الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٩ مساءً

أهمية التعليم العالي في التنمية الاقتصادية

أنور معزب
الخميس ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لقد بات من الواضح أهمية التعليم العالي والدور الذي يلعبه في التنمية الاقتصادية اذ لايمكن تحقيق التنمية الاقتصادية بل لايمكن الحديث عن التنمية الاقتصادية دون التنمية البشرية ذلك ان الموارد البشرية وبطبيعة الحال هم من يحملون على عاتقهم التخطيط الاقتصادي والاجتماعي وبما من شأنه تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا يؤكد حقيقة انه لاتوجد تنمية بشرية بل لايمكن الحديث باي حال من الاحوال عن التنمية البشرية دون التعليم ذلك ان التعليم هو السبيل والطريق الوحيد للوصول الى التنمية البشرية ومن هنا نجد بان العملية مرتبطه ببعضها البعض ولايمكن تجزءتها اذ لايمكن للتنمية الاقتصادية ان تتحقق دون التنمية البشرية ولايمكن للتنمية البشرية ايضا ان تتحقق الا بالتعليم ومن هنا فان التعليم عموما والتعليم العالي على وجه الخصوص هو المعني بالتنمية الاقتصادية ومن هنا تأتي أهمية التعليم العالي كونه يساهم بشكل اساسي في خدمة المجتمع والارتفاع به حضاريا لتصبح مؤسسات التعليم العالي فيه موطنا للفكر الانساني على ارقى مستوياته ومصدرا لتنمية الموارد البشرية متوخيا في ذلك رقي الفكر والابداع والابتكار وتقدم العلوم الطبيعية والطبية والاجتماعية والانسانية والتطبيقية وتنمية القيم الانسانية والمساهمة في المعرفة الكونية على اسس من الندية والتكافؤ وترسيخ الاصالة وتطويرها والنهوض بها الى مستوى المعاصرة ومن هذا المنطلق يستمد التعليم العالي اهميته .

ان اهمال التعليم وعدم دعمه وعدم الاهتمام به يؤدي الى نتيجة حتمية مفادها فشل التعليم واذا مافشل التعليم فان لذلك الفشل تبعات وآثار تنعكس انعكاس سلبي وخطير على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وهذا هو حال البلدان والتي تعتبر الجمهورية اليمنية واحدة منها لاتقوم بدعم التعليم وبالتالي لاتولية اي اهتمام فنجدها تشهد تدهورا في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ونجد ظاهرة البطالة وعدم الاستقرار وانتشار الجريمة بكافة اشكالها وانواعها هي السائد في البلد ذلك ان تلك البلدان فاقده للوعي الثقافي والاجتماعي وفاقدة ايضا للموارد البشرية الفاعلة والتي تقوم بدورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهذا ناتج بالدرجة الاولى عن عدم الاهتمام بالتعليم وفي المقابل نجد ان البلدان التي اهتمت بالتعليم كما هو حال ماليزيا واليابان والصين وجميع الدول المتقدمه عندما اولت التعليم العالي اهمية بالغة ودعمته دعما سخي كونها تدرك اهميته واهمية ماسوف تترتب على ذلك الاهتمام من نتائج وآثار ايجابية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويعود بالنفع على البلد بكشل عام فكانت النتيجة بان تلك البلدان تطورت بالفعل وارتقت وحققت نجاحات هائلة في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .

ومن هنا فان التعليم عموما والتعليم العالي على وجه الخصوص يلعب دورا رئيسيا في إعداد رأس المال البشري، الذي أصبح يفوق بأهميته رأس المال المادي، لأنه يسلح الأفراد بالقدرات والمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي تمكنهم من مواجهة متطلبات العصر، ويحسِّن مستوى إنتاجيتهم، ويزيد دخلهم، ويحسِّن مستواهم الصحي، ويمكنهم من المساهمة بشكل أفضل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادهم، ويقلل الفروق الفئوية بينهم، ويفسح المجال للكشف عن القدرات المبدعة، ويساعد على حسن استثمارها.

الجمهورية اليمنية واحدة من تلك البلدان التي لاتولي التعليم بشكل عام اي اهتمام ولذلك نجد ان التعليم العالي في اليمن ونتيجة لعدم الاهتمام به لايلبي الحد الادنى من متطلبات التنمية الاقتصادية وسوق العمل ذلك ان خطط وسياسات وبرامج التعليم العالي وللاسف الشديد يغلب عليها الطابع العشوائي لذلك نجد ان مخرجات التعليم العالي في الجمهورية اليمنية لاتلبي متطلبات التنمية الاقتصادية وسوق العمل الامر الذي ترتب عليه آثار سلبية خطيرة على كافة الاصعدة وبمختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وماتشهده البلد من ارتفاع نسبة الامية والجهل في اوساط الشعب اليمني وما تشهده البلد من تزايد نسبة نمو البطالة سنويا بين خريجي الجامعات وما تشهده البلد من فوضى ودمار وخراب وتدهور في شتى مجالات الحياة الا نتاج لعدم الاهتمام بالتعليم عموما وبالتعليم العالي على وجه الخصوص

واذا ما ارادت الحكومة اليمنية ان تشهد البلد نهضة اقتصادية واجتماعية واذا ما ارادت الحكومة بالفعل ان تمضي بالبلد نحو المستقبل المشرق والغد المنشود الذي طالما حلمنا وتغنينا به فان عليها الاهتمام بالتعليم واذا لم تهتم الحكومة بالتعليم وتدعمه الدعم اللازم والكافي عندها لن تستطيع ان تحقق الحد الادنى من متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي لن تصل بنا وبالوطن الى اليمن الجديد يمن الدولة المدنية الحديثة يمن الامن والاستقرار يمن العدل والمساواه يمن النهضة الاقتصادية والاجتماعية .