الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٩ مساءً

رجاء الحكمي: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى!!

عبدالواسع السقاف
الجمعة ، ٢٦ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
رجاء الحكمي قصة مواطنة يمنية حاولت أن تدافع عن عرضها وشرفها فكان أن قَتَلت من اعتدى على حُرمة بيتها قبيل منتصف الليل، وكان القضاء اليمني لها بالمرصاد، وبدلاً من أن يبري ساحتها على فعلها الشريف العفيف كافئها بحكم الإعدام! ما الذي يجري في اليمن! لم أعد أفهم ما يحدث! طفلة تُغتصب في منطقة عصر بالعاصمة صنعاء من قبل عصابة كاملة وأمام أعين القضاء والناس ولا يُعاقب الجاني رغم كل الدعوات والمناشدات والمسيرات! وطفلة أخرى تُغتصب في تعز وأمام ناظر والدتها، والجاني يفلت من العقاب! وهذه المواطنة الشريفة (رجاء) التي تمكنت من قتل من اعتدى عليها يُحكم عليها بالإعدام!!!

يا لهذا القضاء الذي أصبح أضحوكة السماء والأرض! يا لله كيف أصبحت هذه البلاد أبعد ما يكون عن إقامة حدود الله وشرعه، وكيف أن الفساد قد نخر أساسها! أليس "العدل أساس الحكم"، فأين هذا العدل يا عباد الله!!

انتهاكات هنا وهناك، وجرائم يشيب لها الوليد، والقضاء اليمني لم يعد قادراً إلا على ظلم الناس والقصاص من البؤساء ومكافئة الجبابرة والمتنفذين!! كيف يُحكم على من تدافع عن شرفها وعرضها بالإعدام، ويُطلق من يعتدي على حُرمات الناس ليفعل ما يُريد؟! أي عدلٍ هذا وأي دين!!؟ لقد أقرَّ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في بيان أصدره في جلسته الاعتيادية التي انعقدت في 4 سبتمبر 2012م حقيقة أنَّ الإسلام حرَّم الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض لأن الله أراد أن تعيش المجتمعات الإسلامية في أمنِ وأمان! وأما عن تشريعات البشر، فقد اعتبرت كافة دساتير الأرض مبدأ حماية حرمة المنزل من المبادئ التي نصت عليها كافة التشريعات الداخلية والدولية، لاسيما في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بتاريخ 10\12\1948م ،كما أُعتبرت هذه الحُرمة من القيم والمبادئ الإنسانية السامية اللازمة لحماية الأسرة البشرية! فلماذا يُحكم على من تدافع عن حرمة بيتها وعرضها وشرفها بالإعدام في اليمن؟؟!! أي شرع هذا وأي قانون!؟

إنَّنا بإصدار أحكام مثل هذه نعاقب المجتمع على التزامه بدينه وشرفه، ونفتح المجال لكل فاسقٍ وعابثٍ ليستحل حُرمات الله وأعراض الناس بالقوة! سيقول قائل أنت لا تدري ملابسات الحادث وهل كانت هناك نية مبيتة للقتل من عدمه، فأرد بأنَّ الشيء الوحيد الذي أعرفه وأوقن فيه هو أن القضاء اليمني أبعد ما يكون عن النزاهة وأنَّ الفساد الذي فيه قد تجاوز كل حدود العقل والمنطق.. وأقول لرجاء الحكمي: سلمت يمين كل إمرأة يمنية دافعت عن شرفها وعرضها ضد من يعتدي عليها دون وجه حق ولو كانت العاقبة كمثل ما عوقبت فيه، فلا تحزني ولا تبتئسي فإن الله مع المظلوم والشَّرف الذي صنته في زمنٍ لم تعد لا الدساتير ولا الأنظمة قادرة فيه على حمايته وصيانته! والله من وراء القصد.

*عضو المجلس العالمي للصحافة – منسق اليمن