الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٩ مساءً

المسكوت عنه في خطاب مشعل

يحي احمد
الاربعاء ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
في مؤتمره الصحفي في القاهرة الأثنين اشار خالد مشعل الى ان اسرائيل بدأت الحرب ومن بدئها يوقفها ، وقال :(طلبوا وقف الحرب فلتوقف ولكن بشروطنا ). والشروط التي اشار اليها خالد مشعل متواضعة اذا ما قورنت بالضعف والارتباك الاسرائيلي وبالقوة والصمود والتضحيات التي قدمها ويقدمها الغزاويون ،لا احد ينكر التفوق العسكري الاسرائيلي الا محدود على الفصائل الفلسطينية ،لكن بالمقابل لا يمكن اغفال ما الحقته صواريخ المقاومة البسيطة من توازن رعب حسب اغلب الصحف الاسرائيلية والمحللين والقادة الاسرائيليين ،نشاهد الشلل في الحياة اليومية لملايين الاسرائيليين التي تطال بلداتهم صواريخ المقاومة . وعلى الرغم من مطالبة خالد مشعل من العرب رفع سقف مطالبهم السياسية فان سقف شروط المفاوضين الفلسطينيين لوقف الحرب كانت منخفضة .

أن توقف اسرائيل الحرب وتفك الحصار شرطان هامان ولصالح المقاومة ،لكن وبما ان المقاومة في وضعية جيدة كما تدل على ذلك جميع المؤشرات الميدانية بحيث تسمح لها بفرض المزيد من الشروط .

فمادام قادة اسرائيل يتوسلون الى امريكا وأروبا ومصر وتركيا لتضغط على حماس للقبول بوقف الحرب ، فلما لا تدرج المقاومة ضمن شروطها وقف الاستيطان واطلاق سراح الاسرى كحد ادنى .

لماذا يعول الغزاويون على زيارات بعض القادة والوزراء العرب ؟ وماذا سيجلبون لغزة بزيارتهم لها ! لم افهم كثيرا هذا التضامن السياحي الذي هلل وطبل له الكثير من القادة الفلسطينيين ، وقد وجه السيد خالد مشعل في مؤتمره الصحفي من القاهرة شكره لمصر ،وحيا قرارات مرسي الشجاعة في اللحظة الاولى للعدوان في اشارة منه الى سحب السفير المصري.
ليس من الشجاعة سحب السفير وحسب كان مرسي سيكون شجاعا لو قطع العلاقات وفتح المعبر امام كل شيء بما في ذلك الاسلحة ، اما سحب السفير فقد فعلها حسني مبارك قبله ،كما وجه مشعل شكره لكل من رئيس الوزراء المصري والتونسي ووزراء الخارجية العرب ولم ينس تركيا ،وقد استدرك قطر وشكرها وان كانت زيارة حمد وحرمه موزة متقدمة على العدوان بأسابيع ، ولكن المؤسف واللافت للنظر السكوت عن توجيه الشكر لبعض البلدان والقوى الداعمة للمقاومة الفلسطينية ، فقد غابت ايران من معروف مشعل رغم الدعم الذي خص ويخص به حماس وبقية الفصائل المقاومة وصواريخ فجر خمسة اكبر دليل على ذلك ،ولكن بالمقابل لم تسلم ايران من اتهامات مكتب نتنياهو بتهريب الاسلحة .

كما غابت سوريا صاحبت الفضل الاوفر على مشعل وحماس وسائر الفلسطينيين من معروفه وشكره ،فكان حري بخالد مشعل ان يشكرها على احسانها السابق _كما شكر قطر على زيارة حمد السابقة للعدوان _واحتضانها الدافئ للفلسطينيين طيلة عقود حيث يتساوى اللاجئ الفلسطيني مع المواطن السوري في كل شيء بما في ذلك الوظيفة ،ما عدى الجنسية وحق الانتخاب ،وحزب الله لم ينله شيء من معروف وجميل مشعل رغم ما بذلته المقاومة اللبنانية من جهود في تهريب السلاح الى القطاع وما نقلته من خبرات ،كما ان السودان احدى حلقات تهريب الاسلحة الى القطاع عبر سيناء لم يحظى بشيء من معروف وشكر مشعل ،كان يجب ان يطالب خالد مشعل القادة العرب ان يمدوا المقاومة بالسلاح لا ان يستكثر منهم السياحة ويشكرهم عليها .

ان خطاب مشعل تغلب عليه التهدئة والميل الى الهدنه حيث قرن الشجاعة بالعقل السياسي ،وليس العقل المستند الى الجبن ،قال : لسنا جبنا ولكننا لسنا متهورين لا نريد تصعيد ولا نريد حرب برية في اشارة منه الى تغليب الهدنة على التصعيد العسكري والاستجابة للضغوط المصرية و القطرية والا فأي تهور في استمرار الدفاع عن النفس والمطالبة بمزيد من الحقوق، و هذا الموقف السياسي الذي يتبناه الجناح السياسي للفصائل الفلسطينية لا يتناسب والصمود والتماسك في الجبهة الداخلية التي فرضتها الاجنحة العسكرية في الواقع. الكل يعرف ان اسرائيل هي من فرضت الحرب ،ولا سبيل امام الفلسطينيين الا الصبر ومواصلة النضال والتضحيات لاستعادة حقوقهم المشروعة ، وكل شيء يرخص في سبيل استعادة الحق المغصوب .