الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٢ مساءً

كثر الضغط يولد انفجار

فضل عبدالكريم الجهمي
الجمعة ، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
كثر الضغط يولد انفجار قانون طبيعي معروف فالضغط الشديد على المادة بغض النضر عن نوعيتها يولد انفجار ,ومثلما يحدث هذا في المادة اكانت سائلة ام صلبة ,فان الانسان ليس ببعيد عن هذا القانون الطبيعي ,وحتى الحيوان ليس ببعيد عنه فكلما زاد الضغط حتما سيكون هنالك انفجار.

وفي اليمن تتزايد الضغوط يوما بعد يوم في شتى ميادين الحياة ,ولكن هذه الضغوط تزداد حده اكثر وأكثر على الصعيد السياسي ,وبالذات مع اقتراب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني ,الذي سيحتوي كل انواع الضغوط ,التي من الممكن ان يتولد عنها ضغطا هائلا قد يقود هذا الضغط الى انفراجا كبير ,او الى انفجارا أكبر.

وبانعقاد مؤتمر الحوار الوطني تكون الاطراف جميعها على موعد مع الحقيقة وحدها ,وهذا يعني ان اساليب وطرق المناورات والمراوغات ,لن يكون لها مكانا في هذا المؤتمر ,فأما المشاركة بايجابية مع الجمع لرسم خارطة طريق لإدارة وبناء البلد ,او اعلان مواجهة الجميع تحت شعار اكون وحدي او لا اكون مع الجمع.

وهنا ومن واقع حكمة اليمنيين فانه من المتوقع ,او من المحتمل ,وبحسب رؤية المتفائلين ان تتحول هذه الضغوط الشديدة, الى حالة من الانفراج تؤدي الى حالة جديدة من الالتئام ,وبما يؤدي الى انفجار ابداعي يستلهم فيها اليمنيين عبر ودروس الماضي بكل ايجابياتها وسلبياتها ,ويستلهم فيها اليمنيين ثقافة العصر الجديد من اجل بناء وطن حر ديمقراطي متقدم يتشارك الجميع في ادارته وبنائه
وهنا ومن الواقع الراهن الملي بالتعقيدات والمشاكل التي ورثها المجتمع اليمني من النظام البائد ابتدئا بثقافة النهب والسطو الى ثقافة الالغاء والحروب والتوريث ,وبحسب ما يراه المتشائمون, فان الضغوط الشديدة التي ستتولد من خلال التمسك بالمطالب المناطقية ,او الفئوية ستؤدي حتما الى حالة من الانفجار الشديد ,والتي سيكون اليمنيين على موعدا مع حروبا جديدة تتنوع اهدافها وأطرافها.

ان مؤتمر الحوار اليمني سيكون فيه الحد بين الجد واللعب ,بين الحرب والسلم ,فأما ان تفرض خيارات البناء والسلام, وأما ان تعلن فيه وترفع راية الحرب والاحتراب.

وإذا ما طبق القانون الطبيعي الاخر (لكل فعل ردت فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه) في الحالة اليمنية, فان خيارات السلام والأمن والأمان ستنعدم تماما , لان بعض اطراف الازمة اليمنية في حالة من التشنج والتطرف ,وقد تؤدي الافعال وردود الافعال الى انفجار شديد يتمزق معه الوطن الى كنتونات ,ودويلات ,ومشيخات تتصارع فيما بينها من احل البقاء, او قد يؤدي هذا الانفجار وفي احسن الاحوال وبحسب ردود الفعل الى طغيان طرفا ضد طرفا اخر وبما يؤدي الى دورة جديدة من الظلم والاضطهاد ,ودورات جديدة من العنف ولاحتراب.