الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٢ صباحاً

عطش الأمومة (7)

عباس القاضي
الثلاثاء ، ٣٠ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٥ صباحاً
الوقت يأخذنا ،، هيا ، للتمشية قبل العشاء ، و " بالمَرَّة " نُعَرِّف فدوى بالمدينة ، كونها تزورها لأول مرة ، قالتها جنى ،، وهي تستعد للدخول إلى غرفتها ، وبيدها أختها لتلبس بدلة الخروج ،،، جهزوا أنفسهم جميعا .

خرجت جنى مثلما دخلت بيمينها المفاتيح ، وعلى جانبها خليل ،، تأكدت من إغلاق الباب بشكل محكم ، لتلحق بهم ومن خلفها ، فدوى ،، أنزليه يا جنى " بايقرح لك جنب " ، خليه يمشي أحسن

، فدوى تخاطب أختها ، هذا أنت يا فدوى إذا حملتيه سيجعل جسمك كالقوس ، من نحافتك ، أما أنا برميل ،، دعيني يا فدوى أروي عطشي " قادني على الخورة " اسكتي ، اسكتي يا جنى ، لو يسمعك فاكر لا لسعك بلسانه ،، قالت لها فدوى محذرة ، وما ذا عساه يقول ؟ سيقول من أجل إبراهيم ممكن أن تتحملي الهرم كله قالتها فدوى ، وهي تضحك ، ،،قالت جنى :" أيوه " ما ذا سيقول أيضا ؟ هذا لسان حالك يا فدوى ،،، فاكر ، فدوى ،،، المصيبة في حرف الفاء المشترك بينكما الذي يدل على المكر ،،، هذا الكلام وهم متقدمون عليهن ببضع خطوات ،، لكنه النجوى عند النساء ، إن أردن يمكن أن يزغردن همسا .

أنزلت خليل لتقوده بيدها ،،، قبل أن أوقف التاكسي ، نتفق يا بابا ، أنا من يحاسب على كل شيء ، أنتم ضيوفي ، على فكرة استلمت مكافأتي المالية لثلاثة أشهر قبل يومين ،، يعني الجيب " دفيان " كلهم صامتون إلا فاكر لفت إليها قائلا ، فرصة نروح السوق ،، آخذ ،، كم بدلة ،، على كم كرفته ،، وزوجين أحذية ،، قاطعته فدوى نسيت الشرابات ،، و الفنايل ،، يا فاكر عيب عليك تحرج أختي ،، قالت جنى : الحمد لله ، معي من يدافع عني ، صاحبة اللسان اللاذعة ،، يا فاكر لا تكن انتهازيا ،، قال له الأخ الأكبر ،، ضحك فاكر وقال : أنا أمزح ، رد الأب بصوت قاس : ما زلت لم تبطل المزح يا فاكر ؟ لفت فاكر إلى أخيه ماجد الأكثر التزاما وتدينا ، ودنى من رأس أخيه قائلا : " اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أزل " .

صاحب التاكسي : إلى أين ؟ قالت له جنى : وسط البلد ،، طلعوا جميعا ، ، زحمة " معليش " عشر دقائق نتحمل ،، قالت لهم جنى .

أخرجت جنى " الشنطة " لتحاسب ، و فاكر يمط رقبته ، ليرى ما بداخلها ،، وبيدها اليسرى تبعد رأسه ،، أنا أدري أنك ستعمل عملتك ثم تقول : أنا أمزح ،، ولكن فاكر أعاد رأسه مجبرا وهو يقول : الله " يشلني " أنا وطبعي وأردف : لا أريد منك شيء يا جنى ، لدي ما يكفيني ،، بس ، صاح الأب ، تريد أن تمزح ،، فضحكوا جميعا وهم ينزلون من التاكسي .

ساعة تكفينا " مش كذا " ؟ يا بابا قالت جنى ، وإذا افترقنا ، نلتقي هنا أمام مكتبة مدبولي ، قالوا تمام فانطلقوا كأنهم كانوا أسارى ،، يطالعون واجهات المحلات ، يقرؤون الأسعار ويرشحون بعض ما يحتاجون ليشترونها لاحقا ، مروا على البوفيهات ،، شربوا قصب السكر ورضعة الفيل والأيس كريم الذي يمتاز بالطابور الطويل ، غير أن ماجد رفض أن يمسك طابور عندما تقدمته فتاة بالجينز وشكلها الذي يشبه الساعة الرملية ،، على طول ولا يهمك أنا سأقف بدلا عنك وسأشتري لي ولك قال له فاكر ،،، وأردف : اذهب واجلس هناك ،، وسأدعي ، أن أزل وأن أزل " دنى منه أخوه الثاني الأشد ذكاءا ،،، بَطِّل يا فاكر ،، هنا لن يعذرك أحد ، إذا قلت : أنا أمزح .