الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٢ مساءً

جامعة صنعاء... والتلقيح الاصطناعي

سمير الشرجبي
الاربعاء ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
تخطوا جامعة صنعاء خطواتها الاولى في إتجاه التغيير بعد أن تمكن الثوار من طرد بقايا الزمن الاسود على رأس الجامعة وتمكين قيادات جديدة تحمل مشروع الثورة اتت من بين صفوف العمل الاكاديمي بغض النظر عن إنتمائها السياسي او الحزبي.

هي خطوة تستحق ان يشاد بها وان تجعلنا نتنفس قليلاً هواء نقياً فيه من الامل ما يجعلنا نتطلع الى غداً افضل متابعين قيادة الجامعة الجديدة لتبداء فوراً عملية التغيير الثوري لنستعيد الجامعة التي سرقت منا لعقود ثلاثة وقام بادارتها عسس الامن الوطني والقومي والخاص...المهم انها لم تدار بابنائها الشرعيين...بل بابناء يمكن تسميتهم بابناء التلقيح الاصطناعي رحمتاً وإحتراماً.

ولكي تكتمل المعادلة ونظمن إستمرارية القرار بيد الثورة علينا ان لا نمكن هولاء الذي طردناهم من الباب ليعودا لنا من الشباك وهم اليوم وتحت مبررات الخوف من قوى الاسلام السياسي وتحت مبرر عدم تمكين ما يطلقون عليه دائماً اخونة الجامعة من السيطرة على الجامعة في محاولة يائسة في الاصطياد بالماء العكر كما هم دائماً غير مدركين في ان الاكاديميين الثوريين هم اعقل واكبر وانضج من أن ينجروا الى هذه الاطروحات ويسقطون في أحضان الماضي المقيت خوفاً من شبح وهمي ليس له مكان من الصحة.

لن نخاف أخونة الجامعة لنرتمي في أحضان شيطان الفساد والافساد.

عندما خرج شباب الثورة في أيامها الاولى من خلف أسوار الجامعة وخرج معهم الشرفاء من الاكاديميين , أطلقوا هم شرارة الثورة وكانت حينها نقابة أعضاء هيئة التدريس بمثابة المرجعية الثورة للشباب, فكانت خيام الاكاديميين وأصواتهم وحواراتهم هي من يسكن قلب شباب الثورة ويصل الى عقولهم بمواقف لا تفرق فيها بين أكاديمي ناصري او إشتراكي أو إصلاحي او مستقل...كانوا جميعاً ثوار يداً واحدة جسدة نقابتنا بصدق وكفائة عالية وحس مسؤلية عالي ظهرت معالمها بشكل واضح في كل مواقف النقابة التي لم يتردد فيها ولا عضو واحد فيها في موقف مضاد للثورة.

هوامير الفساد اليوم تسعلى لاسقاط نقابة الثورة والتغيير عبر دعاياتها الوهمية الكاذبة محاولتاً شق الاكاديميين وهم بذلك يعيشون الوهم بعينه.

نحن قد قررنا ان نخوض معركتنا الديموقراطية الثورية بروح الثورة التي أمنا بها وكنا في صفوفها الاولى يداً وصفاً واحدا أملين بتحقيق حلمنا الكبير في إنقاذ الوطن كله وليس جامعة صنعااء وحدها.

جميعنا يدرك أن نجاحنا في إنقاذ جامعة صنعاء هو بداية الطريق الصحيح لانقاذ الوطن كله لان الوطن يبنيه العلماء وليس الجهله.

نحن وفي مشروعنا للتغيير عاهدنا الله ان نتكاتف جميعاً على إعادة الاعتبار للعملية التعليمية وصرحها العلمي من خلال إعادة تاهيل للمناهج التعليمية وتحديثها وتأهيل شامل للقاعات التدريسية والوسائل التعليمية والمعامل التطبيقية والمستشفيات التعليمية والبحوث العلمية والانسانية والطبية وإعطائها الاولوية في خطط الجامعة وبرامجها بل والعمل على توفير الامكانات التي تظمن تحقيق هذه المشاريع المنطقية والطبيعية التي تعتبر من صلب بل أساس مشروعية الجامعة نفسها.

التغيير ايضاً بالنسبة لنا يعني ان نوفر كل الاجواء والظروف والامكانات المساعدة للتحصيل العلمي والابداع الفني والرياضي والبحثي عند ابنائنا الطلاب لنخرج جيلاً قادراً على تحمل المسؤلية كاملة باقتدار ليستلم الامانة لبناء يمن الغد الذي يستحقه ابنائنا.

التغيير يعني تحقيق العدل وتمكين عضو هيئة التدريس في الحصول على دخل يستحقه ويتناسب وموقعه العلمي والاكاديمي وعطائه ويوقف نزيف العقول اليمنية التي تهجر الوطن يومياً الى دول الجوار بحثاً عن مستوى معيشي أفضل يؤمن لهم ولاولادهم مستقبل يحميهم ويعيشهم بكرامة.

التغيير يعني مسكن أمن يليق وعضو هيئة التدريس تحميه وعائلته من التنقل بين شقق الايجار كالمغترب في وطنه.
التغيير يعني تأمين صحي وطبيب كامل لعضو هيئة التدريس وعائلته وهو أيضاً ما نفتقده حتى اللحضة.
التغيير هو ان تكون إدارة الجامعة في خدمة العملية التعليمية وليس العكس.

التغيير يعني الكفائة والقدرة والامانة والاخلاص ومحاربة الفساد وتحويل جامعة صنعاء الى خلية نحل تعمل ليل نهار في الانتاج العلمي والادبي والثقافي ولتصبح حينها منبراً أكاديميا يشع منها العلم ويبسط ضوئه على اليمن كله.

في الاخير..نحن في مشروع التغيير الذي نتبناه في إنتخابات النقابة سنقف مع مرشحي التغيير الذين تم التوافق عليهم مع إدراكنا ان هولاء ليسوا هم الافضل بل الانسب وأن هناك العديد ربما لم تستوعبهم قوائم الترشيح في الانتخابات قادرون على العطاء والتغيير بكل كفائة وإقتدار مؤكدين في أننا لن ننظر للخلف ولن نستعدي إخواننا وزملائنا الاكاديميين في المؤتمر الشعبي العام إلا بمدى قربهم وبعدهم عن ماضي الفساد ومؤامراته التي حيكت وتحاك على الوطن حتى اللحظة.