الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٣ مساءً

أمريكا وإسرائيل في خدمة شعار الحوثي

وليد تاج الدين
الثلاثاء ، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
عندما بدأ نداء الحوثيين بالموت لأمريكا وإسرائيل كانت القصة محط سخرية واستنكار وعجب, وكان التساؤل البارز هو كيف لتلك الفئة البسيطة التي لم تستطع أن تقي نفسها من بطش الألوية العسكرية التي قتلت وشردت وفتكت بهم لدفعهم لتقبيل الركب والامتثال لولي الكرسي, كيف لها أن تقف في وجه قوى عالمية تهيمن على العالم وتنادي لها بالموت بهذه البساطة.

كانت الدولة تقمع الحوثيين تحت غطاء أمريكي بمبرر الشعار المستفز وبذريعة الخدمة لوهابيين المملكة, الحليف المدلل للدولتين العظميتين, وكان النظام كلما ازداد فتكا لأبناء صعده تحت مسمى الحوثيين زاد ضعفا وتفككا, ليس في الجانب الميداني الحربي بل في مركز الدولة, وهذا ما أدى إلى تراكم المشكلات في وجه النظام واستطاعت المعارضة أن تجد نفسها وتستطيع التحرك في خضم انشغال النظام, واستطاع الحراك في الجنوب أن يوسع من دائرته وينشط فعالياته ويرفع سقف مطالبه.

بالعودة إلى شعار الحوثي المنادي بالموت لأمريكا وإسرائيل فان الوقائع التي تحدث كل يوم تثبت أن أمريكا تتمدد جوا وبرا وبحرا في اليمن وكلما تسارعت الأحداث زاد تواجد الأمريكيين وزادت تدخلاتهم وزادت ضرباتهم فوق الأجواء وزاد عدد الضحايا من المدنيين, وفي وقت كان السفير الأمريكي يخفي قيام دولته بضرب اليمنيين قبل أحداث الربيع العربي وكانت طائراتهم تطير على استحياء فوق الصحارى والجبال أصبح اليوم حاضرا في الاجتماعات وراعيا للحوار وطائراته تحلق فوق الأجواء علنا وتضرب عمق المدن بما فيها العاصمة السياسية للجمهورية اليمنية التي تقول أنها ذات سيادة لا نعرف عن أي نوع من أنواع السيادة يقصدون.

بكل تلك الممارسات الأمريكية أصبح شعار الموت لأمريكا ذات معنى ومدلول يرتبط بحاجة اليمنيين للتخلص من هذه التدخلات والانتهاكات الفاضحة, وأما عن الموت لإسرائيل فما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من قصف واغتيال للقائد احمد الجعبري عشية عيد رأس السنة الهجرية وما تقوم به دائما إلا خير دليل على أنها تستحق أن تموت بعيدا عن أطفال ونساء غزة, طالما وهي تميت الفلسطينيين في كل أيام السنة بما فيه الأعياد, وبذا فان شعار الموت لأمريكا وإسرائيل بات محط قبول وأصبح مزروعا داخل قلوب اليمنيين وان اختلفت الصياغة فالأيام القادمة كفيلة بأن تنميه وتحييه أكثر في نفوسهم ما لم تراجع أمريكا سياساتها في المنطقة وما لم تتخذ حكومة اليمن إجراءات تحفظ سيادتها من العدوان.