الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٢ مساءً

شوقي ... و حديقة الثعالب

خلدون خالد مقبل
الاربعاء ، ١٤ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
عند تولي شوقي هائل منصبة كمحافظ لمحافظة تعز استبشر كل أبناء المحافظة بالخير القادم , خاصة و أن الرجل من أسرة لها أيادي بيضاء في المحافظة و في كل محافظات اليمن ,و لم تعهد اليمن لهم مثيل إذا قرنتهم بغيرهم من أبناء هذا الوطن الذين يمتلكون المال , فهم الرواد في الخير و إيجاد فرص العمل من خلال إنشاء المشاريع الصناعية الناجحة بسبب الله ثم الإدارة الجيدة للمشاريع الصناعية , وما زاد الفرحة أن لرجل صفات شخصية و إدارية يعرفها كثير من أبناء تعز و كل من تعامل مع مجموعة هائل .

لكن في خضم الفرحة كان هناك من يشفق علي شوقي من تبعات هذا المنصب خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة , وخوفهم على الرجل من أن يقع بين مطرقة المعارضة , وسندان المتنفذين من المؤتمر والمشايخ و لن يجد من يسانده من الإطراف السياسية في المحافظة , خاصتاً و أن الكل يخشى من نجاح الرجل فنجاح الرجل بالنسبة للمعارضة هو نجاح للحزب الذي ينتمي اليه و هو المؤتمر الشعبي العام و خاصة أن المعارضة أصبحت ألان تمتلك نصف الدولة و قادرة على اللعب بأوراق كثيرة على عكس الماضي .

ومن جهة أخرى يخشى المتنفذون السابقون من أبناء المؤتمر من نجاح شوقي و كيف أن ذلك سوف يحد من فسادهم و انتفاعهم من إيرادات الدولة و من مشاريع الوهم التي كانوا يحصلون من وراءها على الملاين أن لم تكن مليارات من أمثال مقلب القمامة لمديرية خدير , و الطرق الدائري للمدن الثانوية مثل الراهدة والقائمة تطول .

و بالفعل هذا ما حدث , فالرجل لم يجد من يقف بجانبه من القوى السياسية و النافذين من المشايخ , عداء المستقلين و الذين يحبون تعز و ليس في قلوبهم أهواء و مصالح حزبية ضيقة , لكن القيادات تحكمها المصالح الذاتية و الحزبية فالمعارضة السابقة سعت إلى إفشال المحافظ من خلال القيادات القبلية التي نزلت إثناء الثورة لحميتها و ذلك بالزج بالمسلحين في الشوارع من جديد, وبذاء يتعكر الأمن في المحافظة , ومن خلال بسط نفوذ المشايخ بدلا من نفوذ الدولة وهذا هو ما يقف طبعا في طريق ما هدف اليه شوقي , في تثبيت سلطة دولة النظام و القانون , فمثلا عند نزول حملة أمنية لنزع السلاح ترى الأبواق الإعلامية التابعة لنصف الدولة (المعارضة سابقا ) تظهر الأمر و كأنه تصفية لشخصيات و مقتل الشهيد فلان , ونشر الإشاعات أن شوقي ينفذ أجنده للمخلوع و غيرها من الأخبار , و في الوقت ذاته إذا عين شوقي احد ما رفض الشيخ المؤتمري فلان هذا التعين , و رفض التعاون معه و سعى إلى إخراجه , في ظل صمت مريب من الدولة المركزية في صنعاء , و كان أطراف اللعبة السياسية قد اتفقوا على إفشال ( شوقي ).

رسالتي للاخ شوقي
لا تنهار معنوياتك فكل أبناء تعز لا يزالون يتفاءلون بوجودك في قيادة المحافظة , و لكن اثبت عند قراراتك ولا تتراجع عنها , وكن مثل هادي يصر على قراراته حتى تنفذ و لو بعد أشهر و عين في مناصب المحافظة من هو كفوء لها و من انتماءه لليمن و تعز فوق كل شي , و أهتم أكثر بالمستشفيات الحكومية وخدماتها لانها ما سوف يظهر فيها جهودك بشكل أوضح و الصحة هي ما تهم اي في فرد كان مهما كانت معاناته الأخرى .