الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٩ مساءً

في بلد الأرق يحدث هذا

محمد عثمان المخلافي
الأحد ، ٢٨ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
المسلم للمسلم كالبنيان أو كالبنان يشد بعضه بعضا,فما بال اليمنيين اليوم يذبح بعضهم بعضا لأسباب قد لا يرقى بعضها لتكون سببا لشجار ؟
نسمع أخبار حوادث القتل يوميا حتى أصبحنا نتلقاها لكثرتها كأي خبر عابر لا يثير فينا ألماأو حسرة, ولا أدري ما الذي كان سيقوله البردوني رحمه الله وهو الذي قال يوما:
ألاترى القتل يدمي كل ناحية..كماتؤدى على الدرب التحياتُ

غير أن ماأعنيه من حوادث القتل تحديدا هو ما حدث في عيدي الفطر والأضحى المباركين أو يتعلق بهما وهما يومان للسعادة حرم الله فيهما ما هو تقرب إليه في غيرهما (وأعني الصيام)حتى لا يحول دون أن تأتي البهجة كاملة غير منقوصة.
لقد سمعنابحوادث قتل حدثت في بلد (الأرق قلوبا وألين أفئدة)حدثت هذا العام في لعيدين ,ولولاأنهاأخبار متواترة وأكدتها جهات رسمية لما صدقناها لغرابتها فقد تعودنا أن نؤجل خصوماتنا وأن نضبط انفعالاتنا لأنه(مش .قالوا:عيد),وما سمعنا به يكاد يثير الضحك لشدة مأساويته.
ففي محافظة إب في مديريةالقفر أقدم مواطن في عيد الفطر الفائت وفي مصلى العيد ذاته على قتل وجرح ما يقرب من عشرين شخصا وهم يتأهبون لأداء ركعتي صلاةالعيد, وكان بعض القتلى والجرحى من بني عمومته والآخرون من قريته الذين كانوا في الأمس أصدقاءه.
وفي أيام عشر عيدالأضحى المبارك هذاأقدم شاب في محافظة تعز على قتل سائق تاكسي (تظهر صورته التي نشرت أنه حديث عهد بالزواج)كسر غير عامد رجل كبش العيد لذلك الشاب,ولم تشفع للسائق كل اعتذاراته للشاب فترتعش يده التي تصوب المسدس وتتوقف أصبعه عن ضغط الزناد ,وإنما سقط السائق صريعا يتخبط في دمه ,ويتوقف ما استحضره من صورة عروسه ويتبدد ما رسمه من أيام هنيئة سيقضيها معها في أيام العيد,وانسحب الكبش يجر رجله المكسورة دون أن يفهم شيئا مما حدث.
أما في محافظة المحويت مديرية القفر فقدأقدم رجل في الخمسين من عمره(وهي سن النضج والتعقل)على قتل شابين جارين له كانا قبل أن يبدأ الشجار قد صليا معه صلاة العيد واستمع معهما خطبتي العيد التي شرحت معنى التضحية وحثت على الأخوة والمحبة, ومن المؤكد أنهم قد تصافحوا بعد الصلاة فترك كل منهم في يد الآخر أثرا من رائحة العطر في يده,وفي لحظة بدأ الخلاف ثم الشجار معهما لأنهما(كما يقول الخبر)أرادا أن يذبحا أضحيتهما قرب بيته,فتشاجر معهم واندفع الى داخل منزله وأحضر بندقيته وارداهما قتيلين بعد أن أصاب زوجته بطلق ناري لأنها حاولت منعه(وهي الناقصة عقلا ودينا في نظر كثيرين قد يكون هو أحدهم).
هذه نماذج لقصص حقيقية وليست من صنع الخيال,أو من أفلام الرعب أو أفلام الكوميديا السوداء,قصص هي أعجب من العجب غير أنها لا تستحق أن تُكتب بماء الذهب, و إنما تستحق منا أن ندق ناقوس الخطر ,فلا يكفي أن تكون تلك الحوادث محل اهتمام رجال الأمن والقضاء فقط وإنما مراكز البحوث أيضا.(وربنا يستر)