الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٧ مساءً

حجم الثورة .. والعدد الحقيقي للثوار

بشير المصباحي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يسألونني الناس عن حجم ثورتنا .. وعن أعداد ثوارنا؟؟؟
أعجز عن الرد بالأرقام والبيانات الدقيقة ... لأن الأمر أكبر من معرفتي لعدد اليمنيين الذين يناصرون الثوره .
لكنني أستطيع أن أصف لكم حجم وعدد الثوار بلغة سهلة وبسيطة يفهمها الجميع الجامعي والأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب!!!
فإن الأمر وبكل بساطة لن يأخذ الكثير من الوقت والجهد في سبيل معرفة ذلك.

فماعلينا سوى النظر إلى المناطق التي تشملها الإنطفاءات الكهربائية ، فتلك هي مناطق الثوره التي تواجه العقوبات ردا على مواقفها المناصرة للثوره .
وعندما ننظر إلى أعداد الذين يستهلكون الغاز المنزلي والبترول والديزل فأولئك هم الثوار الذين عاقبتهم السلطات برفع أسعار هذه المواد إنتقاما من دعمهم ومساندتهم للثورة ومطالب التغيير .
ذلك هو حجمنا الطبيعي على مستوى الوطن وتلك هي أعدادنا الحقيقية التي تؤيد الثورة قلبا وقالبا.
هذه هي ثورتنا التي تعبر عن إرادة الشعب كافة .. وتباركها الأرض والسماء لعدالة مطالبها الحقة والنبيلة....
فهل العقوبات الجماعية الظالمة أبقت على أحد أو أستثنت منطقة بداخل اليمن؟؟؟

فكل مواطن يمني قد أصبح عدوا يستحق الإنتقام من قبل السلطات وقياداتها التي تدعوا على الشعب بالويل والثبور صباحا ومساء بدون كلل أو ملل مستخدمة بذلك كل الوسائل والطرق المشروعة والمحرمة على حد سواء ، معتمدة بالخطأ كعادتها على قانون نيوتن للجاذبية الذي ينص على أن لكل فعل ردة فعل تساويه في المقدار وتعاكسه في الإتجاه.
فاليمنيون بنظر السلطات قاموا بفعل يتمثل بالثوره وأستحقوا على ذلك ردة فعل تتمثل بالعقاب الجماعي!!!
وخلاصة فإن كل منطقة تعاني من إنطفاءات الكهرباء في البلاد هي منطقة للثوره .. وكل رجل أو إمرأه تأثر بشكل أو بأخر بإرتفاعات الأسعار وإنعدام المشتقات النفطية فذلك هو الثائر..الذي قام بالثورة أو قامت من أجله..

وعلى السلطات أن تقوم بإعداد نفسها وأجهزتها لإجراء تعداد عام للسكان والمساكن على مستوى الجمهورية بريفها وحضرها إن هي أرادت التأكد من ذلك ومعرفة أعداد الثوار وأماكن تواجدهم بشكل دقيق وبصورة نهائية ، ومن أجل أن تكون الصورة أكثر وضوحا للجميع داخليا وإقليميا ودوليا فإنني أنصح أن تتم العملية بإشراف دولي وذلك لأن السلطات لا تعلن النتائج الحقيقية لأي مسح أجري من قبل عن أعداد اليمنيين في الداخل والخارج.