الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٤ مساءً

كارثة الطائرة العسكرية

د . محمد ناجي الدعيس
الخميس ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
ما شاهدته بالعين المجردة وعن قرب في سماء أمانة العاصمة صباح يوم الاربعاء الماضي الساعة الـ 8.20 من منظر مروع لاحتراق جناح الطائرة العسكرية " الانتينوف-24 " الروسية الصنع أثار الخوف والهلع لدى جميع المواطنين الذين راؤها، وتخيلوا معي مدى الكارثة التي كانت ستلحق بالناس والمنازل والسيارات .. الخ، لو كانت سقطت في أي منطقة من المناطق التي تمر فوقها الطائرة أو سقطت شظايا محترقة منها؟

وحسب ما ذكره نعي وزارة الدفاع فقد استشهد حرقاً طاقم الطائرة جميعهم أثناء سقوط طائرتهم في منطقة الحصبة وفي مكان خالٍ من السكان إلى حدٍ ما بالعاصمة صنعاء.. وقد كانوا في مهمة تدريبية..!!! عددهم 10 أشخاص هم: قائد الطائرة العميد ركن طيار / علي صالح عبيد الخواجة. والعقيد ملاح / علي عبد المجيد الشيباني. والعقيد طيار / فضل محمد سالم الراعي. والعقيد / جمال فيصل محمد سرور. والنقيب / ماجد يحيى علي الزيادي. والنقيب طيار / أحمد يحيى حمود قرية. والنقيب طيار / يوسف حمود أحمد الماس. والنقيب طيار / صلاح عبد المجيد الدعيس. والملازم أول ملاح /عمار هادي بادي المكحلي. والملازم أول ملاح / صلاح إبراهيم فاضل حزام السفياني.. ويبدوا ان قائد الطائرة يرحمه الله ذا مهارة وكفايات عالية مهنية وشخصية حتى ضحّ بنفسه وطاقمه لينقذ العاصمة من كارثة تفوق الوصف والخيال، فيكون الم الواحد منّا لا يوصف وهو يعيش تلك التجربة قُبيل أن يلقى حتفه وجميع طاقمه.. فمن المسؤول عن ذلك الظلم قبل وبعد حتفهم؟ ومع الأسف حتى العلم لم ينكس وفاءاً لهم..

العالم من حولنا وصل تقدمه إلى أن يجنب مجتمعاته وأفراد طاقمه من الطيارين بطرق عدّة كإطفاء الحريق والطيارة في الجو او تهيئة النزول للطائرة ونشر وسائل السلامة كما أن صيانة الطائرة قبل إقلاعها من أولوياتهم.. مأساة طائراتنا أن عمرها الافتراضي قد تجاوز الحد ورغم ذلك لم يطلع مسؤول يخبرنا عن حقيقة الكارثة ومتى تم صيانة الطائرة العجوزة؟ وهل القوانين الدولية تسمح بالتدريب فوق مدن آهلة بالسكان؟ وهل البلد المصنعة مسؤولة عن مثل تلك الكوارث أم أنها قد حذرت مسؤولينا وهم لا سمع لهم ولا بصر بسبب انعدام قيمة الإنسان اليمني؟ لماذا لم يُقال المسؤول عن تلك الكارثة التي أشبه ما تكون بفلم لا حقيقة رأيناها بأم أعيننا؟

أتمنى أن يعاد التفكير في كل تلك التساؤلات بروح من المسؤولية الوطنية والإنسانية، وأن يكافأ الشهداء بعيش أسرهم عيشة الأبطال الأحرار لا أن يهان عيشهم كسالف من ضحوا من أجل هذا الوطن وشعبه.. رحم الله شهداء قادة الجهل وأسكنهم الجنة وألهم ذويهم الصبر والسلوان وان لله وان إليه راجعون..