الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٣ مساءً

القضية الجنوبية .. قضية وطن غير قابلة للمماحكات السياسية

د . أبو نورالدين اليهري اليافعي
الثلاثاء ، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
اعترف من اعترف وابى من ابى ...
تظل القضية الجنوبية القضية الابرز والقضية الاهم التي يجب تناولها في الحوار الوطني ... القضية الجنوبية هي القضية التي تمس الوطن مباشرة وتهدد وحدته ... فشعارات الوحدة او الموت لن تجدي نفعا ..لان هناك الكثير من الناس سيختارون الموت ...فابنا الشمال يقولون الوحدة او الموت اي انهم وكما يزعمون سيقدمون ارواحهم في سبيل الوحدة ..وابناء الجنوب يقولون الوحدة او الموت اي ان الاثنين سواء في نظرهم لانهم يرون ان الوحدة بالنسبة لهم تعني الموت مرات مرات ...

الموت قهرا والموت جوعا والموت كمدا وغيضا يمون يرون خيرات بلادهم يتقاسمها السفهاء ولاحظ لهم فيها ولا نصيب ...
ولذلك سيختارون الموت مرة واحدة ...

بمعنى ان كلا الفريقين سيختار طريق الموت ... وهذا ما لانتمنى حدوثه اطلاقا ...

اذن لابد من معالجة هذه القضية التي هي قضية عادلة باعتراف كل العقلا ... ومن العيب والعار ان يذكروها سويا مع قضية حوثي صعدة ... فحوثي صعدة حمل السلاح في وجه الدولة ...
والجنوبيون كل الطغاة حملوا السلاح في وجوههم ...

حوثي صعدة قتل الجنود واغتصب الاراضي وشرد المواطنين ...

بينما في الجنوب اهالي الجنوب هم من تعرض للظلم والاقصاء والابعاد من كل مجالات الحياة ومن الوظيفة العامة بل وحرموا حتى من قطعة ارض يبني عليها احدهم بيتا يستره ويحويه هو واولاده ...

حوثي صعدة طرد وشرد ابناء صعدة واعلنها حروبا طائفية بينما في الجنوب كل هذا الامر وقع عليهم ولم يحدث منهم شيئا على احد ....

القضية الجنوبية قضية تحتاج الى اجراءات عملية ولجان تنفيذية مباشرة لمعالجة كل القضايا ...

القضية الجنوبية قضية لاتكفي فيها الاعتذارات ولا الخطابات الرسمية ولاينفع معها دغدغة العواطف وتخدير المشاعر ...

القضية الجنوبية قضية وطن ويجب ان نعترف ان كيان دولة كان في الجنوب تم طمس معالمه كلية...

ولهذا لابد ان تبقى القضية الجنوبية بعيدا عن مماحكات السياسة وخساستها ...

يجب ان يتفق الجميع على ان هذه القضية خط احمر ولامجال للمتاجرة او المزايدة بها لا من قبل الحراك الجنوبي ولا من قبل ادعياء الوطنية والحرص على الوحدة ....

قضية الجنوب تعتبر القضية الاكبر والتي هي بحاجة الى وقفة جادة وباشراف المجتمع الدولي لمعالجة كل تراكماتها على مر السنوات الماضية من حرب 1994م الى يومنا هذا ....

عجبت كما تعجب غيري من رفض الحوثيين لحضور المجتمع الدولي اعمال لجنة الحوار الوطني ... ولكن يكفي ماقاله الدكتور ياسين سعيد نعمان فقد قال المجتمع الدولي هو الضامن لمن لايملك السلاح ...

فالجماعات المسلحة ان لم يعجبها شيء ستعود الى متارسها بل لا اقول ستعود بل باتصال واحد تشعل الحرب فهي في المتارس اصلا ولم تترك السلاح حتى نقول تعود اليه ...

فالاطراف التي تتبعها معسكرات عندها سلاح ... الحوثيون مثل ذلك ... والقبائل لايقلون امتلاكا للسلاح عن سابقيهم ...

وتبقى فقط مجموعة احزاب لاضامن لها الا المجتمع الدولي وسلاحها الذي تحتمي به هو الحاج بن عمر والخبير بان كي مون ....