الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً

حتى لا نفقد أي أمل في التغيير !!!

جلال غانم
السبت ، ١٧ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
تشخيص الاحتياجات المُجتمعية , وتداخل المُعالجات بين المُمكنة وغير المُمكنة الحُدوث في ظرف بسيط منوطه بشُروط التوجه الحزبي والسياسي لكشف عيوب ومكامن الفساد وعيوب النظام السياسي وإسقاط كُل اللغات الاستقصائية وفتح ملفات الماضي .

هذا التشخيص اليوم لا يحتاج إلى مُهادنة أو إلى مُمارسة أي قُبح ديني مُحمل بأي بُعد سياسي للتسلق على كُرسي الحُكم بدلالات وإرهاصات المرحلة وفراغاتها .

الترويع وإشاعة الفوضى بين الناس وتخويفهم تحت أي مُبرر كابتزاز سياسي مُبطن بشعارات ثورية ووطنية نرجسية وجميلة لن يقود إلا لمزيد من الغموض السياسي وفراغات في افتراضيان السُلطة لتبقى المشكلة التي عانى منها اليمني طوال عُقود من الزمن للخُروج من إشكالية الحُكم الفردي غير الرشيد .

إن مُناقشة وطرح آلية الحوار الوطني كجزء لا ينفصل عن آلية التغيير ومتطلبات المرحلة يقودنا إلى تحديد الرؤى والمبادئ العامة والحلول المُحددة لهذه الآلية ومدى قابلية الواقع والأرضية السياسية لتقبل الحُلول المُمكنة لنتائج أي حوار وطني كمُقدمة لتسويات وطنية عادلة لدمج شكلية ومُعتقدات الأفكار مُمكنة الحُدوث مع أي أفكار غير قابلة للخوض في هذه التسويات كحُلول آنية وبالغة الأهمية كجزء من مُتطلبات المرحلة .

فالتركيز على ضمان المُنافسة المشروعة والتوزيع العادل للمكاسب الوطنية لضمان وجود توازنات حقيقية تفضي إلى نظام سياسي قوي لا يستمد سُلطته من أي مراكز قوى تقليدية أو مشيخيه بقدر ما يستمد تواجده السياسي من قوة القانون لإرساء دعائم الأمن وتحييد قوى الامن والجيش من أي مُضاربات حزبية ليتم تقييم الوضع السياسي بشكله السليم لبناء مُجتمع خالي من الأحقاد والدونية والاضطهاد وبناءة على أسس ثقافية مُجتمعية حقيقية تفضي إلى عدم المُماحكة أو تسييجة بطقوس وعادات دينية وسياسية وأفكار ضالة تقوده إلى الهلاك الحتمي .

ويُمكن للخصومات السياسية المصحوبة بزفرات دينية قبيحة أن تتحول إلى عامل إيجابي في بناء سُلم اجتماعي صحيح غير قائم على الفرز إذا تم الفكاك من رُموز هذه الخُصومات والأحزاب وبناء برامجها وسياستها على أسس مدنية ذات طابع سليم قائم على المُحاسبة والتحقيق لنكون برامج داخلية قابلة للتعايش مع بعضها بدون إثارة اللبس المتحزبين والمتقبيلين .

استهلاك الدعاوي للإصلاح والانتفاع من هذا الجو المسموم لحماية دعاوي التضليل والزيف كجزء من هوية قائمة على التخلف مستحضرة لأدوات وسكاكين الماضي للذبح بشرعية وطنية وثورية لن تفضي إلى لمزيد من العيش تحت طائلة العُنف والقوة كنتيجة حتمية لقُرون من التخلف الحزبي والمعرفي المقيت .

إن المُزايدة في صناعة القرار السياسي وتوجيهه خارج الأطر الممكنة سوف يقود بشكل مُباشر إلى بناء قوة تقليدية مُوازية لقوى قديمة تم بناءها طوال عُمر النظام الجُمهوري والقائم على سياسة الرفض والطُغيان وإلغاء الآخر والتشتيت وغياب أي رؤية إيجابية مُمكنة الحُدوث .

لا إصلاح , لا تغيير إلا بإصلاح آلية الخطاب والتوجه السياسي والوطني وبناء قوة وطنية حقيقية قائمة على أساس برامج حزبية دون أي مرجعية لأي قوى تقليدية خاصة تلك المشهود لها بالعبث بمصير البلد وذلك قبل الذهاب إلى أي حوار وطني حتى لا يفقد اليمنيون أي أمل في التغيير .