الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٩ صباحاً

لا صراع مذهبي .. يتصارعون على السلطة والمال

عارف الدوش
الاربعاء ، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
• أوهام الصراع المذهبي بين الزيدية والشافعية يطلقها في الفضاء وعلى صفحات الصحف وفي الملتقيات وشبكات التواصل الاجتماعي تيار مصلحي انتهازي من الجانبين وتقودها مراكز قوى ترى أنها تفقد مصالحها يوما بعد يوم أو تلك التي تريد أن تستأثر بالسلطة والمال لما تحققه السلطة من مغانم وجاه. فكلا الطرفين الفاقد واللاهث يصبان على رماد النار الخامدة البنزين ومستعدان بأعواد الثقاب لإشعال اليمن باستدعاء المسكون عنه عبر التاريخ وبافتعال أحداث هنا وهناك ويتحولان إلى أذرع وشبكات مصالح وامتدادات لمراكز الصراع في الخارج وهذه طبيعة التيارات والجماعات المغلقة والمتعصبة دينياً وقبلياً ومذهبياً وطائفياً وهي متواجدة ولن تخلوا منها المجتمعات على مر العصور وهي دوماً لا تناقش نوع لنظام وشكل الدولة ونوع الاقتصاد ولا يهم تحقيق العدل والمساواة والقضاء على الظلم والاستبداد فما تهتم بت وتناقشه وتعمل لأجله كيف تقصي أصحاب المذهب الفلاني والعقيدة الفلاني والاتجاه المغاير وحتى تصنف المخالفين لها سياسياً بتصنيفات دينية ومذهبية وما تقوم بت هذه الجماعات وهي متواجدة ولها حضور في كل المذاهب والأحزاب خدمة مصالحها وتحقيق إغراضها الدنيوية ولا علاقة لها بالإسلام ونوعية التدين والمذاهب لا من قريب ولا من بعيد فقط تستخدم كل أساليب الخداع فمثلاً تقول للجياع والمضطهدين والمغلوبين وكل من له حاجة من معتقدي ومناصري المذهب الزيدي لقد أكل طعامكم \" الشوافع\" ولن يبقوا لكم شيئاً فهلم إلينا بأموالكم وعقاراتكم وأسلحتكم واستعدوا للنزال وتقول للجياع والمضطهدين المقموعين الذين تطحنهم البطالة والفقر من \"الشوافع \" أن \" الزيود \"هم من استولوا على كل شيء الدولة والسلاح والمال ليضطهدوكم ويقمعوكم ويحرمونكم من ثرواتكم .. الخ \" فهاتوا لنا أموالكم واجمعوا لنا التبرعات واستعدوا للنزال أنها انتهازية مقيتة وتحشيد في غير محله .

• قلنا وسنكرر مراراً أن الحقيقة غير ذلك تماماً فلم يعد ينطلي على الناس مثل هذا الكلام في ظل ارتفاع نسبة التعليم وانتشار التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة من فضائيات وصحف ورقية واليكترونية وإذاعات وهواتف نقالة .. \" ومن تغدي بكذبة ما يستطيع إن يتعشى بها.\" فلا الحوثيين بمسياتهم المختلفة اصحاب الصرخة – انصار الله .... ألخ \" يمثلون المذهب الزيدي بأطيافه المتعددة فللمذهب الزيدي رجاله وأفذاده وعلمائه ولا \" الإصلاح كتنظيم بتجنحاته المتعددة يمثل المذهب السني بأطيافه وتفرعاته – الأخوان – الصوفيين – السلفيين ... الخ \" وما يقوله الطرفان في السر أو في العلن أو في لحظات غضب مقصودة في منتديات وملتقيات أو في وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي أو حتى على قارعة الطريق من قبل أشخاص أو أفراد أو مجموعات ما هو إلا ممارسة عمل سياسي بطريقة انتهازية مخادعة الهدف منه الحصول على حشد جماهيري لتحقيق مأرب مستترة غالبا ما تكون مصالح شخصية ومالية ووجاهة لقيادة الناس والاستفادة منهم بحجة حماية مصالحهم من الخصم والعدو المذهبي أو الوصول إلى السلطة للاستفادة من مغانمها.

• فالتدين وشكل التعبد سواء أخذ بما يطرحه المذهب الزيدي وتفرعاته من المعتدلين إلى الغلاة أو بما يقوله المذهب السني- الشافعية والسلفية والصوفية وتفرعاته المختلفة كل ذلك ليس محل خلاف بين الناس فليعبد الناس الله أولاً كيفما تعلموا العبادة والمهم هو إن يعبدوا الله ويكونوا قريبين منه ومن يعبد الله يعرفه ومن يعرفه لا يمكن إن يسعى إلى الفرقة بين المسلمين وأبناء الوطن الواحد فالناس عنده كلهم مسلمين وما يؤدي إلى التنافس والصراع بين الناس هو المصلحة والسلطة والجاه والمال وهي أغراض دنيوية يتم تغليفها بالدين ونوع التعبد والمذهب فيجري تقسيم الناس وتهييج العامة منهم واستغلال حاجاتهم وضيقهم في الحياة والمعاش وبطالتهم أو فقدانهم مصالحهم بفعل ممارسات الفاسدين والمستبدين ويتم تفسير ما هم عليه على انه بسبب عبادة \"فلان أو علا\" أو شكل تعبده وملبسه ونوع تدينه أو مذهبه فذلك هو الغباء بعينه والرعونة بإشكالها بل هو الحقد على اليمن وأهله البسطاء لان الصراع سياسي اقتصادي يتعلق بالاستحواذ على السلطة والمال وليس على فرض هذا المذهب أو ذاك أو شكل التعبد ونوعيته .

• ومن يحذر من فتنة مذهبية نظراً لبعض المواجهات بين مليشيات الحويين والإصلاح في بعض المناطق أو بين بعض الشباب و الوجاهات هنا أو هناك فهي صراعات بين مجموعات مدفوعة الأجر أو فاقدة المصالح والمواقع أو ساعية إلى تحقيق مصالح ووجاهات ومال ومناصب كل ولاء ليسوا حجة على الدين والتدين والمذاهب والتعدد وعلى العقلاء وأجهزة الدولة والحكومة وضعهم في محك الاختبار فسنجدهم كما قلنا فاقدي مصالح أو ساعيين إلى مصالح والأمر برمته لا علاقة له بالتدين والمذهب ونوع التعبد فالظلم والاضطهاد والفساد والاستبداد وما يعانيه الناس لا يجيزه الإسلام مهما تنوعت مذاهبه وتعددت طرق العبادات فيه فالصراع والنزاع في أصله من اجل السلطة والثروة والجاه فلا تستغلوا بؤس الناس وجوعهم ومعاناتهم من فسادكم وظلمكم أو تجيرون خيبتكم وفشلكم وتحملونها المخالف لكم في المذهب ونوع التعبد وشكله

• وعلينا إن ننظر إلى جذر الأمور وأسبابها فعندما يتقاتل الحيثيون والإصلاحيون في مكان ما فلابد إن نتابع جذر المسألة سنجدها تتعلق بالسيطرة والإستحواذ لخدمة مصالح حزب أو جماعة أو أفراد وجماعات لها ارتباطات داخلية وخارجية ايضاً \" يعني كله شغل بزنس وجمع مال ووعود بمواقع وسلطة وجاه\" ولا علاقة لما يجري بخدمة الدين والمذهب ونوع التعبد بل ستجد الكثير من المتقاتلين من الجانبين مقصرين في أداء واجباتهم الدينية وفقا لما أمرهم بها الله وأئمة مذاهبهم ليكن الأمر واضحاً أنً من ينفخ في قراب النزاع المذهبي والطائفي يسعى للتأزيم والتحشيد ليصل إلى الحكم والسلطة والمصالح والمغانم.

• وأخيراً هناك من يريد إن يحرف الناس البلاد والعباد على جوهر المسألة بافتعال نزاعات مذهبية ودينية واختلافات لإنه بها يستطيع حشد اكبر عدد من البشر وأكبر كمية من الأموال والسلاح باعتباره حامي حمى بيضة المذهب والدين إنها مهزلة . والرد العملي هو أن يتفق الناس أولاً على أسس الدولة وشكل النظام والقواعد الضابطة والدولة الضامنة لحقوق الجميع ومن ثم يحكم زيد أو عمرو لا يهم.

ـــــــــــــــــــــ
صحيفة الثورة الأربعاء 28 نوفمبر 2012م