الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٩ مساءً

الذين صفقوا لأوباما .. هل مازال لديكم أمل ؟ (1/2)

أحمد مصطفى الغر
الجمعة ، ٠٩ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
عندما جاء أوباما إلى سدة الحكم فى الولايات المتحدة الأمريكية استشعر كثيرون فى حينها أن تغييراً جذرياً قد تشهده العلاقات بين الولايات المتحدة ودول العالم ، كونه ذو أصول افريقية و قضى فترة من حياته فى أسيا ، جعل من هذه السببين أملاً لدى كثيرين كانوا واهمون أن يكون أوباما مختلفاً عن سابقيه ، وخصوصا عن سابقه " جورج بوش الابن " ، عبارات الرجل وخطاباته أثناء السابق الرئاسى الأول كانت براقة و قد خطفت الأنظار والقلوب ، فبات الكثير من شعوب الأرض يتابعون الانتخابات الامريكية وكانها تحدث على أراضيهم وليس على أرض دولة أخرى بعيدة كل البعد عنهم ، احتفل أبناء كينيا و اندونيسيا بفوز أوباما ، وسعد الكثير من العرب بذلك و قد زادات من فرحتهم عندما إختار أوباما مصر كى يوجه منها رسالة إلى العالم الاسلامى ، صفق الكثير من الحضور للرئيس الامريكى وهو يخطب فى جامعة القاهرة ، وتفاءلنا خيراً عندما استخدم كلمات عربية ليحيى بها الحضور ، يبدو أن تغييراً حقيقياً قد حدث .

بعدها حصل أوباما على جائزة نوبل للسلام ، فى وسط إستغراب شديد من كثيرين ، إذ ان الرجل لم يحقق أى سلام ، وحصوله على الجائزة كان لمجرد نواياه لتحقيق السلام فى العالم ، وهى المرة الأولى التى عرفنا فيها ان جائزة نوبل قد تمنح بناءاً على النوايا و الطموحات ، دعنى أتمنى أن تحدث طفرة طبية فى مجال مكافحة مرض الأيدز أو السرطان لعلنى أحصل الجائزة فى الطب ، أو أسهل من ذلك دعنى أخبرك و اخبر العالم بأنى أتمنى كتابة رواية ملهمة تؤثر فى الكثيرين حول العالم .. لعلنى أحصل على الجائزة فى الأداب .. حتى ولو كانت مناصفةً مع شخص أخر يتمنى ويطمح و لديه نوايا طيبة مثلى ومثل أوباما !

كتبت بعد مرور عام على حكم أوباما مقالاً يحمل عنوان " أين التغيير يا أوباما ؟! " ، عام كامل قد مر دون أن تتحرك القضية الفلسطينية قيد أنملة ، اننى مازلت حتى ألان أتعجب من أمر كثيرين كان لديهم من النفاؤل ما جعلهم يعتقدون ان حل القضية الفلسطينية كان سيكون على يدى أوباما ، كيف للرجل الذى أقسم على الحفاظ على امن إسرائيل وقدم كل فروض الطاعة أمام لجنة الشئون الامريكية الاسرائيلية (آيباك) أن يخون هذا القسم ، بالطبع ليس حباً فى إسرائيل أو وفاءً لقسمه و إنما حباً وطمعاً فى أصوات كثيرة من شانها ان تبقى عليه فى البيت الابيض لفترة رئاسية جديدة ، زيارات "هيلارى كلنتون" المتوالية لا تختلف كثيرا عن زيارات "كوندليزا رايس" ومن قبلها "كولن باول" .. الجميع يسبح فى نفس النهر وبنفس الكيفية ، لا سلام .. لا أرض .. لا تحرير للأسرى .. لا نهاية للذل و المعانة و الحصار .. تلك هى سياسة إسرائيل ببساطة ، والتى تعيها أمريكا و الدول الاوربية ، و ربما نعيها ونعرفها نحن العرب أيضا جيداً ، لكننا نتجاهل معرفتنا بها هروباً من الواقع ، و رغبةً فى الحياة دائماً على أمل ما يعرف باسم: السلام العادل والشامل وحل الدولتين ! ، وحتى هذا الأمل استكثره عباس أبومازن على شعبه ، ونفى حق العودة !