبرية ساحتهم عن القصد والتبييت والتربص ، لكنهم مجرمون في حق ثورتهم ، لا تشفع لهم براءتهم وحسن نيتهم إذا ارتكبوا أفعالاً وأقوالاً أضروا بالثورة وبانتصارها .. فليتنبه الجميع.

تنبيه (2): كُتِبَت هذه السطور من وحي المعايشة الميدانية .. وآخرها: أمس .. وتعز تخرج بمسيرة مليونية وجماهيرها تهتف ضد النظام العائلي الفاسد ، وضد قتلة الأبرياء وهدم البيوت ، وضد الموقف السعودي/ الأمريكي المخزي .. كان أحدهم مستميت في سبِّ أولاد الأحمر وعلي محسن وإلصاق جميع التُّهَم والجرائم باللقاء المشترك [وبالتأكيد فإن نصيب الأسد للإصلاح]!! .. فما تفسير ذلك يا أولي الألباب.

* نقلا عن صفحة شوقي في الفيس بوك