الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٩ مساءً

الى رئيس الجمهورية مع التحية

مروان المنصوب
الاربعاء ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
سيادة الرئيس الحوار الوطني سوف يناقش قضايا هامة ومصيرية ومن أهمها تحديد شكل الدولة(اتحادية، مركزية) وطبيعة النظام السياسي(برلماني، رئاسي) والقانون الانتخابي.

أن آليات وبرامج الحوار تضمن نجاح مؤتمر الحوار وفي حال عدم التوافق فأنكم تشكلون الضمانة للوصول إلى قرار حاسم ولكونكم من أبناء الجنوب فان ذلك شكل ضمانة أخرى لحل القضية الجنوبية، ولكل ذلك فأن فشل مؤتمر الحوار مسألة غير واردة.

سيادة الرئيس هناك قوى تتمثل في الثالوث الرهيب المشيخي والعسكري والأصولي الذي أفقروا الشعب ودمروا القيم المدنية وسيطروا على كل مقدرات البلد واستحوذوا على السلطة وتقاسموا موارد البلد وخيراتها وخاضوا حروبا على القوى الوطنية واستباحوا الجنوب وجنوب الشمال ودمروا اقتصادها وأقصوا أبنائها من الوظائف القيادية من خلال تسليم أشخاص من ذلك التحالف مقاليد التجارة وتوفير العملات الصعبة لهم من البنك المركزي والتسهيلات والتراخيص والإعفاءات الجمركية والضريبية وتكاليف تنفيذ المشاريع وتفصيل الوظائف والمناصب لأشخاص ذلك الثالوث لدرجة أن أشخاص ذلك الثالوث سيطروا على ثروات البلد المختلفة ويتقاسمونها برا وبحرا وجوا معادنا ونفطا ووظائفا وتجارة.

لا يخفاكم سيادة الرئيس أن الحوار الوطني معني بحل مشاكل كل اليمنيين، وأن على المتحاوريين أن يحددوا شكل الدولة وطبيعة النظام السياسي والقانون الانتخابي والمواد ألميثاقيه للدستور الجديد المتعلقة بالحقوق والحريات والمساواة والمواطنة والتعايش والعيش المشترك، وتحديد وظيفة الدولة في حماية ورعاية الحقوق والمصالح العامة وإدارة المؤسسات بالحكم الرشيد.

لا يخف معاليكم أن نجاح مؤتمر الحوار بالوصول إلى ما سبق يهدد مصالح ذلك التحالف وأن ذلك التحالف يمتلك كل مصادر القوة العسكرية والمالية والفتوى الدينية، فقد تقاسم سلاح الدولة وجيشها ومالها ومواردها ولدية من يفتون له بشرعية حروبه ويحشدون له القبائل والمتشددين دينا، وذلك يكفي بنظرهم لحسم المعركة أو تعطيل الحل ولمنع حصول ذلك النجاح فأن ذلك التحالف قد قرر إفشال مؤتمر الحوار الوطني.

لا طريق أخر أمام ذلك التحالف لإفشال مؤتمر الحوار غير طريق الذي برع فيه في إفشال وثيقة العهد والاتفاق بتفجير الحرب.
سيدي الرئيس نعلم أنكم ومعكم كل القوى الوطنية تدركوا أن ذلك التحالف وأن كان ينقسم إلى فرقين فان معركته واحدة، وانه لا يسعى للسيطرة حتى يتعامل مع الأمور بتروي وبحسابات الربح والخسارة، فهوا ما يزال صاحب سلطة وسيطر واقعيا، ويعتبر أن مقررات مؤتمر الحوار الوطني سوف تسلبه كل ذلك، وأنه أمام معركة وجود وبقاء ولن يتورع عن خوضها والزج بالمعسكرات التي يسيطر عليها بالمعركة وان تسامح اليمنيين وتشابك العلاقات سوف يغريه على خوض تلك المغامرة التي سيدفع ثمنها أبناء اليمن وسيكون لنتائجها المدمرة الأثر على البالغ على التنمية والاستقرار.

سيدي الرئيس وفقا لتلك المعطيات يجب التفكير بالحلول التي تضمن تجريد ذلك الثالوث من القوة العسكرية وتحويل التنوع في المكونات العسكرية التي يسيطر عليها إلى ميزة يمكن الاستفادة منها، فذلك التنوع يصعب أن ينقاد برأس قيادي واحد(وزير دفاع أو قائد منطقة) بل يجب قيادة ذلك التنوع بقيادة متنوعة يطمئن إليها أو لبعضها عدد من قادة وضباط وصف تلك الوحدات العسكرية لضمان وقوف تلك الوحدات مع مقررات مؤتمر الحوار أو تحيدها على أقل تقدير.

بمعنى أن المعركة التي يعد لها ذلك الثالوث ضد أبناء الوطن ويجب أن تواجه باصطفاف وطني قبل الدخول إلى مؤتمر الحوار، وذلك بإصداركم قرار بتشكيل مجلس عسكري وطني برئاستكم تختارون أعضائه على أسس ومعايير التخصص والتمثيل الوطني والواقعي، ويناط به تولى مهمة القيادة العسكرية للقوات المسلحة قبل الدخول إلى مؤتمر الحوار الوطني وصولا إلى أعادة هيكلة القوات المسلحة بعقيدة وطنية تتبع وزارة الدفاع بأوقات السلم وتأتمر بأمر المجلس العسكري الوطني بأوقات الحرب والفراغ السياسي والفتن والكوارث.

ولك منا كل التقدير والعون وخالص الدعاء ما دمت تعمل بالقانون وترعى الحقوق وتصون كرامة المواطن وتحب الوطن.