الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٣ صباحاً

عاجل إلى وزير الإعلام

نشوان الحميري
السبت ، ٠٣ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
عاجل إلى وزير الإعلام : نقابة وموظفو إذاعة عدن ليسوا قطاع طرق أو بلاطجة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شهدت إذاعة عدن منذ شهور خلت وحتى سبتمبر المنصرم وقفات واعتصامات نفذها موظفو ومبدعو الإذاعة للمطالبة بتصحيح الأوضاع في الإذاعة وتغيير قيادتها ومحاسبتهم عن عديد المخالفات والتجاوزات التي أوصلت الإذاعة إلى الحضيض منذ أن تسلّمت هذه القيادة مسئولية إدارة الإذاعة منذ أربع سنوات ، بعد أن كانت قد تحمّلت مسئولية إدارة وقيادة تلفزيون عدن لنحو عقد وأربع سنوات من الزمن ، أوصلت خلالها تلفزيون عدن إلى حافة الفشل والانهيار بفعل ممارساتها وقيادتها غير الكفؤة التي عززّت مكامن الفساد ، الأمر الذي أدى بدوره إلى مزيد من تدهور تلفزيون عدن (القناة الثانية ) آنذاك ( قناة عدن الفضائية حالياً) وزيادة معاناة الموظفين والمبدعين المنتسبين لهذا المرفق الإعلامي العريق .

ومنذ تسلّم هذه القيادة لإدارة وقيادة إذاعة عدن ممثلة بشخص الأخ "يسلم مطر" في نهاية شهر يوليو من العام 2007م بقرار جمهوري ، عمل "مطر" على تعيين عدد من مدراء العموم والإدارات من العناصر التي لا تمتلك الكفاءة والخبرة المطلوبة وبطريقة ارتجالية تعكس قلة كفاءته وسوء إدارته لقيادة الإذاعة ، وعدم ادراكه لتبعات عشوائيته في اقتراح اختيار مدراء العموم والإدارات بهذه الطريقة التي أوصلت الإذاعة خلال أكثر من أربع سنوات إلى أقل من مستوى أي إذاعة محلية على مستوى المحافظات ، بعد أن كانت إذاعة عدن قد حافظت بقدر من التماسك على مدار السنوات التي أعقبت حرب صيف 94 المشئومة حتى العام 2007م على جزء من رونقها ولونها وتقاليدها الإذاعية ،وما تقدمه من رسالة إعلامية حظيت بالتقدير والإعجاب من قبل المستمعين في الوطن والمهجر . ونتيجة للطريقة التي أتخذها الأخ رئيس الإذاعة الحالي في تسيير دفة شئون الإذاعة ، وبعد أن وصلت الإذاعة إلى المستوى غير المرضى عليه , وزيادة حالة الاحتقان بين أوساط موظفي ومبدعي الإذاعة ، وما مثلته ثورة الشباب من دافع نحو التغيير ومواجهة الفساد؛

بدأ الإعلاميون والصحفيون والمهندسون وموظفي عمال إذاعة عدن في شهر سبتمبر المنصرم اعتصاما في الساحة الأمامية لمبنى إذاعة وتلفزيون عدن بالنواهي للمطالبة بأبعاد قيادة الإذاعة الفاسدة وعلى رأسها رئيسها "يسلم مطر" ومحاسبتها والعمل على أخراج الإذاعة من الأوضاع المتدهور ه التي أوصلتها إليها هذه القيادة.

ونفذ الاعتصام بعد أن جرى تعليقه من قبل النقابة في وقت سابق بناء على طلب من يسلم مطر الذي وقع مع النقابة محضرا تضمن المعالجات والمخارج الكفيلة بانتشال الإذاعة من أوضاعها المتدهورة قبل دخول شهر رمضان المبارك بيومين .
وجاء قرار البدء بالاعتصام استنادا لقرار اجتماع الجمعية العمومية للنقابة الذي تضمن برنامج فعاليات احتجاجية تصاعدية يجري تنفيذها حتى تتم تلبية مطالب العاملين وضمان إحقاق حقوقهم والحد من العشوائية والفساد الذي أتي على المال العام وخلق بيئة عمل بائسة يعمل في أجواءها كوادر إذاعة عدن .

وحمّلت نقابة إذاعة عدن رئيس الإذاعة يسلم مطر مسؤولية الأوضاع المتدهورة التي وصلت لها الإذاعة والوضع البائس الذي يعيشه كوادرها وصحفيوها وعمالها وألقت بكامل المسؤولية عليه.
وأوضحت النقابة أنها قد بذلت منذ تأسيسها مطلع العام الجاري جهودا لمعالجة هذه الأوضاع بالتشاور والتنسيق معه وتوصلت الى توقيع محاضر التزم بموجبها بتنفيذ المخارج والمعالجات التي من شانها انتشال الإذاعة وأوضاع عامليها من حالة التردي الذي تعيشه.

وقد تمكنت نقابة إذاعة عدن من خلال الجلوس مع مدير عام المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون ووزير الإعلام من التوصل الى الكثير من المخارج والمعالجات لأوضاع إذاعة عدن صدرت بها توجيهات من وزير الإعلام لتنفيذها وتطبيقها غير ان رئيس الإذاعة عمل على الالتفاف على تلك التوجيهات وواصل إبقاء الحال على ما هو عليه بالتوازي مع نشاط ملموس وملحوظ من قبله ومن قبل مدراء العموم وبعض المحسوبين عليه والمستفيدين منه في محاربة العمل النقابي ومعاقبة بعض النقابيين والناشطين من كوادر الإذاعة ، ووصل الأمر إلى حد الإيعاز لبعض الزملاء من ذوي الذمم الرخيصة للعمل لصالح رئيس الإذاعة كعسس (مخبرين ) والقيام بتمزيق منشورات النقابة ، ومقالات الرأي التي تنتقد قيادة الإذاعة في عدن أو صنعاء وإدارتهما الفاشلة لشئون الإذاعتين ، وكذا الإيعاز لعدد من الزملاء والزميلات لمقابلة وزير الإعلام "العمراني" وتحمل نفقات بدل سفرهم إلى صنعاء ومساعدتهم على الحصول على قرارات تعيين كمدراء إدارات ، ومساعدات مالية لأغراض شخصية ،مقابل تجميل صورته ،وتكذيب مطالب النقابة والموظفين ، في الوقت الذي لم يقم رئيس الإذاعة ومدراء عمومه بتزكية أو متابعة حقوق زملاء وزميلات أكثر استحقاقا للترفيع إلى درجات وظيفية أعلى ،مرعلى سنوات خدمتهم أكثر من عقدين ونصف ويحملون مستويات تعليمية أعلى .

ومما يؤسف له أن إحدى الزميلات من موظفات الإذاعة ، والتي قابلت وزير الإعلام مؤخراً للحصول على تعيين " مديرة إدارة في إدارة الأخبار العامة " قد نقلت أو أدّعت عن الوزير "العمراني" قوله " إن عمال وموظفو ونقابة إذاعة عدن تحولوا إلى قطّاع طرق وبلاطجة " في إشارة من الوزير "العمراني" حسب قول الزميلة السابقة الذكر للاعتصام الذي نفذته نقابة الموظفين في إذاعة عدن ، وتلويحهم بعدم السماح لدخول قيادة الإذاعة إلى مبنى الإذاعة . ومما لاشك فيه أن وصفاً كهذا لا يمكن أن يصدر عن الوزير "العمراني "،الذي عرف عنه الاتزان والهدوء وسعة ثقافته ، كما عرف عنه أيضاً تطلعه إلى إحداث التغيير في المؤسسات الإعلامية ومعالجة الاختلال والقصور ومكافحة الفساد فيها ، لكن الزميلة التي نقلت عنه ما ذكرناه سابقاً يبدوا أنها لم تكن دقيقة في نقل ما دار بينها وبين الوزير "العمراني" وتعليقه على ما شهدته إذاعة عدن من حالة غليان واحتجاج خلال الأشهر المنصرمة ، أو لعلها ربما من باب "الشطح والمبالغة " وإرضاءً لرئيس الإذاعة ، ومكايدة للنقابة ، وللتقليل من أهمية استمرار المطالبة بتغيير قيادة الإذاعة وعدم جدواها , عملت على نقل حديث الوزير" العمراني" بصورة مغلوطة ، وفي هذا الصدّد فأن كل ما نتمناه ونطلبه من الوزير" العمراني" ، كما عوّدنا على ذلك ، التفاعل مع مطالب وصيحات التغيير المنادية بإقالة القيادات التي لا تصلح لإدارة الإذاعة ، وتمكين قيادة جديدة تعيد لإذاعة عدن دورها الإعلامي وما تميّزت به منذ إنشائها من تميّز وتفرد في رسالتها وأداءها البرامجي والإخباري ،ومواكبة التطورات المتسارعة في عالم الإعلام الرقمي المسموع .

ونقول لكل من حاول أو يحاول تكميم الأفواه بصورة رخيصة ، متوهماً إيقاف عجلة التغيير وإصلاح أوضاع إذاعة عدن العريقة ،وانتشالها من وضعها المزري ؛ بإن عليه أن يدرك أن ساعة التغيير قد انطلقت ، ولا يمكن وقفها ، وكفى تخريباً وهدماً ونهشاً في الإذاعة العريقة " إذاعة عدن".