الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٢ مساءً

لنعلم أطفالنا ولنتعلم منهم

جلال الشيباني
الاثنين ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
كنت قد ذكرت في مقال سابق أهمية ريادة الأعمال وتعليمها للأطفال بالذات حيث أن الوقت ليس مبكراً أبداً لتعليم طفل في العاشرة من عمره كيف يمتلك ويدير مشروعه الخاص لما في ذلك من أهمية في تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإطلاق العنان لحرية التفكير لديه والابتكار والإبداع.

وهناك عدة أسئلة من مثل كيف يمكننا ذلك وماهي الوسائل وماذا قد نتعلم من أطفالنا إن نحن علمناهم مبادىء ومهارات الريادة؟

بالنسبة للوسائل فهناك العديد منها - والتي للأسف لاتتوفر باللغة العربية فالبحث عنها كالبحث عن إبرة في كومة قش – فهناك ألعاب الحاسوب والمحاكاة والتي يلعب فيها الطفل دور رجل الأعمال بحيث يمتلك شركة افتراضية ويقوم بإدارة عملياتها عن طريق الإنترنت بل وينافس بها شركات أخرى لأطفال أخرين في ذلك العالم الافتراضي, وهناك أيضاً البرامج التدريبية والتي يتعلم فيها الطفل مبادىء الريادة على الورق من خلال أنشطة مصممة خصيصاً لذلك الغرض والتي يتعلمون من خلالها مبادىء العمل ضمن الفريق وكيفية خلق الأفكار وصناعة الإبداع.

قد يعتقد البعض أن هذا الشيء هو من الخيال أو من السابق لأوانه فكما نردد على ألسنتنا دوماً وكما سمعناها كثيراً من أهلنا تلك الجملة التي تقول باللهجة العامية (عادك جاهل) ولكن ما لا نعلمه هو أن الأطفال ومنذ سن مبكرة جداً لديهم أحلامهم وطموحاتهم والتي يرغبون في تحقيقها فهم في الحقيقة لا يحتاجون سوى لبعض الدعم والتشجيع لإطلاق أفكارهم كما يحتاجون لمن يساعدهم على بناء ثقتهم بأنفسهم وكذلك لمن يؤمن بإمكانياتهم فهم ربما يكونون أطفالاً في نظرنا لكنهم في نظر أنفسهم بشر كاملون.

ويبقى السؤال .. ماذا يمكننا أن نتعلم من أطفالنا إذا ما قمنا بتحفيزهم على خوض هذه التجربة؟

هناك العديد من الأمور والمهارات الحياتية والشخصية والتي يمكننا أن نتعلمها من الأطفال فعلى سبيل المثال لا الحصر (المثابرة) فهل شاهدت يوماً أحد الأطفال وهو يحاول أن يتعلم لعبة ما؟ أو وهو يحاول أن يتسلق جداراً؟ هل تتذكر نفسك وأنت صغير كيف كنت تجتهد وتثابر للحصول على أي شيء؟ بالطبع كلنا يعرف هذه الحقيقة ولكن لماذا نفقد هذه الميزة عندما نكبر؟ ببساطة إنها الخبرة والتجارب فهي تدفعك للنظر للعوائق بحيث تثبط عزيمتك عند أول تفكير بالمحاولة.

وهناك (التخيل والابتكار) فالطفل من واقع خبراته القليلة لايعرف معنى كلمة المستحيل, وأيضاً (تقبل الرفض) وهذه عادة ماتواجهنا عندما نحاول أن نعرض فكرة ما لأي أحد فالطفل لايأخذ كلمة (لا) بمعنى أن ذلك نهاية المطاف ولكن تعني له (حاول مرة أخرى) وهي ميزة نحتاج لإطالة النظر فيها والتعلم منها.

وأخيراً وليس أخراً (التعلم من الفشل) فالفشل في نظر الطفل هو محطة للاستراحة ومعاودة السعي من جديد وهو عبارة عن درس للمستقبل, بينما يعتبر الفشل بالنسبة لنا نحن الكبار نهاية العالم وفرصة للاكتئاب والألم النفسي الحاد.

فهل حان الوقت لندعم أطفالنا وننمي مهاراتهم ولنشجعهم على الابتكار والإبداع .. هل حان الوقت لنعلمهم ولنتعلم منهم؟