الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٢ مساءً

ألاعيب الفرصة الأخيرة

ناصر الصويل
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
لماذا تأخر الحسم الثوري ؟ ومتى ستنتهي الأزمة المفتعلة ؟ أسئلة تتردد كثيرا"على السنة المواطنين الذين يعانون الأزمات اليومية - أزمة البترول والديزل وأزمة ارتفاع أسعارالمواد الغذائية وغيرها - خاصة واليمنيون ومعهم كافة الشعوب الإسلامية يتهيأون لاستقبال شهر رمضان المبارك - شهر الرحمة والأخوة والتكافل- تلك الأزمات الاقتصادية التي قصمت ظهور اليمنيين ,وحولت حياة غالبية الشعب اليمني إلى معيشة ضنكه , وحياة لا تطاق , قد تؤدي بالبعض - والعياذ بالله - إلى "الانتحار" للتخلص من حياته إلى الأبد .. فماذا ننتظر من رد فعل من شخص فقد مصدر دخله الوحيد ؟.. فمن أين سيطعم أولاده ويعيل أسرته الكبيرة ؟ .. ولعلنا نستذكر الشاب التونسي "البوعزيزي" العاطل عن العمل ,الذي أقدم على حرق نفسه , بعد المعاناة الطويلة التي عاشها مع أجهزة نظام "بن علي" ,التي ضايقته في معيشته ورزقه, وكان ذلك الحادث سببا" في اشتعال الثورة التونسية ..

لكن بالمقابل للثوار رأي آخر في هذا الوضع الناتج عن الأزمة الاقتصادية المفتعلة والتي بالتأكيد ليست بسبب الثورة السلمية ,التي قامت من اجل تحسين الأوضاع المعيشية للشعب اليمني والقضاء على المستأثرين بالسلطة والمال العام , وناهبي الثروات الوطنية - الظاهرة والخافية - وإعادة التوزيع العادل لها , في ظل الدولة المدنية الحديثة المنشودة - بغض النظر كانت دولة مركزية أو دولة فيدرالية أو اتحادية- وان هذا الوضع الاستثنائي لن يدم طويلا" ,فهو كما يقال "سحابة صيف عابرة" ,وان الحقيقة التي لابد أن يعيها المواطن البسيط , إن اختلاق هذه الأزمات الاقتصادية والسياسية , والتي تستهدف تدمير الاقتصاد الوطني ,والعبث بمقدرات البلاد , وتصفية رموز المعارضة الوطنية,والتي كان آخرها المحاولة الفاشلة لاغتيال المناضل الوطني الأستاذ /محمد عبدالله اليدومي - رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح - وذلك في محاولة فاشلة من قبل بقايا النظام لجر البلاد إلى مربع العنف , ونشوب حرب أهلية طاحنة بين اليمنيين , بالتالي إجهاض الثورة , لكن المعارضة والثوار , أدركوا هذا المخطط الإجرامي , والتزموا الهدوء وضبط النفس , واستمروا في مواصلة ثورتهم السلمية حتى تتحقق كافة أهدافها الوطنية ..

إن المتأمل في تصرفات وألاعيب النظام الأخيرة الفاشلة - ألاعيب الفرصة الأخيرة - تارة بافتعال أزمات اقتصادية حادة , وتارة قيامه بمحاولات اغتيال لكبار الشخصيات الوطنية ,وتارة بالكذب الصريح عبر وسائل الأعلام الرسمية , تلك الألاعيب ,أصبحت مكشوفة ,وأعمال مفضوحة , وواضحة كعين الشمس في رابعة النهار , فالغرض منها وقف انتصار الثورة السلمية , الذي أضحى قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الدولة المدنية العادلة على أنقاض الدولة الأسرية الظالمة , تلك الدولة المدنية , التي ستعيد للشعب اليمني كرامته المفقودة , وستحفظ للشعب اليمني ثرواته المنهوبة , وستعزز روابط وأواصر الوحدة الوطنية بين اليمنيين جميعا" ..

كلمة أخيرة .. إن هذه المرحلة الحرجة في حياة الثورة ,وهي تعيش لحظات الحسم الأخيرة , تتطلب من جميع اليمنيين - على اختلاف رؤاهم وأهدافهم - توحيد الكلمة ,ولم الشمل ,والوقوف وقفة رجل واحد في وجه النظام والإجهاز عليه, بضربة جماعية واحدة لا تقوم له قائمة بعدها ..