الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٩ مساءً

ثورة تخمد على نار هادئة

وجية الصرمي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
اولاًإهداء
إلى القابضين على الجمر في زمن المبادرات والطاولات المرتفعة ...
إلى الشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم الطاهرة رخصيه لهذا الوطن...
إلى ألجرحي صناع المجد في هذا البلد ...
إلى من تجرؤوا على قول لا حين قال الجميع نعم...
إلى من رفضوا الذل والخنوع في زمن الانكسار...
إلى من يسطرون تاريخ أمتهم ويعيدون صياغته بدمائهم وأشلائهم...
نشد على الأيادي المتوضئة بطهر ثورتنا ...
من البديهي أن هنالك علاقة جدلية بين علاقة القوة والصراع بين المجموعتين الظالمة والمظلومة. ولا تقتصر خطورة الأمر عند هذا الحد بل تتجاوزه لما هو اخطر ،فبدلا من أن تعترف احزاب اللقاء المشترك المأزومة بأخطائها وتفسح المجال للثوار أو على الأقل تقوم بمراجعة نقدية شمولية تراجع فيها مسيرتها فتصحح ما أعوج من سلوك وتقَوِّمَ ما ثبت فشله من نهج وتحاسب حيث تجب المحاسبة، بدلا من ذلك، تمارس اليوم سياسة الهروب للساحات والتفاوض من تحت الطاولات ،هذه النخب والأحزاب و بسياسة الهروب للأمام التي تنتهجها تريد أن تبرئ نفسها وتهيئ الشعب ليقبل بتسيدها عليها في ظل ثورة مازالت قائمة ولتسوقه نحو عبثية جديدة،عبثية قد تأخذ اسم (كل الخيارات مفتوحة) من طرف نفس النخبة بل نفس الشخصيات التي قادت عملية المعارضة قبل الثورة وحتى بعدها تحت شعار (الحياة مفاوضات) بما مكن النظام من كسب الوقت و تكثيف الضغوط والمماراسات القمعية ، أو عبثية التلويح بشعار الشباب فتارة نسمع عن تشكيل مجلس انتقالي يرفضة بعض اللقاء المشترك ويقبل البعض, رفضة حزب الاصلاح الذي قام بدورة بأخرج مسيرات في جميع الساحات لاعطاء الشريعيه لهذا المجلس الانتقالي في حين ان كثير من مكونات الساحة لم تقبل بهذا المجلس كذلك الحوثيين , وتم رفض هذا المجلس الانتقالي رغم طلب والحاح الثوار عليه خوفا من الرد العكسي تجاه فكرة المجلس نفسها . لا يندرج نقدنا للاحزاب في إطار رفضنا لها ،هدفنا رد الاعتبار لمشروع ثورة أطاحت بها المفاوضات العبثية والصراعات الداخلية والمؤامرات الإقليمية ، مشروع لا يستمد مبررات ومشروعية وجوده من النخب السياسية لأنه ليس تجسيدا إرادويا لهذه النخب،ولا يستمد مشروعيته من محصلة موازين قوى إقليمية أو دولية، فهذه فاعلة ولا شك في التأثير على استراتيجياته وتحديد تخوم تحالفاته، ولكنها لم تمنحه شرعية الوجود ولا تستطيع أن تلغي وجوده.إنه مشروع تحرر وطني يستمد مبررات وشرعية وجوده من عزيمة وقوة ابناءه وهي عدالة مستمدة من التاريخ ومن اعتراف الشرعية الدولية باحقية الشعوب بتقرير مصيرها تقرير مصير سياسي لشعب رافض لحكم المستبدين,هذا معناه أن المأزق والخلل هو مأزق نخبة وأحزاب وليس مأزق ثورة وشعب . حرية الشعوب كينونة وهوية تتسم بالاستمرارية والدوام.يجب أن تهجر القوى السياسية الأنوية الحزبية والإيديولوجية التي تجعلها تعتقد وتريد من الشعب أن يعتقد بأنها تستطيع النظر في الغيبيات وتحديد المصير
ليس الهدف من هذا النقدالتشهير بالقوى السياسية , وانما استعراض للواقع , وقد يتسائل البعض اين النظام من كل هذا الخطاب , النظام قد قُرر ازلته بالخروج عليه والمعوق الوحيد الاحزاب لانها لم تكن في مستوى طموحات الثوار .