الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤١ مساءً

وصنعوا من الغدير قضيةً ...

د . أبو نورالدين اليهري اليافعي
الأحد ، ٠٤ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
غديرُ خُم هو : موضع بين مكة و المدينة ، و هو واد عند الجحفة به غدير ، يقع شرق رابغ ، والغدير مستنقع من مياه الامطار .

عندعودة الرسول عليه الصلاة والسلام من حجة الوداع قال : على اختلاف الروايات (( من كنت موالاه فعلي مولاه )) الامر هذا لاينكره اهل السنة بل يؤمنون به ويعظمون علي بن ابي طالب واولاده واحفاده وكل ال محمد ...

ولم نجد في اي من كتب اهل السنة الطعن في ال بيت النبي بل ان من عقيدتهم ان من سب ال بيت محمد فهو كافر ؛ فهم لايرتضون ولايقبلون بان يُسب رجلا من اصحاب محمدا فضلا عن ال بيته الاطهار الاخيار...

غدير خم ... من المغالطات ان يتم ربطه بالاية (( اليوم اكملت لكم دينكم )) لان الاية نزلت قبل قصة الغدير وليس لها علاقة بالموضوع فالاية نزلت في الحج وتذكر بعض المصادر ان نزولها كان يوم عرفه بينما ثنا الرسول على علي بن ابي طالب رضي الله عنه كان بعد انقضا الحج واثنا عودة النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة ....

هذه القضية التي يتم اثارتها اليوم وكانها قضية مصيرية ولاحياة للاسلام الا بها !!! ياترى هل علم بها علي بن ابي طالب ام لم يعلم ؟!!!

فان قالوا علم بها ولم يدافع عنها سيقول الناس كيف يسكت علي عن الباطل وانتم تزعمون انه معصوم ؟!!!

وعلي رجل شجاع وفارس مقدام الا ان كان يرى الشيعة غير هذا !!!

المهم ان التاريخ لم يسجل لنا ان احدا من ال البيت احتفل بهذا اليوم ؛ وكلنا على ثقة ان علي رضي الله عنه واولاده الحسنين واحفاده كانوا احرص من ايران والحوثي ونصر الله على الدين .

وكانوا يمتلكون من الشجاعة مالايمتلكه كل هؤلاء القوم بل علي كان اميرا للمؤمنين وكان بامكانه ان يحتفل وان يذكر للناس هذه القصة ...

والامر الاعجب ان كتاب نهج البلاغة لم تذكر فيه قصة الغدير اطلاقا ؛ وهنا ياتي سؤال وهو ان امرا مهما كهذا حسب مايصوره الشيعة أيعقل ان يكتمه علي ولايذكره حتى في ثنايا كتاب او في خطبة من خطبه التي سجل منها ربما ثلاث مئة او اربع مئة خطبة ؟!!!

الغدير قضية مفتعله يراد بها تشتيت وتمزيق الامة ....

كلنا نثني على الحسن والحسين وعلي بن ابي طالب فلاداعي للمزايدات ...

كلنا نؤمن بحديث الغدير ونؤمن ان علي مولانا ولما نقول مولانا فالله يقول في كتابه الكريم {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } وقال { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض }

قال : { و من يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون }
فالولاية لكل مؤمن من قبل المؤمنين وذكر علي مخصصا هي زيادة في الفضل لعلي وايضا لانه كان هناك كلام في تلك الفترة عند عودة علي بجماعة من الصحابة ذهبو لجمع الغنائم ...

فحدث كلام من قبل المنافقين في حق على رضي الله عنه فرد عليهم الرسول وبرا علي رضي الله عنه مما قالوا فيه رضي الله عنه...

واذا كان الامر فيه بيعة فنقول ان الله ذكر بيعة النساء للرسول عليه الصلاة والسلام وهي امر عادي (يا أيها النبيء إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن.. )

فلو ان قصة الولاية بهذا الحجم الذي يصورها اصحابها لكانت اولى بان يذكرها الله في القران لانه يترتب عليها مستقبل الامة....

اتمنى لكم كل التوفيق وللامة الخير والصلاح ..................