الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٧ صباحاً

الحوار الوطني.. الغام على وشك الأنفجار

عارف الدوش
الخميس ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
• غير مسموح في الوقت الراهن بفشل الحوار الوطني كما أوضحنا في مقال الأربعاء الماضي بعنوان " الحوار .. مرة أخرى ممنوع الفشل" نشر هنا على صفحات الثورة الغراء فإن محاولات تفجير حقل الألغام في وجه التسوية السياسية برمتها بما في ذلك مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية بكل تفاصيلها تبدو عملية انتحارية من النوع الذي لا يصيب أصحاب محاولات تفجير حقل الألغام وإنما يصيب كل المساحة الجغرافية التي يقع فيها حقل الألغام المراد تفجيره وهو هنا اليمن وستتطاير الشظايا إلى أبعد من ذلك وهو ما لم يسمح به المجتمع الدولي برمته والذي اصطلح على تسميته برعاة التسوية في اليمن وإلا لماذا تدخل وهدد وفرض التسوية بممارسة الضغوط والتلويح بالقوة فقُبلت على مضض ومن هنا فإن تشدد قادة الحراك الجنوبي في الداخل والخارج حول القضية الجنوبية بين مطالب تطرح " الإنفصال" فوراً ولو بالقوة " علي سالم البيض ومن معه" ومطالب " الحوار بين إقليمين شمال وجنوب " مع تحديد فترة زمنية بعدها يحق للجنوبيين حق تقرير المصير بضمانات إقليمة ودولية " العطاس- علي ناصر- باعوم ومن معهم "

• فلقاء القاهرة بين قيادات جنوبية بارزة " علي ناصر – العطاس – باعوم ومن معهم" والمبعوث الدولي جمال بن عمر كان شفافاً وصريحاً وناقش أهمية مشاركة الجنوبيين في مؤتمر الحوار الوطني وأكد بن عمر في لقاء أجراه معه أبو بكر عباد مراسل وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في القاهرة " على وجود إجماع على أهمية القضية الجنوبية وانه قد حان الوقت لمعالجتها بشكل جدي وعادل" وقال بن عمر "إن عددا كبيرا من القيادات عبرت منذ البداية على إتفاقها على الدخول في الحوار الوطني بشكل مبدئي والنقاش يدور حالياً حول تفاصيل كيفية تنظيم الحوار وإجراءات إعادة بناء الثقة" وهنا علينا إن نضع عدداً من الخطوط الحمراء للتنبيه والتوضيح وليس الإعتراض فالأمر يتعلق بتفاصيل كيفية تنظيم الحوار وطاولته مثل كيفية المشاركة؟ وصيغة المشاركة؟ وأين المشاركة ؟ ومن يشارك جهات شمال جنوب أو شمال جنوب وشرق غرب ؟ حوار بيم إقليمين أم بين أقاليم ؟ حوار بين مشاريع سياسية أم بين جهات جغرافية؟ وكل هذه الغام على وشك الإنفجار .. صحيح أن بن عمر قال صراحة إن" هناك اتفاقاً لدى الجميع بان مشاكل اليمن لا يمكن ان تحل الا عن طريق الحوار بما فيها القضية الجنوبية " ولكن هذا الكلام لا يلغي أن هناك الغام على وشك الإنفجار وتنتظر من يشعل الصاعق فقط في ظل أخبار متلاحقة عن صفقات سلاح تدخل المواني اليمنية " عدن – الحديدة – ميدي – المخأ" وكذلك التغاضي عن تسرب اسلحة ثقيلة من معسكرات الجيش ونقرأ باستمرار عن اشتباكات وخاصة في مناطق شمال الشمال بالأسلحة الثقيلة .

• والحديث عن إيجاد الحل العادل للقضية الجنوبية وإعادة الثقة والإجراءات الضرورية لتشجيع وتسهيل عملية المشاركة في الحوار الوطني يطرح في طياته إشكاليات كبيرة هي تحديداً ألغام تفجير التسوية السياسية بما في ذلك مؤتمر الحوار الوطني فلا حوار وطني دون مشاركة فاعلة من الحراك الجنوبي في الداخل وقادة الحراك في الخارج خاصة مجموعة" الغطاس – علي ناصر – باعوهم ومن معهم " فإهمال النقاط العشرين لتسوية الملعب السياسي وتهيئة الحوار وإعادة الثقة وتشجيع وتسهيل الحوار وتسليك طاولة الحوار يعد أكبر الألغام التي هي على وشك الانفجار في وجه الجميع وهي وراء تشدد القادة الجنوبيين في الداخل والخارج فهل يفهم من بيدهم اليوم مفاتيح حل الأزمة أن هناك شعور عارم لدى الجنوبيين إن هناك استخفافاً بمعاناتهم وان الهدف هو حواراً كيفما أتفق .

• أما ثاني أكبر الألغام التي على وشك الانفجار هو ما أشير إليه في سؤال أبو بكر عباد مراسل وكالة الأنباء اليمنية سبأ في القاهرة لجمال بن عمر عندما سأله عن الرسالة والوثائق التي سلمها له الغطاس لتسليمها للامين العام للأمم المتحدة ويقصد بذلك رؤية " الغطاس – علي ناصر- باعوهم ومن معهم" لحل القضية الجنوبية وقراري مجلس الأمن الدولي رقم (924) و (931) وما نصت عليه من حوار متكافئ بين دولتين وتحت إشراف دولي وهو ما يعبر عنه في بيانات وتصريحات قادة الحراك الجنوبي بالحوار بشكل متكافئ بين إقليمين الأمر الذي دفع بن عمر إلى تأكيد حرصه على تضمين أهم الأفكار المطروحة في تقريره الذي سيعرضه على الأمين العام للأمم المتحدة،وسيقدم لمجلس الأمن لمناقشته في جلسته التي ستعقد حول اليمن في 28 نوفمبر الجاري .. لكن بن عمر عاد ليقول انه خلال لقاء القاهرة اطلع القيادات الجنوبية إلى انه لم تتقدم أي دول عضو في مجلس الأمن بطرح القضية الجنوبية على جدول أعماله وأشار إلى أن أي من هذه الدول لم يشر إلى حق الجنوب في تقرير مصيره كما قال أنه حرص على تذكير الجميع خلال لقاء القاهرة بما تضمنه قرارات مجلس الأمن حول اليمن والتي تؤكد على وحدة وسيادة أراضي الجمهورية اليمنية

• وهكذا تصبح التسوية السياسية برمتها بما فيها الحوار الوطني واقعة تحت رحمة ألغام على وشك الانفجار أبرزهما بالطبع ما ذكرناه سابقاً لغم إل 20 نقطة لتهيئة الحوار ولغم الحوار على أساس إقليمين وفقاً لقراري مجلس الأمن لعام 94م وهو ما دفع الدكتور ياسين سعيد نعمان إلى القول في مقابلة صحفية مع قناة اليمن الفضائية أن " تعول بعض المصالح يعيق الحوار وعملية التسوية " و" على الناس أن يتحاوروا حول المستقبل في أجواء من الثقة ومهمة الجميع بناء هذه الثقة " وإشارته الذكية " إلى أن " جزء من الأسباب هي تعول بعض المصالح التي تجد نفسها في وضع مريح بمعزل عن الحوار وتعمل على إعاقة الحوار وعملية التسوية" واضحة وتكشف المستور بل وتضع النقاط على الحروف فما المانع من تقديم الاعتذار عن الحروب القذرة التي دارت خاصة و الاعتذار سيوجه إلى الشعب وأولئك المتضررين ممن فقدوا أهلهم ومصالحهم وتعرضوا للنهب والسلب والإقصاء والتهميش ما المانع لتوجيه الاعتذار للناس ونقول لهم إننا تخلينا عن منطق وثقافة الحروب وأننا على مشارف عهد جديد" بحسب تعبير د. ياسين

• وأخيراً صحيح ما المانع!! ولهذا يتوجب بل وقبل انفجار الألغام في صدر الوطن وأمام أوجه الجميع ليرتفع قادة الأطراف المعنية في اليمن إلى مستوى المسئولية على من بيدهم الحل والعقد أن يعترفوا بأخطائهم جميعاً ويقدموا التنازلات لبعض برضاهم قبل إن تفرض عليهم بالقوة من قبل المجتمع الدولي ونحن نعرف مخالب وأنياب المجتمع الدولي فقد جربتها شعوب قبلنا " العراق وأفغانستان" وجربها قادة قبل قادتنا " بن علي والقذاف ومبارك" فهل يعتبر قادتنا قادة الأطراف المعنية في اليمن ويتنازلون لبعض هم في الأساس يتنازلون لشعبهم اليمني الأبي فليعتذروا للشعب اليمني عما اقترفوه بحقه وبحق الوطن فخير الخطاءين التوابون اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
ـــــــــــــــــ
صحيفة الثورة : الأربعاء 21 نوفمبر2012م