الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٢ صباحاً

أنت من ينتصر ويموت ؟؟؟

جلال غانم
الجمعة ، ٠٢ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
وأنت تتحدث في صُدفة عابرة عن أخطائك , وقائعك الصغيرة والمُتوسطة , تسرُدها بسرعة فائقة تُفاجأ من جديد بمُلازمتك لهذه الأخطاء وعدم فكاكك منها كي لا تضن أن احد سرقك أو سلبك تاريخ مُشابه لهذه الوقائع القابلة للسرد أو الكتابة وفق طُرق وأساليب تنم بالتناقضات الحادة .

تُحاول أن تُنازل وتتلمس هذه الوقائع بتعطش كبير أو صغير أو ما شابة ذلك بإصرار أو بترصد زاهد أو كاتب تدرك جيدا مقدار الأسى في خلافاتك مع ذاتك بما تكتب , بما تُدون , ليس لشيء بقدر ما هو تناقض خُلق مع أول خطيئة للإنسان .

ليس للدهشة أي موقع يُذكر في هذه الشهادة بقدر ما يستوطنك نوبات من الألم والضُعف لما يحدث وأنت المؤمن بكُل حرف ومدى قُدرته على إحداث وقع كبير فيما حولك لذا تُصاب بعدوى الصمت أو سفر وسكوت أبدي كسكتة دماغية في التدوين , في الكتابة , في الجنون .

بإحكام تُلامس كُل ذلك كزاهد أو كرجل دين مُحترف , كمُخادع , كقسيس حاملا صليبك المعقوف كي تستخلص حقيقتك وتخُلصك كُل مراحل فشلك النفسي والعاطفي .

حواجز خطيرة ومحطات مُهمة تترصد فيها كُل تاريخك !!!

تذبُل , تتقطع , تبحث عن كلماتك الهاربة !!!

تُوقظ ذاكرتك المُتعبة , تُروضها في تحدي للبحث في خاصرتك عن هذا التاريخ الهارب !!!

قُبور وشواهد وأسماء !!!

تنتحل كُل هذه الشواهد والمُنعطفات بحاضر هش ومؤقت كي تنتقص لماضيك !!!

حالات استثنائية تتفحصها بحرفنة , نوع من التأني والوقوف أمامها !!!

لا شيء بقدر تخرج بنتيجة مٌقنعة أمام كذباتك المتتالية , أمام تاريخك المطمور والمنسي في دوسيات السنين!!

عليك أن تتخطى عتبات المسجد , عتبات الجامعة والبيت الصغير , كُتبك ومراجعك , تُراثك وتاريخ بلدك
عليك أن تتجاوز كُل ذلك , تقف أمام حرائقك الداخلية وأن تكتب ما فكرت به يوما ما !!!

ما آمنت به , ومنحته كُل ثقتك طوال هذا العُمر القصير من حياتك المُتعبة !!!

فُقاعات تواجهك وأنت في حالة التدوين المستمر لهذا الواقع , تقف أمامك , تحولك إلى نموذج رجعي , نموذج يكتسيه الخوف والعادات والتقاليد التي لا تنفك عن منحك هزائم مُتتالية في عُمرك القادم !!!

عليك اليوم أن تتجاوز هذا الهذيان , هذه الأمراض والأورام !!!

عليك أن تمضي وتؤسس جُمهورية بيضاء أمام ذاتك !!!

تؤسس لغة تتصالح ذاتك معها , تتصافح فيها مع ما تأمل به !!!

لا تترك ورائك سوى خيباتك ورقصاتك الجُنونية كحالة سخرية من واقع فج لا يمنحك سوى موتك البطيء !!!

لا أحد غيرك يُمكنه أن ينتصر لجُرحك سوى أنت
تذكر دائما :
أنت هو أنت ؟؟؟

أنت من ينتصر ومن يموت !!؟