السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٥ صباحاً

افتراضات !!!

جلال غانم
الأحد ، ٠٢ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
حياتنا مُجرد افتراض يومي تتقاسمه أحلام قابلة للرفض , واقع مليء بالانكسارات , ننتشي أحيانا ونختبئ أحيانا أخرى وراء جدار معزول إلا من الأمنيات والخالي من أي إمكانيات تقودنا إلى تحسين شكلية حياتنا أو النظرة بتفاؤل لما يجري حولنا كأقل تقدير .

فالوطن مُجرد افتراض بين إمكانية العيش تحت سقفه وسماءه بحُرية وكرامة بحيث لا تجعلنا نُغادره كأسراب من الطُيور إلى أوطان تمنحنا تغريبتنا النهائية والأخيرة .

ناهيك عن الصداقة وعلاقات الحُب التي نبنيها على شبكات اجتماعية مجنونة إن لم نقل لنهرب من واقعنا المرير لنعبر عن ما بداخلنا والذي يتناقض مع مُحيطنا اليومي المليء بالمُنغصات .

واقع مُتناقض , مُجتمع لا تستطيع أن تنشر فكرتك إلا وقد قُتلت ألف مرة وحولوك بها إلا مجنون من شارع إلى أخر كضريبة حتمية لهذا التناقض .

افترضنا علاقات مُنتقصة لنحتمي بها من طبيعة العُنف اليومي , نكتب لنفترض أوطان أخرى من الحبر , نقرا لنرى طبيعة الشُعوب وكيفية مضيها بعقول أكثر اتزانا , أكثر حُرية في سبيل التماهي المُجتمعي والبشري السليم .

لم أكن أتوقع أن تتحول الثورات أيضا إلى حالة افتراضية والشهداء إلى مُجرد تعليقه على حائط بُيوتنا وعلى كُتب التاريخ التي تُلقن أبناءنا وأحفادنا أزمنة طويلة وتاريخ عظيم من الافتراضات .

وأن تعد فطورك لأبد وأن تفترض نوعية الفيتامينات المُكتسبة !
وحتى وأنت تُفكر في الذهاب إلى أي مقوتي لشراء قاتك اليومي يجب عليك أن تفترض نوع الكيف والحُلم اليومي الذي يذهب بك إلى أقصى حُدود لنسيان هُمومك اليومية .

نوعية الإيمان الذي تحمله , شكل الجنة والنار , واقع التماهيات اليوميات عليك أن تفترضها كُلها !
وأن تُفكر عليك أن تفترض بعالم أكثر يوتوبيا , عالم يختصر كُل جرحك وكل ضائقتك اليومية في أقل من ثانية
عليك أن تفترض شكلية حياتك , شكلية موتك وحتى نوع أقراص حبات الدواء التي تتناولها يجب عليك أن تفترض شكلية عافيتك !

حياتنا مُجرد افترض قابل للركل وقابل للتحقيق , مُجرد غيمة مُحملة بالرياح والمطر في انتظار رحمة سُقوطها
هذا الافتراض عليك أن تعي جيدا أنك أمام لُعبة زمن تتساقط فيه كُل الوجوه الجميلة وتصمد في وجه رياحه كُل الوجوه القبيحة وتنتصر الخطيئة على الحسنة وتتغير الظروف وأنت ما زلت في صراع دائم على نوعية الافتراض .

لا ميزان مُتعدد في الحسنة ولا تعدد في العقاب والخطيئة فقط عليك أن تحلم وأن تفترض شكلية حياتك وأن تُوزع جبهاتك الداخلية على كُل الاحتمالات كي تعيش بأقوى إمكانية للقُدرة على الصمود .