السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٦ صباحاً

اما آن لهذا الكهل أن يستريح

احلام القصاب
الاربعاء ، ٢٤ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
تاريخ طويل امتد لأكثر من ثلاثين عاما قضاها متربعاً عرش السلطة الآمر الناهي القائد الملهم عميد الزعماء العرب الذي منحته الاقدار الكثير من الفرص ، لم نكن له العداء مطلقاً كان يمثل لنا الاعتدال والوسطية عما كان يلحق بالمواطن العربي في بعض الاقطار العربية ،دفعه حب السلطة بعد طول بقاء إلى التخلي عن اخذ الرأي والمشورة اصبح القائد الذي لا يستشير احداً الجميع يتلقى الاوامر وينفذ ، قدم الكثير من التنازلات من حقوق الشعب في لحظة لم يراع فيها مصالح الشعب ولم نستشر او ينتزع لنا أي مكسب ، شاءت الاقدار احداث تغيير في مراكز القوى التي كانت تُدار بها السلطة فانشغل بتوريث الحكم تاركاً للآخرين يصنعون ما يحلوا لهم من فساد وافساد واحتكار للسلطة والثروة والوظيفة العامة حتى اصبح الشعب عبارة عن رعايا لا يجدون من ينافح عن حقوقهم ويدفع عنهم الظلم الذي وقع عليهم نتيجة سياسات الفساد والافساد التي لم يُرى لبئرها من قعر ، عم الظلم وانتشرت رقعته شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً لم يُرى له من حدٍ ، في لحظة ما فارقة في تاريخ الشعب انتفض مطالب بالتغيير ورأينا لحظة تعقل ظننا ان (الزعيم) سينحاز لنا في دعوته للحوار من اجل التغيير لكن خابت الظنون فقد آثر العودة إلى تقديم مصلحته ومشروعه على معاناتنا ، لازال يمارس لعبته المفضلة الرقص لكن هذه المرة على ظهورنا ، الا يكفيك ان الله امهلك واخرجك من بين ركام الموت لعلك تقدم ما يجعل الشعب يعفو عما لحق به جراء سياسات العبث التي دفعنا ثمنها من قوتنا وقوت ابنائنا ومصالحنا ، الا يستحق هذا الشعب ان يتفرغ لبناء دولته ليحيى فيها مثل كل شعوب المنطقة ، اما يستحق هذا الشعب الذي يعلم يقيناً ان اليمن ليست دولة فقيرة بل فيها من الثروات ما يغنيها عن السؤال وطلب العون من الاخرين ، وفيها من الكفاءات القادرة على إدارة السلطة باقتدار بعيداً عن سياسات العهد السابق ، الا يستحق هذا الشعب ان يمنح الفرصة ليتفرغ لبناء دولته ليعف ابنائه من سياسات التسول المعيبة في حق شعب يحمل تاريخ مثل اليمن ، ولازال (الزعيم) يطل علينا لإشباع غريزة الثأر من الخصوم ، وإلى ان يجعل الله لنا مخرجاً جميلاً .