الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٠ مساءً

صالح وهادي وإذاعة عدن وحكاية الموقف من خبر الرئيس

نشوان الحميري
الأحد ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
تقول الحكاية إنه في يوم الأربعاء ال من 18فبراير- شباط 2009 قام علي عبدالله صالح الرئيس السابق الذي أطاحت به ثورة الشباب بزيارة ليلية لمناطق وأحياء العاصمة صنعاء .. وجاء في الخبر الذي بثته وكالة سبأ للأنباء في وقت متأخر من صباح يوم الخميس أن "صالح " قام مساء الأربعاء بزيارة تفقدية شاملة لمختلف مناطق وأحياء العاصمة صنعاء. تفقد خلالها المشاريع الجديدة في الأمانة ، وقام بزيارة مدينة صنعاء القديمة و«سمسرة محمد بن احسن» واستمرت الزيارة ساعتين ونصف الساعة ، ورافقه عدد من المسئولين خلال الزيارة ، ولأن وكالة سبأ للأنباء بثت الخبر حينها ، وكعادتها متأخراً لإذاعة عدن في صباح اليوم التالي "الخميس" واستلمته إدارة أخبار إذاعة عدن عبر خدمة "نبراس" ، إلا أن الزملاء المناوبين في أخبار الإذاعة وعبر الرصد من إذاعة صنعاء قاموا بنقل الخبر وبثه في مواجيز أنباء الفترة الصباحية ، وتم الإشارة إلى الزيارة كذلك من خلال استعراض الأخبار في برنامج مطالعات الصحف ، بينما لم يتم تكرار إذاعة الخبر في نشرتي الواحدة والثالثة والنصف بعد الظهر ، وكذا في نشرة السادسة مساءً ،نظراً لإذاعته في الفترة الصباحية، لكن الزميل المناوب المكلف بإعداد نشرة العاشرة مساءً لاحظ أن قناة اليمن الفضائية بثت الخبر في نشرة التاسعة مساءً ، فقام ببث الخبررغم تخلف الخبر ومرور أكثر من خمسة عشر ساعة من بثه من وكالة سبأ . وفي يوم السبت ال21 من فبراير فوجئ الزملاء المناوبون يوم الخميس في فترتي الصباح والظهيرة باستدعائهم على وجه السرعة من قبل مدير الأخبار ورئيس الإذاعة للتحقيق في أمر خبر الرئيس وملابسات وظروف عدم بثه والأسباب التي أدت إلى ذلك ,لأن توجيهات صدرت من وزارة الإعلام والمؤسسة اليمنية العامة للإذاعة والتلفزيون تقضي بالتحقيق في الموضوع وضرورة محاسبة المسئولين من مدراء التحرير في فترتي الصباح والظهيرة ، وبالفعل تمّت الاستجابة السريعة من قبل رئيس الإذاعة ، رغم قناعته بمبررات عدم تكرار إذاعة الخبر ،وتم اتخاذ إجراءات عقابية بحق مديري التحرير في الفترتين، تمثلت في الخصم من الراتب وتوقيفهما عن مزاولة مهامهما لمدة شهرين كمدراء تحرير في النوبات . . إن حكاية خبر الرئيس السابق وموقف قيادة إذاعة عدن ووزارة الإعلام ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون ،هي حكاية تبيّن بما لايدع للشك ، كيف أن قيادة الإذاعة والمؤسسة والوزارة كانت أيام "صالح " ملكية أكثر من الملك ، وترتعد خوفاً عند عدم تكرار خبر الرئيس آنذاك أو تجاهله أو حذف جزء منه ، حتى ولو بالخطأ ، أو لم يحصل أصلاً ، وكيف كانت مدينة للولاء للرئيس السابق،وتعمل ألف حساب لتحاشي سقوط أخباره أو عدم تكرارها صباحاً ومساء .. أما في الوقت الحاضر في عهد الرئيس "هادي فأن الأمر" قد أختلف تماماً ، فقيادة الإذاعة والمؤسسة والوزارة في غيبوبة تامة ، وكأن الأمر لا يعنيها بشيء ، حتى لو أنه تم فعلاً اسقاط أو حذف خبر الرئيس أو تجاهل وحذف وتشويه خطاباته وكلماته . وفي هذا السياق وللتدليل على ما ذكر ، وحتى لا ندخل في تفاصيل وأسباب هذه الغيبوبة والتنصل عن المسئولية والأبعاد من وراءها ؛ نسرد حالات وواقعات تجاهل ومقاطعة وحذف وتأخير في بث الأخبار والنشاطات والخطابات والكلمات المتعلقة بالرئيس هادي من قبل إذاعة عدن وإدارة الأخبار فيها، وبمباركة رئيس الإذاعة ومدير الأخبار ، وقد تم الإشارة اليها في عدد من الكتابات الصحفية في المواقع الالكترونية اليمنية الشهيرة ، وكذا بعض الصحف خلال الأشهر الماضية ، وإلى وقت قريب :

- في السادس عشر من أغسطس الماضي جردته من منصبه كرئيس للجمهورية اليمنية وإعادته إلى موقعه السابق كنائب للرئيس السابق علي عبدا لله صالح الذي أطاحت به الثورة الشعبية الشبابية في اليمن ، وذلك في مقدمة البرنامج الإخباري ( أنباء وتقارير) ، وكان معد حلقة البرنامج المدير العام للأخبار - في السادس والعشرين من سبتمبر الماضي بثت إذاعة عدن أقل من نصف الكلمة التي ألقاها هادي،أثناء مشاركته في افتتاح الدورة 67 للجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك بعد نشرة السادسة مساءً وأعادت الكرّة مرة أخرى بعد موجز التاسعة مساءّ ، بصورة مشوهة. - في الثالث من أكتوبر الماضي في نشرة العاشرة مساءً بثت الإذاعة شبه خبر حول نشاطات الرئيس في بروكسل . - في الخامس من أكتوبر الماضي تجاهلت خبر عودته للوطن وأجّلت إذاعة الخبر من موجز التاسعة حتى نشرة العاشرة مساءً بعد أن كانت قد تحدثت أغلب وكالات الأنباء العربية ومحطات التلفزة والمواقع الإلكترونية عن خبر اختتام جولته الخارجية للولايات المتحدة وأوربا . في العشرين من نوفمبر الجاري قاطعت الإذاعة هادي بحضور مون وبن عمر والزياني ولم تبث كلمته في الاحتفال بدار الرئاسة بمناسبة مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية ،وأكتفت بنقل كلمة بان كي مون وبن عمر والزياني ،والأمر ذاته تكرّر مع كلمة الرئيس هادي في المؤتمر الصحفي المشترك مع أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث بثت كلمته مبتورة بعد مرور نحو ثمان دقائق الكلمة التي أفتتح بها المؤتمر الصحفي . ورغم أن القنوات المحلية والدولية تابعت ما يجري بشكل مباشر كحدث كبير شهده اليمن ، وكحدث عالمي يتطلب المتابعة والنقل، سيما وأن الحدث تم الإشارة اليه والإعلان عنه مسبقاً في وسائل الإعلام ؛ إلا أن قيادة إذاعة عدن وإدارة الأخبار العامة فيها ،وبالأخص مديرها العام لم يكترثوا كعادتهم بمثل هكذا حدث ،في عهد الرئيس هادي.