الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٣ صباحاً

مَرْحَباً صَحِيْفَةَ المُحَامَاة

احمد محمد نعمان
الجمعة ، ٢٦ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
لأول مرة في تاريخ اليمن الحديث تصدر صحيفة قانونية رائعة باسم (صحيفة المحاماة ) تعني بشئون المهنة وقضايا المحامين كما تعني بالحقوق والحريات وبالثقافة القانونية ونشر الوعي القانوني وقد حاز على هذا السبق في إصدارها (منظمة معاً للتوعية القانونية ) برئاسة رئيس التحرير المتميز الأستاذ المحامي (اشرف البيضاني)وكم سُرِرْتُ كثيراً عندما فاجأني رئيس التحرير بخبر الإعداد والتهيئة لإصدار أول عدد لها وطَرَحَ عليا اقتراح عمود فيها خاص بي فلَبيتُ الطلب وفضلت أن يكون عنوان العمود الدائم (مِنْ وَحْيِ العَدَالَة)وكم هو جميل وجميل جدا هذا الطريق الآمن الموصل إلى معرفة الإنسان لحقوقه في الحياة فيعيش محصنا آمنا لا يجرأ احد في الاعتداء على حقوقه أو سلب حريته وقد كان لمجلة القسطاس القانونية برئاسة المحامي (جمال الدين الاديمي )وأيضاً مجلة المحاماة الصادرة عن نقابة المحامين فرع صنعاء برئاسة الأستاذ المحامي (عبدالله محمد راجح) نقيب المحامين في الجمهورية ورئيس فرع صنعاء دور ايجابي في نشر الوعي القانوني في الأَعْدَاد التي تم صدورها حيث أعْطَتْ لمهنة المحاماة حقها ومكانتها وزخمها ورصدت الكثير من الانتهاكات لحقوق الإنسان بشكل عام وللمحامين بشكل خاص وفجأة غاب نجم مجلة القسطاس عن قُرَّائِها كما غاب أيضا نجم مجلة المحاماة لكن نجماً مضيئاً وشعاعاً ساطعاً لاح في الأفق مُعلناً عن ميلاد خلفاً لهما (صحيفة المحاماة)التي يؤمل الجميع أن تؤدي دورها الفعَّال في القضاء على الأمية القانونية في الشعب اليمني ذلك أن توجيه أفكار المجتمعات البشرية نحو قضية معينة لن يتأتى إلا عبر وسائله الأساسية وعلى رأسها الصحف والمجلات التي تعتبر اليوم أهم وسائل طرح الآراء والتعليم والثقافة في العالم والتي انتشرت بفضل التقدم السياسي والصناعي .وقد كان للكتاب والكتابات والمكتبات اثر بالغ في انتقال العلوم من جيل إلى جيل وقد نَبّهَ القران الكريم لهذا الموضوع حيث قال: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) وقال : ( الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) أما عندما تتعلق الأمور بالحقوق والمصالح الخاصة والعامة فقد جاءت التعليمات القرآنية لِتُبَيِّنَ الطرق الكفيلة بحفظها قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ) وقد جاءت الأحاديث النبوية لتكشف الستار عن أهمية الكتابة والثقافة وتدعو العلماء وتحفزهم وتشدهم إلى ذلك قال صلى الله وعليه وسلم ( المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها عِلمٌ تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيما بينه وبين النار وأعطاه الله تبارك وتعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا )ولما كانت الكتابة هي الوسيلة للوصول إلى العلم والتخلص من الجهل ونشر التوعية القانونية والدستورية فانه لا نجاح للعملية السياسية في أي بلد ولا رسوخ لجذور الديمقراطية على أسس وطنية ما لم تُبْذَل الجهود في نشر العلم وتوعية الشعب في كافة شرائحه أطفالا وشبابا وشيوخا ذكوراً وإناثاً بما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات وحريات دستورية وقانونية من اجل ذلك وُجِدَتْ الصحف والمجلات وغيرهما من وسائل الإعلام ولان الأمر ضروري وهام فقد وُلِدَتْ (صحيفة المحاماة ) ووُجِدَتْ لتسهم في تحبيب الثقافة القانونية لدى كافة الفئات العمرية ونتيجة لهذا وذاك فان الاحترام الطوعي للقانون من قبل شرائح المجتمع سيمثل الأُسُس التي يجب على المواطن أن يعيها ويتمسك بها ومن خلال ذلك ستتحقق العدالة المنشودة خاصة إذا عَلِمَ المواطن وفهم وأدرك ماله من حقوق وما عليه من واجبات وبهذا الفهم والإدراك سيعمل الجميع على تحقيق مبدأ (إشاعة روح القانون مسئولية الجميع حُكّاماً ومحكومين).