الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٣ مساءً

الحوار الوطني المطلوب .. ان يفهم الحكام رسائل الشعوب!!

د. علي مهيوب العسلي
الثلاثاء ، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
الى متى ستضل القوى السياسة اليمنية تضحك على العالم وعلى الشعب؟!

أيعقل أن يحتفل الرئيس بمراسيم رسمية واقليمية ودولية بذكرى توقيع المبادرة الخليجية قبل تنفيذ ما جاء بآلياتها المزمنة؟!

وهل حقق ذلك التوقيع غير انتخاب رئيس الجمهورية ؟! ؛ ان الجماهير التي صوتت للرئيس ليس استجابة للمبادرة وانما لقناعتها من انه سيخرج البلاد الى الدولة المدنية التي ينشدها كل الشعب، فإذا به يقيم احتفالا بتنصيبه رئيسا من تلك المبادرة! ؛ و يا ليته انتظر ذاك اليوم واقام فيه هذا الاحتفال ،لكن ان يحضر هذا الجمع لمرور عام على توقيع مبادرة وتُنسى ثورة الشباب التي هي صاحبة القول الفصل في كل ما جرى ويجري !

سيدي الرئيس اسمح لي أن اقول لك لقد ارتكبت خطيئة بهذا الاحتفال المُهين للشهداء والجرحى والمعتقلين قبل أن تقتص لهم !

لم أرى من الكلمات في هذا اليوم سوى كلمة الامين العام للأمم المتحدة التي ربما كانت اقرب الى تطلعات الشعب اليمني والثوار في كل الساحات فله التحية كونه أدرك أن السياسيين في اليمن قد اتفقوا ولكن على مَن؟؟ إنهم اتفقوا على أن الشباب مازال مبكرا عليهم أن يمارسوا السياسة بل عليهم أن يتعلموا حتى يبلغوا الرشد،؛ أي مازالت الابوية في هذا البلد الغلبان هي المسيطرة بعد ونحتاج الى ثورات متعاقبة لتغيير مثل هكذا ثقافات!

الرئيس هادي ..لقد كان الكثير ينتظر منك بحضور الامين العام للأمم المتحدة والامين العام لمجلس التعاون الخليجي قرارات انتظرها اليمانيون كثير وبمباركة الدول الاقليمية والدولية التي حضرت هذا الاحتفال ،لكنك خيبت آمال الجماهير ولربما للمرة العشرين ،فاحتفالكم لا طعم ولا رائحة له طالما بقايا النظام الذين اشتركوا أو حرضوا على قتل الشباب في الميادين طليقي اليد وللسان ،لا بل الاكثر في مناصبهم والبعض قد رُقُوا خلال الفترة المنصرمة ، فبماذا تحتفل إذن ؟! ؛ وأنت لم تنصف حتى الآن الذين أوصلوك بحق وحقيقة الى كرسي الرئاسة الذي احتفلت به في ذكرى يوم التوقيع على المبادرة!

سيدي الرئيس باحتفالك بيوم التوقيع قد نسفت كل الاجراءات والخطابات التي قمت بها في الفترة المنصرمة وكرمت من لا يستحق التكريم لان ما قاموا به هو خدمة مصالحهم واجنداتهم ،وكان الاجدر بك في هذا اليوم والذي يشير الى سنة كاملة من صبرك على بقايا النظام فتقوم بتكريم شباب الثورة بحزمة من القرارات تريحهم بها من عناء الانتظار سنة كاملة ،وعلى وجه الخصوص كان الاجدر بك في هذا اليوم ان تكرم الشهداء الاكرم منا جميعا !؛لأنهم هم الوحيدون من أوصلك الى هذا العرش الذي تنمح فيه الاوسمة والنياشين ..إذن الشهداء ولا غير الشهداء من يستحق التكريم .. وذا احترت بالآمر فسئل صالح بنفسك وسيرد عليك بهذا الكلام!! ؛ أم أن الرسالة سيدي الرئيس لم تصلك بعد؟!

سيدي الرئيس إن ما تُجرُّ إليه من قبل بعض الاحزاب وإيهامك بأن الثورة والثوار تحت السيطرة وما عليك سوى إسدال الستار عليهم وعلى تحقيق بقية اهداف ثورتهم !
هيها هيهات لهم ولخبثهم فإن فعلت بما يرغبون ويتمنون ستكون قد أسدلت الستار والتاريخ عليك وعلى تلك القوى ، والتي تخطط أيضا للانقضاض على نتائج الحوار الوطني المؤجل خلافا للمبادرة التي تحتفلون بنجاحها على مرور سنة من توقيعها ، فلم تقل لنا لماذا تم تأجيل الحوار الوطني بدون اعلان بالمبررات التي استدعت للتأجيل ،فانه لو تم ذلك لما احتفلتم بالنجاح المزعوم ، فستظهر الحقائق كماهي دون تحريف ! ؛ فلو كانت المبادرة فعلا لا قولا ،مِن أنها قد سلمت اليمن وأخرجته مما كان فيه قبل سنة ،لكان الاحتفال في ذكرى بتوقيع بنجاح الحوار الوطني أو على الاقل باتفاق الاطراف على مواضيع الحوار ،فلماذا سيدي الرئيس وانت من نادى بالشفافية تمارسون التضليل المفضوح على الشعب ، مِن أنكم قد قطعتم شوطا كبيرا وانتم في الحقيقة لم تنجزوا أي شيء يتعلق بالمستقبل! ؛ فمتى ستقولون الحقيقة للشعب مهما كانت مرة من اجل ان يعينكم في انجاز مهامكم ؟!!
سيدي الرئيس في اعتقادي زيارتك لدول الخليج مؤخرا لا يخرج عنها هذا الكرنفال الاحتفالي المعيب ،فشبابنا قاموا بثورتهم لكي يلمسوا هم وشعبهم التغيير على الواقع ،وليس بتسويق نجاحات وهمية لا في الانجاز ولا في الحوار الوطني في موعده ،ولا في التهيئة المناسبة لإنجاحه!
وفي اعتقادي إذا كان مازال لديك ُذن تسمع فإن الحوار الوطني لن يتحقق ولن ينجح إلا باتباع الآتي:
1. الاعتراف بثورة الشباب منك ومن كافة الموقعين على المبادرة الخليجية لكي نُنهي هذه الازدواجية في المشهد السياسي الكئيب في اليمن ، والاعتراف الآن هو مطلوب أكثر من أي وقت مضى بعد الاحتفال المُهين للثورة والذي خلط الاوراق وزادها أكثر غموضا في توجهات القيادة الانتقالية.

2. إطلاق كافة المعتقلين على ذمة ثورة الشباب .

3. تنفيذ حكم المحكمة بمعالجة الجرحى ورعايتهم ،فهل سيدي الرئيس من احتفل معكم اليوم يدركون ان حكومتكم لم تعالج الجرحى وقد صدر حكم يلزمهم بذلك.

4. ترحيل صالح من الممارسة السياسية نهائيا ،فإن لم يستجيب يمكن وضعه تحت الإقامة الجبرية ،كما حصل مع احد زبانيته الفضلي.

5. إقالة قائد الحرس الجمهوري ورئيس اركان وحدات الامن المركزي ،وكذا كل قائد عسكري أو أمني قام بقمع الثوار في كل الساحات على ان يتم بقرار دفعة واحدة دون تقسيط وشد حبال التوتر عند الثوار ومن ينشدون التغيير ودون إبطاء أو مراحل.

6. وضع اليد على كل ما يشتبه به انه مازال يمؤن صالح وحاشيته من ثروات الشعب.

7. الغاء كل مؤسسة انشأها صالح ليُدير بها البلاد في الظل أي بشكل موازي ، وعلى سبيل المثال: المجالس المحلية ، مجلس الشورى ،لجنة مكافحة الفساد ، المؤسسة الاقتصادية ، وكاك بنك غير القانوني ،ولجنة المناقصات. ..الخ.

8. وقبل ذلك وبعده استعادة هيبة الدولة وإعمال القانون.

9. بعد ذلك الدعوة لكل من يحمل سلاحا ومسيطرا على منطقة جغرافية بسلاحه ان يسلمه إلى الدولة قبل الشروع في الحوار وإلا اعتبر متمردا ويجب اقصاءه من الحوار ،بل ويجب على الدولة انتزاعه عنوة ان رفض تسليمه سلميا.

مالم تعمل على تحقيق هذه النقاط وغيرها المستعجلة التي لا تحضرني الأن فستُثبت أنك استمرار للنظام السابق ،بل ووضعت نفسك محللا لهم بحسب الاشاعة السائدة ،وبخاصة إذا ما نظرنا الى طلب صالح انه سيبقى في اليمن وانه سيمارس السياسة في المؤتمر، وأن حصانته هي أصلا بقائه في المؤتمر وأن عليك أن ترشح ابنه احمد لرئاسة المؤتمر أي لرئاسة الدولة في الانتخاب القادم. أتمنى ان أكون قد وصلت الرسالة اليك الآن !

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد !