الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٠ صباحاً

أما ان لصالح ان يعتزل ؟

طارق مصطفى سلام
الخميس ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٢٠ مساءً
• في ظل تهافت بعض القوى السياسية في الساحة الوطنية اليمنية على تحديد اولويات المرحلة السياسية الراهنة التي يمر بها الوطن وبأسلوب أهوج وغير موضوعي ..وسعي بعضهم (في هرولة غريبة ) لخلط الاوراق والقفز على المراحل واحراقها ومحاولة البعض الأخر فرض شروطه واولوياته الخاصة على متطلبات المبادرة والمرحلة الهامة والحاسمة التي يمر بها الوطن الان والتي تحدد مصيره ومستقبله في بناء غد أفضل ومزدهر أم الانزلاق للمجهول الاسود و الخطير.. وهنا أعتقد جازما ان الاولوية في هذا السياق قد أتضحت الأن بل واصبحت في المقام الأول هي لمغادرة الرئيس السابق (صالح) للحياة السياسية واعتزاله العمل الحزبي على اعتبار ان ذلك هو الموقف والسلوك الحضاري والقانوني والمعتاد في المجتمعات الديمقراطية بل هو سلوك نبيل لشخص يحترم ذاته وتاريخه ويمتثل للقيم الانسانية الجميلة ويحرص على مصير أمن ومستقر لوطنه ومستقبل زاهر لشعبه .. كما أن منح الحصانة لرجال ورموز السلطة ومحترفي السياسة في دول العالم المختلفة أرتبط دائما وغالبا باعتزالهم مزاولة العمل السياسي ذاته الذي ادى بهم لارتكاب الكثير من السلبيات والاخطاء بل والجرائم .

• أهمية ذلك تكمن في إتاحة الفرصة المناسبة ومنح الوسائل السلسة للتغيير وللعهد الجديد والمتمثل بنهج وسلطة القيادة الجديدة التي سبق لنا جميعا أن اخترناها واتفقنا عليها في اليمن بل وتم تحديدها وسميناها في المبادرة الخليجية ثم في الانتخابات الرئاسية في 21/فبراير/2012م , وهذه القيادة الجديدة التي اصبحت الأن شرعية ودستورية بنتائج الانتخابات الرئاسية أنفة الذكر لابد ان تتمكن من ادواتها في الحكم حتى تتكمل مسؤوليتها في ادارة السلطة والبلد وبالتالي يمكننا مستقبلا من سؤالها ومسألتها عن أي تقصير في هذا الجانب , وهنا تبرز أداتين هامتين للسلطة مغيبة حاليا عن مؤسسة الحكم (الرئاسة اليمنية) بل هي مغتصبة من قبل أفراد وعائلة يفترض أنها تركت الحكم والسلطة كما تتدعي إلا انها مازالت تمسك بأهم أدوات الحكم وهما اداة القوة الشرعية (متمثلة بمؤسسة الجيش والأمن ) الحامية لأي سلطة قائمة وصيانة شرعيتها الدستورية بتنفيذ وتجسيد كل ما يصدر منها من قرارات وسياسات نافذة بل ويمكن الحكم من السلطة ..ثم تأتي الأداة السياسية متمثلة بالحزب الرائد الذي تمكن السلطة من الحكم من خلال المنافسة في وضع البرامج والخطط وتجسيد وبلورة رؤاها ونهجها السياسي بين صفوف ابناء الشعب عموما ,ذلك الحزب الذي يجب ان يكون أداتها ووسيلتها السياسية الاولى في الحكم والتغيير والتعبير عن مجمل توجهاتها ورؤاها في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية الخ ومن دونه لا تتمكن من تنفيذ سياساتها المختلفة بفعالية مؤثرة في الميدان بل انه من الصعب ان يكتب لها النجاح في الحكم في ظل اغتصاب هذه الاداة السياسية (الحزب الحاكم) ومصادرتها لصالح من يسعى لوضع المطبات والعراقيل في طريق السلطة والعهد الجديد .

• ولذلك يبقى السؤال الملح والقائم الان ..أًما أًن للرئيس السابق (صالح) أن يعتزل العمل السياسي ويفسح المجال امام السلطة الجديدة حتى تتمكن من الحكم وادارة العهد الجديد ؟ وأن يكمل مشوار هو تحديدا من بدأه على اعتبار انه من صاغ الأحرف الأولى للمبادرة الخليجية التي نصت على اعتزاله للسلطة والحكم وبالتالي للعمل السياسي الذي هدفه الاساسي(في ظل ممارسته من قبل صالح) هو الوصول للسلطة والحكم مجددا !؟ وما هو موقف الدول العشر (الراعية للمبادرة الخليجية الخاصة بالشأن اليمني واليتها المزمنة والمدعومة بقرارات مجلس الامن الدولي ) من الافعال والاقوال التي تعرقل انجاز المرحلة الثانية للمبادرة والتي تبدر من بعض الشخصيات والقوى السياسية اليمنية والاقليمية والتي يأتي على رأسها والمحرض الأول لها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبعض أعوانه ومناصريه اللذين بأفعالهم المسيئة والمشينة أصبحوا ملكيين أكثر من الملك!؟