الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٦ صباحاً

لست انفصاليا ولكني لست سعيدا بالوحدة

د . أبو نورالدين اليهري اليافعي
السبت ، ٠١ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
الوحدة اليمنية تغنى بها كل ابناء الجنوب لسنوات طوال ؛ كنا نرددها كل صباح في تحية العلم الصباحية في المدارس ...
امتزج حب الوحدة في قلوبنا ومع كل قطرة دم تجري في عروقنا ؛الوحدة الحلم الذي كنا نتغنى به منذو طفولتنا كانت غير الوحدة التي نعيشها اليوم ...

لان الوحدة التي كنا نحلم بها هي تلكم الوحدة التي تنقلنا من ضعف الى قوة ؛ ومن فقر الى غناء ومن ظلم الى عدل ومن جهل الى تعلم ومن تخلف الى تقدم ومن هدم الى بناء ...

وحدة اليوم الغت نفوذ الدولة وظلمها ونقلتنا الى تحت نفوذ المتنفذين والمشائخ ....

وحدة اليوم اطفأت كل شمعات الامل التي كنا نستضيء به مؤقتا والتي كنا نظن ان هذه الشمعات سيختفي نورها ويتماهي ويضيع بين احضان النور الاكبر النور الذي سنجده في ظل الوحدة ولم نكن نعلم ان نورنا الزهيد سيختفي ويحل محله الظلام ......

وحدة اليوم وجدت الارض والثروة التي حرمنا منها النظام الشمولي البغيض واحتفظ بها كارض صحراوية واراض فارغة لاجدوى فيها ولانفع واحتفظ بالثروة في باطن الارض ومنع الاستثمار فيها ...
وحدت اليوم اخذت هذه الارض وحرمتنا منها مرة اخرى لكن بصورة اسوأ وافضع حيث جعلت هذه الارض ملكا لاشخاص متنفذين ...

وحرمتنا من الثروة التي على الاقل كانت محفوظة في باطن الارض فبددتها على ايدي عصابات مجرمة وجعلتها ايضا ملكا لاشخاص واستفاد منها الشرق والغرب وحرم منها المواطن اليمني ....

وحدت اليوم صرفت ووزعت اراضي المحافظات الجنوبية ؛ قلنا لماذا قالوا وطن واحد قلنا والنعم وطن واحد فاعطونا اراضي في صنعاء او تعز فقالوا لا صنعاء وتعز ملك لاهلها !!!

ياللعجب هل الجنوب للجميع والشمال للشماليين فقط ؟!!!

وحدة اليوم ليست تلك الوحدة التي كنا نحلم بها ...

وانا اقول هذا الكلام اقول انني لست انفصاليا فانا وحدوي ولكن وحدوي بصورة اخرى ؛ وحدوي يحب الوحدة التي عاش يحلم بها وليست هذه الوحدة ....

هذه الوحدة بحاجة الى صيانة واعادة تاهيل وترميم كلي ....

وحدة اليوم الموجودة بحاجة الى عمليات تجميل واسعة جدا ...

فهي بحاجة الى عمليات شفط دهون من بعض الكروش ...
وبحاجة الى عمليات شد لتجاعيد وجهها الذي غزته التجاعيد مبكرا وهي في ريعان شبابها ..

وهي بحاجة الى تعديل في شفايفها لتعود اليها الابتسامة من جديد ...

فانا لست انفصالي ولكن ايضا لم اجد شي يدعوني الى السعادة في ظل هذه الوحدة ماعدا مسمى الوحدة الذي فرحنا به يوما من الايام ....

اما باقي التفاصيل فحقيقة انها لاتسر ولاتفرح ....

لكم كل الود