الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣١ مساءً

صاحب البلاد

نشوان صادق حسن
الثلاثاء ، ٢٣ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
" هذا صاحب البلاد .. مشيه "،
ويشير أحياناً بيديه أن أسرع مع غمزة خفيفة ، ويَمشي صاحب البلاد وعلى عينك يا قانون .. تحرك الطابور وإلا يرجعوا بكرة .. أهم شيء ننجز صاحب البلاد

للأسف صارت سياسة " معاملتك أسهل وأسرع مع وجود صاحب البلاد " هي السياسة التي تحكمنا في الكثير من المرافق الحكومية والتي دبت مؤخراً حتى وصلت إلى المؤسسات الخاصة ،فأن تكون من بلاد هذا المدير أو قريب ذاك الموظف المختص معناه أن تكون لك الأولوية في انجاز ما تريده من معاملات ولكل نظام وطابور شواذ يتم تخليصهم ليبقى الناس سواسية في عين الموظف ولكن ذلك يتحقق في نهاية الدوام و" لو سمحتم يا شباب ارجعوا بكرة .. كمّل الدوام " ، والحاذق من كان أمس شرعبي ، واليوم من الحجرية ، وقرية بكرة تحددها معاملة بكرة .

أما سياسة "من أصحابنا" فهي السياسة الأرقى في عالم الوساطات حيث تتبناها شخصيات مختلفة من قرى مختلفة وما يقيدها هو الانتماء السياسي فقط ، والله في عون المستقل ما كان المستقل في تجرد تام من التحزب والأحزاب .

يا "أصحابنا" ، ويا "صاحب البلاد" لا تنتظر يمناً جديد بنهضة حقيقية ، ولا تحلم بقضاء مستقل وجيش وطني ومواطنة متساوية وخدمات يتساوى في تحصيلها كل أفراد المجتمع ما دمت تتبنى إحدى السياستين السابقتين في أداء عملك مهما كان عملك بسيطاً فأنت الوحدة التي تشكل جسد المجتمع ،والوساطة والنهضة طرفان لا يتقابلان .. فأين أنت ؟ .. وسترجح كفة من ؟

كلمة أخيرة : لتكن سياستنا في أداء عملنا " هذا من العباد .. مشيه وفقاً للقانون ووفقاً للطابور .. وكلنا أصحاب بلاد واحدة " .