الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٩ مساءً

خـروج نـهائي

وليد احمد الحوام
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
من مسلمات الحياة أنها ملئيه بالغرايب والجديد.
ولكن في هذا العصر أصبح الغريب، شاذاً ،والجديد مدهشاً.
كما أنه لاشئ في هذه الدنيا غريب،والجديد في حياتنا مها زاغ صيته،وأنتشر أثره.
يتلاشى مع مرور الوقت ،ويترمم كفتات الحصاء.
ولكن أغرب الغرايب ،وأدهش المدهشات
هو أن يُختمَ على جواز مواطن يمني،خروج نهائي من اليمن إلى ( المملكة العربية السعودية)!!!
وأي مواطن ذلك الذي نؤمن جميعاً أن الوطنية فيه انعدمت،والهوية فيه تلاشت واختفت،مع مرور 33 سنة من النهب والسرق والظلم.

وبعد تلك السنين المريرة بحكمه , والمشهورة بظلمه ، سُجّل في تاريخ اليمن ودُون في الكتب والمجلات والجرائد
أنه تمّ نقل المفسد علي عبدالله صالح إلى السعودية وذلك بداعي العلاج.

ومهما كانت الأسباب والمسببات،فنحن نؤمن ونؤمّل أنه خُروج نهائي بصناعة سعودية.
لطالما تأثر المقيم اليمني في السعودية بما يسمى خروج نهائي سواء كان نظامياً أو دون ذلك.
إلا أنه على مر سنين طويلة لم يمر يوماً سمعنا فيه أن مقيم سعودي في اليمن تم التأشير على جوازه بظلم نهائي.
هكذا هي قوانين الدنيا اليوم،وهذه هي العلاقات بين الدول مهما كانت قيمُها وعلاقاتها الدينية والعرقية والدنيوية،لا شئ يقف عتبتاً أمام القانون والمصالح.

ولكن الأغرب والأدهش ماريناه عندما رحّل طالح إلى وطنه الجديد الذي سيقضي فيه باقي حياته ،بعد أن غضبة عليه ولعنته القلوب اليمنية في وطنه القديم.
ذلك لم يكن عبثاً ولا مصادفتاً ولكن هي سنة الحياة،فإنك عندما تقف عتبتاً أمام طموحات الشعب فأنك لابد أن تؤمن إنه ليس بينهم وبينك حاجز ولا حجاب.

مهما غرتك السنين بشهواتها، ومنحك الزمن وقتاً.
فمصيرك هو ذلك المصير الذي سعوا وضحوا من أجله.
تكابر وتتعاظم والعظمة لله عز وجلّ إلا أن عظمة الشعب وقدرته فوق قدرتك وتحت مشيئة الخالق.
وها نحن نرى ذلك على واقعك ياحضرة الفندم فأنت الآن في بلد الكرم والجود.
سوف يكرمونك إيما تكريم.ويطعمونك من كل ما لذت نفسك واشتهت.
وليس ذلك عليهم بغريب فمن قبلك زين الفاسدين ،فهو مثال لك وقدوة .

لاتصبك الشكوك ولا تحطك الهموم،أو أن تخاف من مستقبلك.
فأنا أقول لك كن واثقاً أن مستقبلك في أمان هناك، وأن رغدك الباقي من الدنيا هو بقاؤك فيها.
وأعلم جيداً أن نهايتك ونهائة مصيرك هو في اليمن.
فإن اخترت العودة فمرحباً بك ،فمحاكمنا في انتظارك،وعيونناً متشوقة لان ترى الحبل على عنقك،وشفاهنا ستفرح لموتك.وقلوبنا ستحزن على آخرتك.

نعم أعرف أنك عنيد إلى جانب أنك قذر وماكر،فنفسك الدنية لن ترضى أن تعيش تحت حكم الآخرين ،أن تعيش على نعيم غيرك وصدقاتهم وزكاتهم.
لن ترضى أن تشفق عليك قلوبهم،ولكنّ قلوبنا ستكون أقسى منهم بكثير.
ولن نخاف من لومة لائم.
لذلك أنصحك أن لاتفكر في العودة أبداً، وأن لا تغّتر بنفسك كثيراً.

فعودتك تعني إما الموت أو السجن، مع أنني أؤمن حق اليقين أنك لن تعود للأبد،فأنت بين رغدٍ وزهد، مفطحات لن تجدها في أي بلد. النعمة تحيط بك عن يمينك وعن شمالك،ومكة والمدينة بجوارك.
إذاً سأعتبر عودتك إلى اليمن جنون، وخاتمتك في السجون.
وإن ظهورك الأول والأخير في الرياض، وتصريحاتك وقولك سنقابل التحدي بالتحدي
يضعك في منزلق خطر أنت لاتعرف ماهي نهايته وعواقبه الوخيمة.
وإلى أين سيكون مصيرك عندما تتكلم بتلك العبارات وتتحدث بلهجة التحدي، ومظهرك يبعث يبث في القلب الشفقة والرحمة.ولكنك تُصر على جرمك وخبثك ولم تكفيك الأيام الخوالي، ولم تتعلم من دروسها .

لذلك أرى أن شخصاً مثلك لا يستحق أي إحترام ولا تقدير.
ونحن نتمنى عودتك حتى ترى مانحن فاعلون بك،فـ أهلا ومرحباً بك في يمن المحبة والإيمان.
ستكون عودتك دافع روحي للثورة والثوار،سوف تُعيد للثورة بريقها وحماسها.بل أنك تحفر قبرك بـ صنع يديك.

عُد ولنكونّ أشد الناس عدواة عليك وعلى من تبعك.