الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٦ صباحاً

شكرا لك بحجم الحُرية !!!

جلال غانم
الأحد ، ٠٤ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
في البداية تتطابق الأسماء , الأحلام , وُربما الظروف ثم تتوالي الأحداث لتنقشع على وُحشة مخيفة وفخ مُتكامل مصحوب بالنشيج والألم المتواصل .

مقاومة أحاسيسك كذبه خادعة لان في داخلك تخفي براكين من الصمت القابل للانفجار , شلال من العذاب المخفي والمُغيب قسرا عن فاتحة الحياة ووميضها الدائم .

إن كُنت عاشقا تشعر بخبطة الأيام وخداعها المُستمر , عندما تُحولك إلى مفرمة في دوامتها , غصة ألم في حلقها .

تصرخ بصمت , تتحسس أطرافك , تمنح نفسا عميقا لكُل براكينك , وربما حالة تصالح مؤقتة كي تُخفف من هذا الوقع الرهيب على ذاتك .

تكتشف أنك في هُروب دائم من كُل القناعات التي تُطاردك , من كُل الجُلود التي تحملها , تلبسها بكُل ثُقلها عليك
تكشف عن أسرارك المُخبأة , عن سر القبيلة ووجهها القبيح , تتصالح مع ذاتك , تخبرها بأنك مُتجاوز أدمغة الفراغ وأنك تنتمي إلى جيل جميل .

لا تعرف غير الحرفنه في كُل شيء , تكتشف فجأة أنك غارق في وحلك , طالما ولديك القُدرة على صبغ كُل المُبررات الغير قابلة للقراءة والفهم وتحولها إلى قضية نقاش كي تخرج منها منتصرا .
حالة اندهاش , رغبة في اقتحام كُل الألوان , صبغها بصبغات حُزنك ...!!!

تشكر كُل تفاصيلك الحية , كُل تفاصيلها الغائبة والحاضرة معا ...!!!

تلعن تفاصيلك , تعبث بكُل حضورها وغيابها معا ...!!!

لم أعد بحاجة إلى البحث عن طُرق جديدة للأسر , للسجن , للتحكم , للضغط على زناد الألم , الأنين ...!!!

بحاجة فقط لضبط إيقاعي , لأصبح بلا شيء
بلا لون ...!!!

بلا حرف ...!!!

بلا أغنيات ...!!!

تستلقي أرضا من الإعياء , كي ترسي آخر اللحظات المؤجلة في تاريخ هذا الحُلم ...!!!

كي توجز طُرق القتل والفراغ ...!!!

كي ترسم آخر الطُرق ...!!!

آخر الأغنيات ...!!!

عليك أن تشكر الظُروف ...!!!

أن تلعن الظُروف ...!!!

أن تُدافع عن حقيقتك ...!!!

أن تُسلم حقيقتك للريح ...!!!

أحب أن أُذكرك بشاعرتك الجزائرية المُفضلة حنين عُمر
بتراتيلها الجميلة كثورة عشقيه دائمة عندما ختمت قصيدتها للجُمهور بكلمة :
((شُكرا لكم بحجم الحُرية )) .

شكرا لك بحجم الحُرية !!!

شكرا لك بحجم الحُرية !!!