الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٦ مساءً

الثائر علي عبدالله صالح

عبدالعزيز الصلاحي
الأحد ، ٠٤ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
قبل فترة ليست بالطويلة , كتبت مقالا بعنوان الثائر حميد الأحمر , وذلك انصاف للرجل ودورةالرائد والسباق في نصرة ثورة الشباب الشعبية السلمية , وتضحياته الكبيرة ومغامرتة من أجل الوطن نحسبه كذلك , وكان هناك الكثير من المعلقين على الخبر وكأن الصاعقة نزلت على رؤوسهم لا ندري ماهو مبررهم لذلك الرد ,ولاندري ماهو موقفهم لو أن الرجل وقف الى جانب النظام العبثي القاتل , بماذا سيصفونه وبأي خاتة سيضعونة , وانصافا ايضاَ لهؤلاء نكتب اليوم عن شخصهم المحبوب والمفضل وعن بطولاته وثوراته , وكما يحلو لهم تسميته بالزعيم ومن جهلم لم يعرفوا ان الزعيم الكبير قد تم القبض عليه وهو في حالة مهينه وانه قد تم القضاء عليه في ارض ليبيا الحره الابيه واصبح من جزءا من الماضي المضلم الكالح ..

نعم إن الزعيم الصغير كمايزعمون كان ثائر ولا يزال ثائر , ولكن ثورته من اغرب الثورات في العالم القديم والحديث , فالثورات وروادها وقاداتها يثورون من اجل رفع ظلم وقع , أو فساد استشرى , اوضد حاكم طاغ مستبد , او ضد حكم عائلي عنصري, او ثورة جياع لم يحصلو على لقمة عيش يسدوا بها رمقهم , وكذلك في حال انتشار الجهل والفقر والمرض .

لكن ثورة علي صالح من نوع مختلف , وبنكهة مختلفة ,فالرجل يتمتع بنفسية شريرة تثور على كل شئ جميل , وعقلية متخلفة جاهله تثور على العلم والتعلم , وحقد دفين على كل من حولة من الرموز والمبدعين , وعلى كل الوطنيين والغيورين على وطنهم , شهد اليمن استقرار ورخاء واستقلال القرار السيادي في البلاد نوعا ما في عهد الرئيس الحمدي , فثارة ثائرة الرجل وجن جنونة, وعمل ليلا ونهار من أجل اخماد تلك النهضه وضرب شأفتها والقضاء عليها , و كماتدل القرائن والشواهد بانه المتهم الاول لإغتيال الحمدي أو أقل مايكون انه هو المخطط والممول وصاحب المشروع الانتقامي .

في عام 90 شهد اليمن وحدة اندماجية تاريخية تؤسس لوحدة عربية متكاملة , إلا ان الرجل ونفسيته الشريرة كان ثائرا لوأد ذلك المشروع والقضاء عليه , وذلك من خلال القضاء على شركاء الوحدة , وتهميش ابناء الجنوب واقصائهم من الوظيفة العامة , واستباحة الارض والإنسان في الجنوب دون ضمير او اخلاق , ونشر الفساد والإفساد والفوضى.

في عام 93 شهد اليمن انتخابات حره ونزيهة تعبر عن رأي الشعب واختيارة , إلا ان الرجل لم يهدأ له بال ولم يقر له قرار حتى افسد مابعدها من انتخابات سواء رئاسية او برلمانية او مجالس محلية , وجعلها وسيلة للتزوير والكذب والخداع والافتراء وتمرير المشاريع الصغيرة .

كان اليمن عبر الاجيال يتمتع بسمعة لا نظير لها ويتميز بالإباء وعزة النفس , فثار عليه وحوله الى شعب متسول ومتخلف , شعب اليمن يتميز بالطيب والتسامح والفطرة السليمة فثار عليه و حوله الى أنه مجموعة قبلية متخلفة تحترف القتل والغدر والارهاب , إنه يثور على السلم الأهلي ويحوله الى حرب قبلية مدمرة تحصد الأخضر واليابس , يثور على التعليم ويحوله الى جهل مطبق , ويثور على انخفاض الأسعار ويحولها الى اضعاف مضاعفة ,مثالا على ذلك كان كيس القمح في بداية حكمه يباع ب 70ريال أو اقل من ذلك فثار عليه وحول قيمته الى5000ريال , وقس على ذلك بقية السلع الغذائية وغيرها من الخدمات الأساسية , حتى العملة اليمنية كان 1دولار = 3ريال يمني فثار عليه وحوله الى 1 دولار = 220ريال يمني , ثار على الجيش الوطني وحوله الى جيش عائلي , ثار على الأمن وحوله الى خوف , ثار على المغترب اليمني في دول الخليج عندما كان اليمني يُعامل معاملة أي خليجي ثار عليه حتى اصبح يتعامل معه كما لو أنه بنجالي أو هندي أو نيبالي , ثار على المساجد واسس جامع الصالح , وعلى الجمعيات واسس جمعية الصالح , وعلى المساكن وحولها الى مدينة الصالح ,كان هناك مايسمى لجنة مكافحة الفساد فثار عليها وحولها الى لجنة للفساد , إنه رجل يدعوا الى شئ ويثور عليه , دعا الى الوحدة وثار عليها , ودعا الى الديمقراطية وقضى عليها , ودعا الى المبادرة الخليجية ويعمل جاهدا للتنصل منها , اختار هادي ليكون رئيسا ولم يعترف برئاسته , ثورات العالم تثورعلى الحكام والرجل يثور على الشعب , يثور الناس من اجل القضاء على حكم الفرد المتخلف المستبد وهو يثور من اجل حكم الفرد ومن اجل ان يستبد , يثور الناس من اجل رفع الظلم وهو يثور من اجل تثبيت القهرو الظلم , الشعوب تتوق من اجل الحرية و العدالة وتطبيق القانون , وهو يثور على القانون ويهرب من العدالة ويصادر الحرية , العالم كله يعمل من اجل رفع الحصانه عن القتلة والمجرمين وهو يثور من اجل الحصول على الحصانه للقتلة والمجرمين , ومايزال الرجل يسير على نفس الوتيرة لم يكل ولن يمل , متربص لثورة الشباب السلمية ويتحين الفرصة للانقضاض عليها ومصادرة احلام كل اليمنيين الذين يحلمون بوطن يسعهم ويحميهم , لأن نفسيته غير قابلة بأن يرى الشعب يتنفس الصعداء , نفسيته غير قابلة ان يرى الشعب يبتسم أو يحصل على شئ من الرخاء والاستقرار , إلا اننا على ثقة بيقضة الشباب وكل الغيورين على سلامة وامن الوطن , نحن على ثقة بان الشعب عرف طريقة فلن يرضى بعد اليوم ان يسمح لاحد ان يصادر حقوقة وحريته او ان يسلبه شموخه وكرامته , لم يعد مجديا الكذب والتزوير لم يعد مجديا المكر والخداع , لم يعد مجديا الحصار والتجويع , الشعب هو سيد نفسه ولا سيد عليه , الشعب اليمني يتوق الى العزة والكرامة ’ أو الموت والشهادة .