الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٩ مساءً

كُفوا , أرفعوا أيديكم عن حُلمنا وانصرفوا !!!

جلال غانم
الثلاثاء ، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٣٥ مساءً
مُستعدون للذهاب إلى أقاصي الوجع , إلى أماكن الغور في الوُجدان مُقابل أن يكون لنا حُلم , أن يكون لنا تذكرة عُبور إلى القلب , مُتحدثون في سُنة الحياة , ناطقون بالحرية وإن دفعنا ربيع أعمارنا ثمن لهذا الحُلم .

تقارُب الخطاب المرموق والتحدث بالموضوعات الوطنية التي تُلامس الذاكرة وأماكن الألم في ذاتنا شيء يبعث على التشاؤم , شيء يبعث على الخيبة , على الكُفر بكل الوعود والتعاسات والحُلول الافتراضية والبهلوانية الكاذبة .

الأمل عندما تتم مُداعبته ووضعه في قالب من الزجاج فإنه يتحول إلى قالب جامد , قالب ميت , لأنه لا يستطيع أن يُحاكي الواقع , دفعة العشق / إلا ككابوس مؤرق تمسح عنه غُبار الزمن فيزداد أكثر اتساخا .

لا تحصي خيباتك اليومية لأن خيبات الوطن أكثر من تعاستك , عليك أن تحصي فراغات هذا الحُلم , أن تسمو به في وطن أزداد فيه الجلادين .

أنت تُريد وطن مُفصل على مقاس من الحُرية

هُم يريدون وطن مُفصل على مقاس حُرية مُصطنعة تسقط عند أول اختبار مع القدر

أنت حالة نرجسية

هُم مُجرد قُرنوف (قطعة سلاح)

حالة تقاطع بين المُوت والحياة , قطيعة أبدية وحالة فراغ مُعشعشة على أدمغة الفاسدين

لا تُفاوض مع لا يفهمك لأنة سوف ينتصر عليك

لا تقاتل عدوك لان ميزان العدالة الإلهية سوف يتغير

عليك أن ترفع أصبعك من فوق الزناد , لأنهم من يجيدون التصويب في أماكن أشد تركيزا في القلب

لا تكتب وصيتك الأخيرة لأنهم كُتبوها في زمن منسي / زمن الجمهوريات البائسة

عليك أن تشدو بقيمك ومبادئك كتحدي صارخ أمام غلطة الزمن وغلطة العمر وغلطة الالتباس

يجب أن تؤمن تماما بان الحُرية لا تُطلب من وجه جلاد
وان الثورة عندما تتحول إلى حالة سُحت لتنشيف الجوارب المُتسخة أعرف تماما أنك مازلت في قضيتك الأولى والنهائية لأنك على طريق الحق والعدل والصواب .

لا تقل لهم ابتعدوا طالما وطعناتهم لم تنزف في غمدك
لن يكفوا , لن ينصرفوا طالما وهم حالة العشق المفروضة على قلبك , طالما وهم خيارات البلد وخيباتها , طالما وهم يقتلون باسم الثورة , يذبحون باسم الحُرية , يحللون ويستبيحون , هُم من يفرضوا عليك الهواء الذي تتنفسه
فقط عليك أن تنفل مصدر الاتساخ من على جوارك , من على خدك المُتعب وأن تمضي للبحث عن وطن آخر يتسع لحُلمك ويحترم مبادئك التي ثُرت يوما من أجلها .