السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٧ صباحاً

تفاحة تعز وتفاحة نيوتن

إبراهيم الخطيب
الثلاثاء ، ١٣ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٢١ مساءً
كلنا نعلم قصة التفاحة التي سقطت على رأس نيوتن تروي كيف كان نيوتن جالساً في الحديقة في أحد أيام صيف 1665م ، وكيف سقطت التفاحة على رأسه ، فدفعه سقوطها الى التفكير في قوة جاذبية الارض وبالتالي الى اكتشاف قانون الجاذبية الذي أفاد ويفيد البشرية إلى اليوم ، بغض النظر عما يقال أن قصة تفاحة نيوتن هذه مطعون في صحتها و أنها مختلقة و لا أساس لها من الصحة ، لأن السير إسحاق نيوتن نفسه لم يرو تلك القصة في أيَ من كتبه أو مقالاته ، وكذلك الأمر لم يروها الأوائل ممن كتبوا سيرة السير إسحاق نيوتن .. ومع ذلك فقد راجت الحكاية حتى بلغت الآفاق ، حتى أن الكتب المدرسية أخذت تسرد قصة التفاحة و كأنها حقيقة مسلم بها .

ماذا عندما سقطت تفاحة تعز الشهيدة / تفاحة العنتري في 11/نوفمبر/2011م فلم نأخذ عنها شئ رغم أنها تركت لنا دروس في الشجاعة في مواجهة العدو بعتاده العسكري فهئ إمراءة بشجاعة ألف رجل والتضحية بنفسها من أجل الكرامة حاولت أن تُرسي قانون العدالة بإرادتها القوية فقابلتها أيدي الظلم والغدر والخيانة .

لو تأملنا بتروي لسقوط تفاحة تعز لأدركنا ما تمتلكه المراءة اليمنية من الشجاعة والإصرار والصمود ما يعادل قوة ألف رجل ممن ينتهك حقها ويهمشها وهي في اعتقاده كائن مُسخر لإشباع رغباته ولخدمته فقط ، شجاعة وإصرار تفاحة لم يأتي إلا من وعي بالحق والذي اكتسبته من ديننا الاسلامي الحنيف ومن مدينتنا (المدنية )تعز .

ستظل دروسها عالقة في أذهاننا إلى أن يأتي اليوم الذي نلامس ما ضحت لأجله من عدالة ومساواة المراءة بالرجل ودولة مدنية حديثة مهما حاولوا منع ذلك ، مبادئك هي مبادئنا و أحلامك هي آحلامنا وطريق نضالك هو طريق نضالنا هذا عهد من كل الثائرين الذين بداءو نضالهم معك إلى أن نُتحقق ما بدائنا به أو نلحق بك في موكب الشهداء .

تفاحة نيوتن سقطت لتُعطي البشرية قانون الجاذبية فلم يخذلها العالم وأخذ بقانونها إلى اليوم تفاحة تعز سقطت لتُعطي اليمن الحرية فرجاء لا تخذلوها .

سقوط تفاحة نيوتن كانت بفعل جاذبية الارض ، لكن سقوط تفاحة تعز كانت بفعل جاذبية السماء

رحمة الله عليك تفاحة وكل أخواتك وإخوانك الشهداء إسكنوا الجنة بسلام .