الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠١ مساءً

موضع الجنوب من الشمال! ..ولتعز حديث أخر ،،

رنا عبدالناصر الحكيمي
الجمعة ، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً

لست أريد من موضوعي هذا إشعال العنصرية كما قد يظن البعض، ولكن ما يراد به هو إظهار الحقائق التي ظلت متسترة خلف حروف كان المسؤول عن تأليفها رجل لم يعرف التاريخ ولم يأبه لما قد يحدث من تأثيرات تمتصها النفس وتولد كلمة ليش وأيش معنى ؟ .. فكلنا أبناء يمن واحد وجميعنا مسلمون.

ولكني سأقول ما قد لفت نظري وأردت أن ألقي عليه الضوء لتتعادل كفة الميزان وتبقى على خط واحد ولو حدث إعوجاج بسيط أتناء قياس الخط بالمسطرة، كون صانعها في الأصل قد صنعها معوجة لغرض في نفسه.وكوني قد وجدت على تراب هذه الأرض وكانت ذراتها هي أول ما تنفسته رئتاي فلقد تولد حبها منذ الصغر وكوني لا أفرق بين ذراتها فكلها عندي واحدة تحمل نفس الاسم وإن حدث إختلاف في التركيب، الذي قد يؤثر مستقبلا على تركيبة سكانها وإختلاف طبائعهم، ولو أننا أخذنا هذا كسبب بسيط لما يحدث لأقمنا تبرئة بأخذ عنصر البيئة كسبب وألغينا نظام العقل وما عليه من آليات أخرى أحدثت ضجيجا سمعناه من أصوات وفهمناه بالإماء.

إن المتابع للتاريخ العالمي على مر العصور سواء كان عن طريق الدراسة المتخصصة والبحث أو لمجرد فقط الإهتمام والإطلاع على بعض الكتب سيلاحظ التزوير فيه وإن بان لعين المشاهد بأنه الحقيقة. وكون الأساس ضرورة ملحة لوجود الأس؛ لأنه لا توجد أي قوى دون وجود أساسها وإن كانت مجهولة فهي لا محالة سيتم إيجادها بوجود إحدى دلائلها أو أساساتها الأخرى. الشيء الأكيد والذي لابد منه سواء كنت إنسانا محبا للتاريخ أو كنت لا تحبذه، وكونك قد خضت غمار الدراسة في إحدى المدارس اليمنية وأطلعت على كتاب التاريخ والتربية الوطنية الذي يلقن للطالب اليمني على مختلف المراحل ــ ماعدا الثاني الثانوي والثالث الثانوي من القسم العلمي طبعاــ فإنه على الدوام ما يتم ذكر شهداء اليمن الأحرار "..رحمة الله عليهم .." فأي من الأسماء هي العالقة في الذهن والدائمة الذكر والتي يشهد بنضالها وتفانيها في سبيل الوطن، أنا عن نفسي أتذكر الموشيكي والزبيري والثلايا والعلفي وعلي عبدالمغني، وسأدع لك التذكر عزيزي القارئ في ما هي الاسماء العالقة في ذهنك وأقصد هنا الكتاب المدرسي ولا أقصد مرجع أخروذكر منطقة كل واحد..فكل هذه الأسماء شاركت في صنع ثورة 26 من سبتمبر ضد الإمامة في الشمال وأيضا كانت المخطط لثورة 14 من أكتوبر في الجنوب .. "فهنا" أقصد في الكتاب، يتم التحدث بإسهاب عن ثورة 26 سبتمبر وعن الذين قاموا بها وهم طبعا الخمسة الذين تم ذكرهم وكيف أنهم سعوا إلى تحرير الشمال من الإمامة وكيف أن ثورتهم كانت الداعم الرئيسي لقيام ثورة 14 من اكتوبر ليأتي هنا"وما أقصده الكتاب المدرسي " ليتحدث عن الاستعمار ويلحق باسم جنوبي مشارك بالثورة دون ذكر دوره بالطبع وهو الاسم الوحيد اللي أنا عن نفسي أتذكره ألا وهو راحج غالب لبوزة والذي يذكرمرات في المناهج غالب راحج لبوزة "يبدوا أنهم غير متاكدين من الاسم" .. ونحن لا ننكر فضل هؤلاء الشهداء وتفانيهم ..ولكن ألا يوجد أسماء جنوبية قامت بمهمة التحرير وقامت بالثورة وإذا وجدت أسماء جنوبية فلماذا يتم طمسها وتشويه التاريخ وروايته وفق منظور المؤلف الخاصة ..وعندما يتم التحدث عن مرحلة مابعد الثورة فإنه يتم التحدث عن الرئيس السلال والرئيس الإرياني والرئيس الحمدي والرئيس الغشمي والرئيس علي عبدالله أي عن رؤوساء الشمال ..إذا كان هذا هو التاريخ وهذه هي الوطنية في نظر الجهة القائمة على المناهج فهذا يعني أنهم غير معترفين بالجنوبيين ولا بتاريخهم ولا بوطنيتهم وهذا أمر خطير تكون عواقبه سيئة لأن الطالب ليس غبيا فهو دائما ما يحط هذه الأسماء موضع تساؤل ..لماذا فقط هؤلاء دون الغير .. لأنه من المستحيل عدم وجود وطنية في ظل تواجد الإستعمار أو عدم وجود تاريخ في ظل قيام الدولة ..وإذا تتبعنا مسارا أخر من الكتب وهواللغة العربية وشاهدنا الأسماء اليمنية البارزة المذكورة في هذه الكتب ..فأنا عن نفسي الأسماء العالقة في ذهني هي البردوني والزبيري والمقالح والإمام الشوكاني وباكثير ويبدوا أنه ذكر لأنه يحمل الجنسية المصرية ليس إلا فهو عدّ مصريا وليس يمنيا ..وعليكم أنتم أيضا أن تتذكروا الاسماء التي لصقت في ذاكرتكم ..فاللغة تمثل الهوية والنبوغ في اللغة معناها الإستمرار في الحفاظ على الهوية ..أيعقل أن ليس هناك واحد مقتدر في الجنوب من لغته العربية الأم أم أن الاستعمار قد ساعد في التخلي عنها والتخلي عن الهوية فيما بعد كما يدعي البعض ..وإذا أتينا إلى الدين فهناك عبدالمجيد الزنداي الذي كان في المنهج القديم هو واضع كتاب التوحيد ..فكلمة دين عندما تتبادر إلى الأذهان يعني إسلام أفيعقل أن لا يكون هناك من أبناء الجنوب من هو ليس مهتم لدينة رغم علمنا جميعا لدور الحضارم في نشر الدين ولو كان غرضهم في سفرهم هو التجارة..فهذه هي الأسئلة التي تبادرت إلى ذهني وهذه هي الأشياء الجلية التي مرت أمام عيني فلا أدري هل سقط أبناء جنوب اليمن سهوا من قبل مؤلفي الكتاب المدرسي أم أنه عمدا ..أم انه لا يوجد أسماء جنوبية تستحق الذكر..
"إضاءة"... بالنسبة لنا نحن أ بناء تعز نحن المنسيون الموجودون في الأراشيف .. في أراضينا لا يحتاجوننا أبدا وعندهم يحتاجونا في الأوقات الطارئة ..

ملاحظة ..
تم ذكر لطفي جعفر أمان في الصف الثالث الثانوي في النصوص ولكنه غالبا ما يتم حذفه "يعني وجوده مثل عدمه "